الأخطاء التحكيمية ودوري الأبطال: "ضربني وبكى سبقني واشتكى"

الأخطاء التحكيمية ودوري الأبطال: "ضربني وبكى سبقني واشتكى"

12 ابريل 2018
الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم (Getty)
+ الخط -
تتكرر الحكاية نفسها مع كل موسم أوروبي جديد. خطأ تحكيمي يمنح الفوز لفريق ويحرمُ آخر من تحقيق انتصار تاريخي. صافرة حكم تقتلُ فريقاً وأخرى تصنع المعجزة على أرض الملعب. وبعد نهاية 90 دقيقة مثيرة تبدأ الحرب الشرسة التي لا تنتهي بين الجماهير. هي القضية نفسها تعود في كل عام لكن بطرق مختلفة.


في الموسم الماضي اتهمت جماهير ريال مدريد فريق برشلونة بسرقة التأهل من فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك بفضل القرارات التحكيمية التي اعتبروها خاطئة. لكن في المقابل احتفلت جماهير برشلونة بطريقة هيستيرية بعد صناعة أعظم "ريمونتادا" في تاريخ كرة القدم بعد العودة من خسارة ذهاباً بأربعة أهداف نظيفة وفوز في الإياب (6 – 1) ورفضت الحديث عن أخطاء تحكيمية.

وقبل وصول ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الفائت، هاجمت الجماهير حكم مباراته ضد بايرن ميونخ الألماني في الدور نصف النهائي، وذلك بسبب الأخطاء التحكيمية القاتلة وخصوصاً حالات التسلل، والتي اعتبرتها الجماهير بمثابة المساعدة التحكيمية لوصول ريال مدريد إلى المباراة النهائية.

جماهير ريال مدريد لم تأبه لكل هذا الكلام التحكيمي واحتفلت بالوصول إلى المباراة النهائية. لكن في الجهة المقابلة جماهير بايرن ميونخ شعرت بالسرقة وأن بطاقة التأهل خطفها الحكام بسبب الأخطاء المبالغ فيها. وفي النهاية النتائج تكلمت وريال مدريد تُوج بطلاً لأوروبا للمرة الثانية توالياً.

مانشستر سيتي اشتكى من هدف صحيح أمام ليفربول والذي من شأنه أن يقلب المباراة رأساً على عقب. لكن الحكم أعلن عن تسلل وألغى الهدف في الشوط الأول من اللقاء. وتشيلسي سجل اعتراضه ضد فريق برشلونة في دور الـ 16 بسبب التساهل التحكيمي للنادي "الكتالوني". وبعده اعترض مدرب روما الإيطالي في ذهاب ربع النهائي ضد "الكتالوني" في ملعب "كامب نو" واتهم دي فرانشيسكو الحكام بتسهيل الأمور في الملعب.

وبالأمس قُتل يوفنتوس بركلة جزاء احتسبها الحكم أمام ريال مدريد في الدقيقة 93، والتي سجلها رونالدو ومنح بطاقة العبور إلى المربع الذهبي للنادي "الملكي". جماهير ريال مدريد احتفلت بجنون لأن فريقها وصل إلى نصف النهائي الثامن توالياً مهما كانت النتيجة. بينما بكت جماهير يوفنتوس وهي تعترض على ركلة جزاء أعلن عنها الحكم في وقت قاتل. في وقت دخلت الصحف الرياضية العالمية في نقاش حاد ومتناقض حول صحة ركلة الجزاء من عدمها.

سنوات مرت والقصة نفسها تتكرر مع جميع الأندية وجميع جماهير أندية دوري أبطال أوروبا. عندما يظلمُ الحكم ريال مدريد تفرح جماهير برشلونة، وعندما ينال ريال مدريد ركلة جزاء مشكوكا بأمرها تحتج جماهير برشلونة وتُطلق اسم "فريق الحكام" على النادي "الملكي".


عندما يرتكب الحكام أخطاء تحكيمية أمام منافسي برشلونة، جماهير ريال مدريد تعتبر النادي "الكتالوني" فريق تحكيم. والأمر نفسه ينطبق على بايرن ميونخ الألماني وغيرها من الأندية التي عانت من التحكيم في السنوات الأخيرة خلال منافسات دوري أبطال أوروبا.

بين المعارضة والموافقة، القصة لم تتغير والأخطاء التحكيمية لن تتوقف أو تُحل بهذه السرعة كما يتوقع الكثيرون. الخطأ التحكيمي قد يُغير الكثير في المباريات لكن النتيجة هي التي تبقى في ذاكرة التاريخ. النتائج هي من تصنع الفارق في دوري أبطال أوروبا والكلام عن التحكيم يبقى مجرد حبٌ على ورق مع نهاية كل 90 دقيقة...

هي موضة الجماهير في كل موسم كروي. التحدث عن الأخطاء التحكيمية وإثارة الجدل بعد كل 90 دقيقة أصبح أمراً عادياً على طريقة المثل الشائع الذي يقول "ضربني وبكى سبقني واشتكى"...

المساهمون