تحقيق بريطاني يرصد "الأوضاع الإنسانية" لعمال مونديال قطر 2022

تحقيق بريطاني يرصد "الأوضاع الإنسانية" لعمال مونديال قطر 2022

23 ديسمبر 2019
العمل مستمر لاستضافة مونديال قطر 2022 (Getty)
+ الخط -
كشف تحقيق صحافي خاص، أجرته صحيفة "ليفربول إيكو" البريطانية، أن الأوضاع الحالية للعُمال في المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم في قطر 2022، لا تمت لما تمّ نشره خلال الفترة الماضية من قبل بعض وسائل الإعلام العالمية، باعتباره أكد أن ما شوهد على أرض الحقيقة ليس كما تم سماعه ونشر سابقاً.

وجاء في التحقيق، أن البنى التحتية العملاقة، في العاصمة القطرية الدوحة، كشفت الميزانية المالية الضخمة المعتمدة لإقامة الحدث العالمي في عام 2022، لكن الأهم كان رؤية الظروف المعيشية للعاملين في المنشآت الكبيرة، لأنهم باتوا محطّ اهتمام العديد من المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام العالمية.

وأشار التحقيق إلى أن المكتب الإنساني الأوروبي قام بزيارة أحد أماكن سكن العُمال، الذين يعملون في جميع أنحاء قطر، إذ تُعتبر غالبيتهم من الأجانب المقدر عددهم بمليونين وثلاثمئة ألف إنسان، يُشكلون أكثر من 90 بالمئة من القوى العاملة بالبلاد.

وبحسب التحقيق المنشور، فقد وُجد في مقر سكن العُمال "تشالنجر"، الذي زاره المكتب الإنساني الأوروبي، ستة آلاف رجل، تترواح أعمارهم بين 25 إلى 45 عاماً، ويعملون في المشاريع العملاقة المخصصة لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، التي تقام في قطر لأول مرة بتاريخها.

وأشارت الصحيفة في تحقيقها، إلى أن معاملة العُمال الأجانب كانت مصدراً للقلق في الغرب خلال السنوات الماضية، وبخاصة لعدد الوفيات بينهم، بعد قيام اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن متابعة العمل بالمنشآت المخصصة لبطولة كأس العالم، بفتح تحقيق مستقل بالآونة الأخيرة، عقب وفاة 11 عاملاً، وقالت بعض وسائل الإعلام حينها إن سبب الوفاة يعود ربما للإجهاد الحراري.

لكن الصحيفة أوضحت أن خارج مقر "تشالنجر"، هناك بعض المباني على شكل مستودعات، مع العلم أن ستيفانو فان دايك، مدير التدقيق والتفتيش في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أكد أنه تم إخلاؤها بشكل كامل، لأنها لم تكن مناسبة.

وكشف التحقيق أن فان دايك، الجنوب أفريقي، يعمل في ضمان العناية الصحية لجميع العُمال في المنشآت التي تقام لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 في قطر، مع باقي البنى التحتية التي يتم العمل عليها، بحسب الاتفاقية الموقعة في العاصمة السويدية استوكهولم، وقد ساعد مدير التدقيق والتفتيش أيضاً بكتابة معايير رفاهية العُمال التي أصبحت حالياً في مراحلها الثانية.

وكشفت أن مهمة فان دايك ليست سهلة على الإطلاق، لأنه يتابع العمل مع أكثر من 340 مقاولا، وذلك من أجل إنهاء جميع المشاريع الخاصة بمونديال قطر 2022، لذلك يجب القيام بالعمل والمرور بعدد من المراحل، حتى يتمّ الوصول إلى جميع المتطلبات المطلوبة بما فيها معايير الإقامة والتوظيف الأخلاقي.

وأكد التحقيق، أنه يتم إجراء عمليات التفتيش المفاجئة مرة واحدة لكل مركز خلال ثلاثة أشهر، إذ تجرى خلالها مقابلات مع العُمال والسماع لما يريدونه، ومتابعة حصولهم على عقود نظامية، وكيفية طريقة معيشتهم في الأماكن المخصصة لهم، لترسل بعدها قائمة بكل شيء غير متوافق لمسؤولي المراكز، بالإضافة إلى نسخة مباشرة لوزارة العمل والمجلس الأعلى في قطر.

ونقلت الصحيفة، أن الانطباع الأول، عند الدخول لمجمع "تشالنجر" السكني، يعطيك حجم النظافة والترتيب والتقسيم الجيد، لكن الموظفين كانوا في العمل، وهناك قسم منهم نائمون أو يستعدون لعملهم، مع وجود مركز طبي يعمل على مدار الساعة، ومنطقة ضخمة لإعداد الطعام، إذ يتم إعداد 15 ألف وجبة يومياً، مع غرفة كبيرة مخصصة للألعاب ومنطقة استرخاء، وخدمة غسيل الملابس، وحلاقين، وصالة رياضية، بالإضافة إلى ملعب كرة سلة وغيرها، مع مسجد كبير، فيما يتم نقل أصحاب الديانات الأخرى لدور عبادتهم في العاصمة الدوحة.

وختم التحقيق، بأنه "بعد الزيارة المخصصة لأحد أماكن العُمال المخصصة للسكن في الدوحة، ومقابلة عددٍ كبير منهم، الذين يقومون باستخدام هواتفهم بكل حرية، مع وجود الخدمة المجانية لـ"الواي فاي"، فإن بإمكاننا القول، إن المعايير الموجودة أكبر وأكثر مما توقعه المكتب الإنساني الأوروبي، وما نراه في الواقع عكس ما نسمعه بشكل تام".


وتستعد دولة قطر لاستضافة أهم حدث في الشرق الأوسط والعالم العربي، حينما تحتضن منافسات كأس العالم 2022، في الفترة من 21 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/كانون الأول من العام 2022، وسبق أن أعلنت عن افتتاح عدد من الاستادات لاستضافة المباريات، وفقا لأعلى درجات الجاهزية، وسيتم إكمال بقية الملاعب بحسب الفترة الزمنية المحددة لها.

المساهمون