اليوم الرياضي لدولة قطر..فكرة مثالية وفرصة للتنفس برئة الرياضة

اليوم الرياضي لقطر..فكرة مثالية وفرصة للتنفس برئة الرياضة على وقع كأس آسيا

الدوحة
محمد السعو
محمد السعو
صحافي رياضي أردني. انضمّ لأسرة العربي الجديد في عام 2014.
12 فبراير 2019
+ الخط -

تبدي دولة قطر اهتماما كبيرا بالرياضة والرياضيين، فهي الدولة العربية الأولى التي تستعد لاحتضان نسخة تاريخية من كأس العالم لكرة القدم المقررة عام 2022، لأول مرة في الشرق الأوسط والوطن العربي كأكبر حدث عالمي في العالم بأسره، ناهيك بأنها باتت منذ سنين قبلة للبطولات والرياضيين في آن واحد.

وتخصص قطر يوماً رياضياً سنوياً، هو الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير/شباط من كل عام، يتم فيه تشجيع الجميع خلال هذا اليوم على المشاركة في أنشطة رياضية مع أفراد الأسرة والزملاء وجميع فئات المجتمع، إذ أقيم أول يوم رياضي في دولة قطر في عام 2012، وتم تخصيص هذا اليوم لممارسة الأنشطة الرياضية من قبل مواطني البلاد.

ويهدف اليوم الرياضي إلى الترويج للرياضة وتثقيف المجتمع المحلي حول الطرق التي تؤدي إلى تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة وقلة الحركة، كما يعطي اليوم الرياضي فرصة للتنفس برئة الرياضة التي تحظى بأهمية منقطعة النظير في دولة قطر.


"يوم رياضي" على وقع الانتصار التاريخي ببطولة كأس آسيا
وسيكون لليوم الرياضي طعم مختلف تماما، ذلك أنه يأتي بعد أيام من تتويج المنتخب القطري لكرة القدم بطلا لكأس أمم آسيا 2019 التي جرت في الإمارات، وهو الانتصار التاريخي الذي جعل العنابي القطري يتربع على عرش الكرة الآسيوية لأول مرة في تاريخه حينما هزم المنتخب الياباني في النهائي 3-1 في مشاركة سطرت بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ واحتفلت فيه قطر بالإنجاز الذي تحقق في بطولة استثنائية قدمت لنا جيلا جديدا ومشروعا عربيا ناجحا للغاية على استعداد للمشاركة في أهم البطولات على غرار المشاركة المرتقبة في بطولة كوبا أميركا في البرازيل، وكذلك المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر.

ولا تقتصر إنجازات قطر على كرة القدم فحسب، بل شملت عددا من الألعاب الرياضية. وتصدرت منتخبات عدة مراكز متقدّمة في مختلف البطولات العربية الخليجية والدولية، رغم الحصار الجائر المفروض على قطر منذ أكثر من عام ونصف العام، الذي لم يقف مانعا أمام التألق القطري عربيا ودوليا، والدليل ما حدث خلال بطولة أمم آسيا الأخيرة حين مارست الإمارات شتى الطرق لإيقاف الطموحات القطرية التي كانت أقوى من الحصار ودوله وتخطت آفاق النجومية والتألق.

كيف يقضي القطريون والمقيمون اليوم الرياضي؟
تقوم وزارات للدولة وشركات بالقطاع الخاص في قطر بتنظيم الكثير من الفعاليات الرياضية لموظفيها وللجمهور، وتشارك مختلف تلك المؤسسات، على غرار وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية واللجنة الأولمبية القطرية وأسباير زون، بالإضافة إلى عدد من الهيئات الرياضية الأخرى، في لعب دور بارز بفعاليات كثيرة في كافة أنحاء دولة قطر، وتتراوح الفعاليات بين كرة القدم وكرة السلة والتنس والتايكواندو وركوب الدراجات الهوائية والسباحة، مع الكثير من الأنشطة الرياضية المجانية والمسابقات الترفيهية المتاحة للجميع.

كما يُنظر لهذا اليوم أيضا على أنه فرصة للتقريب بين فئات المجتمع من خلال الرياضة، اعتمادا على المبادئ الرياضية مثل بناء روح الفريق والوحدة والاندماج والمشاركة واللياقة البدنية والصحية، وبالإضافة إلى الأنشطة الرياضية المتعددة في جميع أنحاء الدولة، يركز اليوم الرياضي للدولة أيضا على الثقافة القطرية من خلال بطولة التجديف بقوارب "الشواحف" التقليدية، التي تعمل بمثابة تذكير بالتراث الرياضي في دولة قطر والدور الذي لعبته في تطور الدولة.

ولدى استعراض أهم الفعاليات الرياضية التي تقدمها وزارة الثقافة والرياضة القطرية والاتحاد القطري للرياضة للجميع خلال اليوم الرياضي للدولة في نسخته الثامنة؛ نجد على سبيل المثل تنظيم بطولة "دوري شباب قطر لكرة القدم"، وهي بطولة يبلغ عدد الفرق المشاركة في النسخة الرابعة منها 15 فريقا وستقام في استاد الدوحة ونادي المرخية كل يوم ثلاثاء وأربعاء من كل أسبوع، بمعدل ثلاث مباريات في اليوم، وستلعب مباريات بنظام الدوري من دور واحد ويتأهل الأربعة الأوائل من كل مجموعة للعب بنظام خروج المغلوب.

وستنطلق البطولة اعتبارا من يوم غد الأربعاء بعد اليوم الرياضي مباشرة، علما أن توقيت شوط المباراة فيها سيكون 25 دقيقة فقط، وتم تخصيص جوائز مالية للفائزين، بل تم رفع قيمة الجوائز للنسخة الحالية للبطولة بنسبة 40 في المائة وبلغت قيمة جوائزها 200 ألف ريال قطري، وذلك لحث الشباب على ممارسة الرياضة، كما شهدت البطولة زيادة عدد المشاركين من 220 لاعبا إلى 300 لاعب حاليا.

وينطلق أيضا الكثير من الفعاليات الرياضية في أهم منشأة رياضية في البلاد وهي "أسباير" المجهزة بكل الإمكانيات المتاحة لاستقبال الأنشطة الرياضية، كما ستكون هناك فعاليات مميزة في كتارا والكورنيش، أضف إلى هذا أن جميع الأندية القطرية ستكون ساحات مخصصة لعدد من الفعاليات الرياضية، وكذلك الحدائق العامة في مختلف انحاء البلاد ستكون مهيأة لاستقبال الأحداث الرياضية في اليوم الرياضي، والتي ستكون فيها المنافسات ممزوجة بطابع أسري من أجل الأطفال أيضا.



مونديال 2022... أكبر نجاح رياضي
ولم يكن لقطر إنجازات رياضية في الملاعب فحسب، بل شكلت استضافة مونديال 2022 أكبر نجاح، وهو النجاح الذي بدأت فصوله تنمو منذ اللحظة الأولى لتسلم مهمة إسناد بطولة مهمة جدا بحجم كأس العالم، حين حظيت قطر بشرف الاستضافة في عام 2010، فتواصل العمل على تهيئة الملاعب والاستادات بطريقة خرافية ومميزة ولم يؤثر الحصار الجائر على البلاد، فتسارعت وتيرة الثورة في البنية التحتية والملاعب والطرق لاستضافة الحدث التاريخي في الفترة من 21 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول من عام 2022.

وتتواصل وتيرة العمل في الوقت ذاته من أجل استكمال بناء ثمانية استادات مُصممة وفق معايير عالمية لاستضافة المونديال؛ وهي استاد الوكرة واستاد البيت في مدينة الخور واستاد المدينة التعليمية واستاد الريان واستاد الثمامة، واستاد لوسيل واستاد راس أبو عبود واستاد خليفة الدولي، أول استادات البطولة جاهزية بشكل تام.

وانتقلت البطولة من مرحلة إعداد البنى التحتية اللازمة للبطولة، إلى مرحلة التنظيم والتسليم والتركيز على الخطط التشغيلية للبطولة، وهو ما تجسد حينما كشفت قطر عن شراكة جديدة بينها وبين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باسم "كأس العالم فيفا قطر 2022 ذ.م.م."، لتتولى مهام تنظيم أول بطولة كأس عالم لكرة القدم في الوطن العربي.

وقد جرى الإعلان عن هذه الشراكة في العاصمة القطرية الدوحة خلال أول اجتماع لمجلس إدارة "كأس العالم فيفا قطر 2022" المؤلف من تسعة أعضاء. وتجسد هذه الشراكة أحد محاور الرؤية المشتركة لدولة قطر متمثلة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتشكيل كيان واحد يهدف لتسهيل آلية تشغيل واستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.

وتتطلع هذه الشراكة إلى الاستفادة القصوى من إمكانات ومعرفة اللجنة المحلية المنظمة واللجنة العليا للمشاريع والإرث في تنظيم فعاليات وأحداث رياضية كبرى منذ فوز ملف قطر بحق استضافة المونديال عام 2010، وخبرة الاتحاد الدولي الواسعة في مجال تنظيم بطولات كأس العالم لكرة القدم.

وستُسهم هذه الشراكة في إثراء استعدادات دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، خاصة في ما يتعلق بتجربة المشجعين واللاعبين والمسؤولين. إلى جانب ذلك، ستواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث مهامها في إدارة ومتابعة تطور مشاريع البنية التحتية اللازمة لبطولة قطر 2022، ومشاريع الإرث المصاحبة لها.

ذات صلة

الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
الصورة
كأس آسيا شهدت نجاحاً كبيراً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصلت رحلة بطولة كأس آسيا لكرة القدم لنهايتها، وشهدت تتويج منتخب قطر باللقب بعد الفوز في النهائي الذي أقيم على استاد لوسيل أمام المنتخب الأردني بنتيجة 3-1.

الصورة
قطر نجحت في تنظيم نسخة استثنائية لكأس آسيا (العربي الجديد/Getty)

رياضة

اختتمت السبت بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم، وشهدت تتويج منتخب قطر باللقب بعد الفوز في النهائي الذي أقيم على استاد لوسيل أمام شقيقه الأردني بنتيجة 3-1.

المساهمون