راي باسيل...إنجازات وطموحات مستقبلية

راي باسيل...إنجازات وطموحات مستقبلية

28 اغسطس 2018
التفكير ببطولة العالم المؤهلة إلى الأولمبياد (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
ظهر لبنان بشكل مميز في بطولة الألعاب الآسيوية المقامة حالياً في إندونيسيا حتى الثاني من شهر سبتمبر/ أيلول القادم إذ حصد 4 ميداليات بمنافسات مختلفة. وكانت الرامية اللبنانية راي باسيل الاسم الأبرز في البعثة اللبنانية بفوزها ببرونزية الفردي وذهبية في الزوجي مع "آلان موسى".

وتحدثت باسيل في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" عن تحضيراتها المستقبلية والإنجاز الأخير في الألعاب الآسيوية والصعوبات التي واجهتها وقالت: "في البداية كبطولة ألعاب آسيوية تقام كلّ أربع سنوات، النتيجة التي تمكنت من تحقيقها اعتبرها إيجابية للغاية، خاصة أنها المرة الأولى التي ينجح فيها المنتخب على صعيد الرماية في تحقيق ميدالية ذهبية، والأمر كان رائعاً في الوقت عينه بالنسبة لي على الصعيد الشخصي، إذ إن الفوز بميدالية برونزية (الفردي) وذهبية (الزوجي) بظرف 24 ساعة إنجازٌ يدفعك للشعور بالفخر".

وأضافت البطلة: "لم نواجه مشاكل هناك، الأمور التنظيمية كانت جيدة، ربما الصعوبة الأبرز كانت على مستوى المنافسة، فالمنتخبات المشاركة على غرار الصين وكوريا وكازاخستان تمتلك أفضل الرماة في العالم، والتحدي امتد حتى الأمتار الأخيرة والنتائج كانت متقاربة".

وبالحديث عن تحضيرات راي حالياً لبطولة العالم المقبلة بعد أيامٍ قليلة (31 أغسطس/ آب) وحظوظها للتأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020 قالت: "التحضيرات بطبيعة الحال لم تتوقف أبداً، فمنذ عودتي إلى لبنان ما زلت مواظبة بشكل مكثف على التمرين، هذه البطولة مهمة للغاية خاصة أنها ستكون الباب الأول للتأهل للألعاب الأولمبية، ونحن نسعى لحجز مقعد في طوكيو 2020 من هذا العام، هذا الأمر سيفتح لي المجال للتحضير عامين كاملين للمنافسات الأولمبية، أما في حال لم يحالفني الحظ فلدي فرصة أخرى العام المقبل".

وعن مدى تأثير الإنجاز الذي تحقق في آسياد 2018 على راي وإمكانية تشكيله ضغوطات على البطلة اللبنانية ترى أن الألعاب الآسيوية انتهت وباتت خلفها الآن، لكن المعنويات الإيجابية سيكون لها دور كبير: "حين تشعر أن لديك القوة بعد الذي تحقق سيكون لديك دافع كبير، لكن في الوقت عينه عليك خلق مساحة من التوازن وعدم الإنجرار خلف نشوة الفوز، عليّ البقاء في قمة التركيز، مع العلم أنني اعتبرت الآسياد كمعسكر تحضيري للحدث القادم ببطولة العالم بعد أيامٍ قليلة".

وأضافت: "الرماية هي أكثر من مجرد لعبة تخرج خلالها للتصويب على أهداف، هي تحتاج لتركيزٍ ذهني عالٍ وكذلك بدني، ولذلك فإن البقاء على تواصل كبير مع المدربين أمرٌ مهمٌ للغاية كي لا أتعرض لسقطة مفاجئة وغير متوقعة، لذلك كنت أرى أن الألعاب الآسيوية محطة لتعزيز قدرتي قبل بطولة العالم، فهذا العام خضت فقط بطولة في قطر وحققت خلالها فضية، وبعدها ذهبية وبرونزية في الآسياد بالتالي فإن الطموح كبير لمتابعة التقدم".

وعن الصفات التي يجب أن تتوفر في أي رامٍ تقول باسيل: "يجب أن يكون لديك الموهبة إضافة للرغبة، وأن تصل إلى المستوى العالمي فهذا أمر صعب إن لم تمتلك هذه المؤهلات، خاصة أنها تحتاج لتدريبٍ يومي وبشكل دائم، أي لا يمكنك ترك يوم أو يومين من دون القيام بتمرينات".

وتحدثت راي عن الدعم المالي، وكلفة هذه الرياضة: "يومياً لديك ثمن "الصحون" (الأهداف التي يتم التصويب عليها) وكذلك "الخرطوش"، كما أن الدعم المعنوي من قبل الأشخاص الذين يقفون إلى جانبك".

ولدى سؤالنا لها عن الأمور التي تنقص بلدها لبنان على مستوى الرماية لتحقيق إنجازات أكبر أجابت: "في البلدان الأخرى تُصرف على هذه الرياضة أموال طائلة، وقيمة الميدالية الذهبية في بعض البلدان تقارب الـ100 ألف دولار أميركي وربما أكثر، فالرماة في العديد من الدول مجهزون طوال العام ولديهم الإدارة والدعم المالي، بينما في لبنان فإن الميزانية محدودة للغاية، وأنا دائماً أقول إن الرياضة بشكل عام في بلدنا يجب أن تحظى بميزانية واهتمام أكبر، لأنها المتنفس الوحيد في ظل الأوضاع الحالية، خاصة أن تحقيق إنجاز في الخارج يعتبر أمراً مهماً لرفع اسم الوطن ووضعه على الخارطة الرياضية".

وتضيف راي في هذا الصدد: "من المفترض أن يكون لدى وزارة الشباب والرياضة إمكانيات ودعم مالي أكبر، وبالتالي ستكون قادرة على تمويل الاتحادات، لكن في حال كانت قدرتها محدودة فهي لن تتمكن من تغطية جميع الرياضات بالشكل الكافي، مع العلم أنها تحاول التوفيق بين الاتحادات كافة مع بعض الاختلافات في بعض الوقت، لكنني أؤمن بضرورة إيلاء أهمية أكبر للألعاب الفردية التي من شأنها تحقيق إنجازات. وعلى الرغم من كلّ الظروف أحاول عدم اليأس. هو أمرٌ صعب أن يكون لديك عمل ثم عليك الذهاب للتدرب وبعدها خوض المنافسات، تحتاج إلى مجهودٍ كبير وتضحية، ربما لو لم يكن حلمي تحقيق ميدالية أولمبية لكنت تركت منافسات هذه الرياضة، لكن بداخلي حافز يدفعني للمتابعة حتى لو واجهت الصعوبات".



ويعلم الجميع أن الشباب في صغرهم يتجهون للألعاب الجماعية أكثر ككرة القدم والسلة، وهنا كان لا بد من معرفة سبب دخول راي لهذه الرياضة: "في الحقيقة والدي كان السبب خلف دخولي لعالم الرماية، مع العلم أنني منذ صغري كنت أتواجد في الأماكن التي تقام فيها مسابقات رياضية بكافة أنواعها، حاولت التعلم دائماً ونجحت في تحقيق العديد من الميداليات، وبالتالي كنت أمتلك عقلية التطور، وحين بلغت الخامسة عشرة قرر والدي تعليمي الرماية، ولم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً، فبعد أسبوعين أو ثلاثة أثبت موهبة كبيرة، لأجد نفسي على إثرها في بطولة العالم بعد شهرين من ذلك التاريخ، حينها حصلت على درعٍ تقديري كوني أصغر رامية".

وختمنا لقاءنا مع راي بسؤلها عن اللحظة الفضلى واللحظة الأسوأ في مسيرتها: "ليس هناك أروع من أن ترى علم بلدك عالياً في نهاية المنافسات وأن تسمع النشيد الوطني بعد تحقيق الذهب، هي لحظة لا يمكن وصفها، في الوقت عينه ليس هناك شيء سيئ أو سلبي بالنسبة لي، حاولت التعلم من كل شيء، حتى في أولمبياد ريو دي جانيرو، ورغم أنني كنت قريبة من الذهاب بعيداً، حاولت وضع ما حصل خلفي وقلت لنفسي إن اللحظة قد تأتي في طوكيو، لكن من دون شك شعرت بحسرة وحزن لكن لم أدعه يؤثر عليّ سلباً أبداً".

المساهمون