عن قائدٍ امتلك "شيئاً من كل شيء"

عن قائدٍ امتلك "شيئاً من كل شيء"

26 يونيو 2018
مالديني لعب لميلان طوال مسيرته (Getty)
+ الخط -
من الصعب لأي لاعبٍ أن يحضر في أكثر من حقبة تاريخية، قلائل هم الذين فعلوا ذلك، ولعلّ أبرزهم باولو مالديني، الذي يحتفل اليوم ببلوغه عامه الخمسين (26 يونيو/ حزيران 1968).

كان مالديني مختلفاً عن الآخرين، ربما ليس المدافع الأول في تاريخ إيطاليا، إذا ما أردنا القول إن زميله وشريكه نيستا تفوق عليه من الناحية الدفاعية وكذلك فرانكو باريزي.

استطاع باولو أن يبني لنفسه اسماً "أنيقاً" بين اللاعبين، كان يمتلك شيئاً من كل شيء في عالم كرة القدم، هو قادرٌ على الدفاع بأفضل طريقة ممكنة وأمام أقوى المهاجمين، التقى بدييغو أرماندو مارادونا وواجه الظاهرة رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان وآخرين.

تمتع باولو من خلاله ذكائه بحنكة كبيرة في قراءة الهجمات، أجاد اللعب في مركز الظهير وقلب الدفاع، استطاع حتى تقديم الإضافة الهجومية والتسجيل في بعض الأحيان، كان يعرف كيفية المحافظة على الكرة وكان من بين نجوم "التاكلينغ" على مرّ التاريخ.

الأمر الأبرز في مالديني دائماً كانت "روحه القيادية" التي استطاع من خلالها التعامل مع نجومٍ كبار طوال مسيرته، عاصر الكثير من الأساطير وتعلم منهم، فمنذ استلامه شارة القيادة كان دائماً مرجعاً للاعبين وأكبرهم.

أمرٌ آخر مهم لدى مالديني تجب الإضاءة عليه، وخصوصاً بقاءه في ميلان رغم كل المغريات والعقود التي انهالت عليه، فباولو مثلاً بدأ في الروسونيري بعد وصول برلسكوني بأصعب فترة للنادي وبقي هناك وحقق الألقاب، وفي القسم الثاني من التسعينيات وحتى قدوم كارلو أنشيلوتي عانى الفريق بشكل كبير، ورغم ذلك بقي وفاز بدوري أبطال أوروبا موسم 2002-2003 الذي يُعتبر في نظره الأهم والعام الأفضل في مسيرته بحسب تصريحات أدلى بها لصحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت".

وبعد فشل إسطنبول أمام ليفربول في عام 2005 كانت روح مالديني حاضرة على الرغم من تقدمه في السن للمثابرة وحصد لقب دوري أبطال أوروبا من جديد أمام الخصم ذاته.

 

المساهمون