مؤامرة "مشروع الكرة": حرب "اللوبي" لإسقاط مونديال قطر 2022

مؤامرة "مشروع الكرة": حرب "اللوبي" لإسقاط مونديال قطر 2022

11 فبراير 2019
"مشروع الكرة" كان يستهدف تشويه صورة قطر (Getty)
+ الخط -

نالت قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022 قبل سنوات، بعد تفوقها على جميع المرشحين في "كونغرس فيفا". لكن منذ ذلك الحين والهجوم ضد قطر مُستمر، في محاولة لإسقاط المشروع الرياضي الضخم ونقل المونديال إلى دولة أخرى.

جديد الحرب المتواصلة نشر "وثيقة" في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تكشف تورط أحد أبرز مسؤولي الحملات السياسية في العالم، لينتون كروسبي، في إعداد ملف لسلب قطر مونديال 2022، عبر تشويه صورة البلد العربي أمام الرأي العام.

"مشروع الكرة"
من هو لينتون كروسبي؟ هو مواطن أسترالي يقطن في بريطانيا، وهو خبير استراتيجي سياسي أدار عدداً من الحملات السياسية والدعائية لعدد من المرشحين السياسيين في العالم. كروسبي هو المسؤول الأول عن "مشروع الكرة" الذي كان يستهدف قطر، والذي كان يُحضر له قبل أشهر من الآن.

الهدف الأول والأخير من المشروع الذي أشرف كروسبي على كتابته هو: "تشويه سُمعة قطر من أجل سحب حقوق استضافة مونديال 2022 منها". وكشفت الوثائق أن كروسبي طلب مبلغ 6.4 ملايين دولار أميركي من أجل الإعداد للمشروع وتنفيذه من شركته الخاصّة المعروفة بعمليات "اللوبي" والضغط السياسي والإعلامي "CTF Partners".

وستكون الحملة موجهة أولاً ضد قطر عبر ربطها بالإرهاب، وتشويه صورتها أمام الرأي العام، وإظهار أن دولة مثل قطر لا يمكنها استضافة المونديال. أما ثانياً فهي موجهة ضد "فيفا" لإقناعه بإعادة فتح باب الترشح واختيار دولة أخرى. وبحسب المعلومات، فإن اسم الحملة هو "مشروع الكرة"، إذ سيتم إنشاء غرف عمليات حول العالم لنشر أخبار كاذبة ومفبركة عن قطر في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وإطلاق حملات ترويجية ضد قطر، بالإضافة للضغط على صحافيين وسياسيين حول العالم للمشاركة في الحملة ومهاجمة قطر وتشويه صورتها أمام الرأي العام.

مُمول العملية قطري؟
الاسم خالد الهيل، وهو رجل أعمال قطري يقدم نفسه على أنه معارض قطري مقيم في لندن. لكن ما هو الرابط بين الهيل وكروسبي؟ بحسب المعلومات الواردة في الوثيقة، فإن خالد الهيل هو رجل الأعمال الذي سيُمول مشروع الكرة. فهو تعرّض للمساءلة لأكثر من مرة في بريطانيا حول التمويل وطبيعة عمله في لندن، التي تضمنت حملات مناهضة للنظام السياسي في قطر. وبحسب الوثيقة، فإن أعماله تنصبّ في مصلحة الدولتين اللتين تُحاصران قطر اليوم، وهما السعودية والإمارات.


لكن هذا المشروع لم يُبصر النور، رغم كتابته وتحضيره في شهر نيسان/ إبريل الماضي، إذ إن محامي كروسبي ذكروا في التقرير الذي نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أنه لم يتم توقيع أي عقد بين خالد الهيل ولينتون كروسبي، ولم يتم تنفيذ أي شيء من الخطة المقترحة. والمُلفت أن شركة كروسبي ساعدت خالد الهيل، وقدمت له النصائح العام الماضي، خلال زيارة أمير قطر للعاصمة البريطانية لندن.

إذ خلال هذه الزيارة، ارتكبت شركة علاقات عامّة عملت مع الهيل سابقاً، خطأً كارثياً عبر رشوة مئات من الأشخاص للتظاهر في شارع "داونينغ"، قبل وصول أمير قطر للقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. ضمن مقتطفات من الوثيقة يذكر كروسبي في مسوّدة المشروع حرفياً التالي: "الشركة تملك تاريخاً وخبرة كبيرين في إدارة حملات تُغيّر أو تدفع الرأي العام والمصوتين في الانتخابات لتبديل آرائهم وأفكارهم. هذه التجارب تؤكد لنا أن الحملة المتكاملة التي تدار بشكل احترافي وتُستعمل فيها جميع العوامل المؤثرة المتاحة يمكن أن تكون ناجحة.

نحن واثقون من أنه من خلال تحدّي هذا الأمر على قدم المساواة مع الضغط على الفيفا لتجريد قطر من حقها في استضافة كأس العالم مثل أي حملة أخرى أجريناها". ويُتابع كروسبي في الوثيقة: "سنرصد ونُحدد كل الأعداء المحتملين لقطر على مختلف الأصعدة الإعلامية، السياسية، الصناعية، الأكاديمية والحكومية. وذلك بهدف إنشاء رأي عام مُناهض لقطر ودفعهم لمراجعة قرار استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022".

كما ذكرت الوثيقة أنه سيتمُ إنشاء حملات إلكترونية لوضع قطر تحت الضغط عبر منصات (فيسبوك، تويتر، إنستغرام وسناب شات)، وذلك لاستعمال الروّاد كدرع بشرية للحملة وقلب الطاولة على قطر. ويضيف كروسبي في هذا الإطار: "سيكون تركيز فريق العمل على خلق نشاطات يُشارك فيها روّاد الإنترنت والمشاركة في حملات ترويجية ضد قطر، وسيكون للرأي العام المشارك وزن، وسيكون هذا (المُجتمع) مرتبطاً مباشرةً بأشخاص مؤثرين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم".

وأخيراً يذكر كروسبي في المشروع المقترح، أن شركته ستوفر كل المساعدة لخالد الهيل وأي أعضاء يعرفهم من الذين كانوا يريدون إنشاء حملات ترويجية ضد قطر، وذلك بغية تكبير دائرة الهجوم الإلكتروني حول العالم. ويقول كروسبي في هذا الإطار في الوثيقة: "يجب عدم ترك مساحة لمناقشة الأخبار المنتشرة ضد قطر أو مونديالها. يجب على الحملة أن تعمل بوتيرة سريعة وتتحضر للطعون السريعة في الأخبار التي ستنتشر. وبالتالي يجب عدم ترك أي مساحة لقطر أو حلفائها للرد والتصدي، وهذه ستكون مسؤولية فريق العمل الذي سيكون ملتزماً على أكمل وجه".

إعداد وترجمة: رياض الترك

المساهمون