رونالدو.... السلعة لا تستبدل ولا ترد

رونالدو.... السلعة لا تستبدل ولا ترد

20 سبتمبر 2018
كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس (Getty)
+ الخط -
الآن وقد عادت الحياة إلى الملاعب الأوروبية، ولعشاق كرة القدم المستديرة في كل أرجاء العالم، بعد أن دوت معزوفة رابطة الأبطال هذا الأسبوع في مختلف الملاعب الأوروبية، وأعطت بذلك إشارة بداية موسم جديد للمسابقة الأكثر متابعة، والأرقى من حيث المستوى.

النسخة هذا الموسم كانت مختلفة عن سابقيها في السنوات الأخيرة، فقد عزف النشيد على مسامع مشجعي ملعب "سانتياغو برنابيو" لكن في غياب طفلهم المدلل البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي شد الرحال نحو تجربة جديدة هناك في جنة كرة القدم كما تكنى البطولة الإيطالية، غير أن البداية كانت مخيبة له ولجماهير السيدة العجوز ببطاقة حمراء هي الأولى للبرتغالي في البطولة التي كان ملكاً لها في السنوات الخمس الأخيرة.

وعلى طريقة لاعبي الريال سيرجيو راموس وكارفخال في التهكم على زميلهما السابق، بعد أن ظهرا في صور خلال التدريبات مستهزئين بإعلان البرتغالي الأخير للملابس الداخلية التي ينتجها، شبهت جماهير الملكي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رونالدو بالملابس التي يروج لها، فهو لن يستبدل ولا يبدل بلاعب آخر حتى إن كان مستواه قد تراجع، وأن اللاعب الذي ابتاعه النادي الإيطالي من أجل تحقيق رابطة الأبطال، سيغيب عن اللقاء المقبل، هذا إن لم تصدر عقوبة طويلة الأمد، كما حدث له الموسم الماضي بعد طرده في السوبر الإسباني أمام الغريم برشلونة.

دموع وأسى رونالدو أمس بعد طرده، لم تقابلها جماهير ريال مدريد بالمواساة والدعم كما جرت العادة، بل ملأت التصفيقات والأهازيج مسرح الملكي، إذ قدم رفاق العائد من بعيد غاريث بايل نسخة جديدة من دون نجمهم السابق، تعتمد على الجماعية والجمالية في اللعب، وأن عهد النجم الأوحد قد تخطاه الفريق، حتى الرقم سبعة الذي كان يظن بعضهم أنه إرث شرعي لرونالدو، حمله العائد إلى صفوف النادي ماريانو دياز.


وكما صرّح ميسي من قبل، فإن فريق ريال مدريد يتغير وجهه ومستواه تماماً بمجرد عزف النشيد الرسمي لرابطة الأبطال، في مشهد يشبه ما كبرنا على مشاهدته في أفلام الإنمي، فما يحدث لمستوى الفريق يشبه التغيرات التي تطرأ على "هالك" حين يغضب، وكأن عدد الكؤوس المرسوم على كتف اللاعبين يعطيهم طاقة لا مثيل لها.

الفرق الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة لن تتأثر بذهاب أي لاعب، فالأمر يتعلق بمنظومة كروية مبنية على أسس متينة، فقد رحل زيدان، رونالدو، بيكهام، ثم راؤول، مورينتس، غوتي، ثم أوزيل، دي ماريا، وغيرهم من الأسماء، والريال في القمة ورحل رونالدينيو، ديكو، هنري إيتو ثم تشافي، فيا، سانشيز، وآخرهم إنييستا وبرشلونة لا يزال كما هو كبير بمستواه، غير أن المثير للاهتمام، أن كل هؤلاء النجوم أفل بريقهم بمجرد مغادرة الكبيرين، كأن الأمر يتعلق بلعنة تصيب كل من يتركهما، لذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل سينتفض رونالدو ككل موسم يُتهكم فيه عليه بأن نجمه على وشك الأفول، ويرد الصاع صاعين، أم أنّ لعنة ترك الكبيرين ستصيبه هو الآخر؟

المساهمون