الطريق إلى مونديال 2022... قطر "عاصمة عالمية للرياضة"

الطريق إلى مونديال 2022... قطر "عاصمة عالمية للرياضة"

13 فبراير 2018
قطر اعتادت على استضافة كبرى البطولات والدورات الرياضية (Getty)
+ الخط -
خصصت دولة قطر، منذ عام 2011 يوما للرياضة في كل عام، وهو "اليوم الرياضي للدولة" الذي يصادف الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير/ شباط من كل عام، والذي يتحول به البلد العربي إلى ملعب كبير يمارس فيه الجميع كل أنواع الرياضة، تأكيدا على حب وشغف القطريين لها، ويتم تشجيع الجميع خلال هذا اليوم على المشاركة في أنشطة رياضية مع أفراد الأسرة والزملاء.

وأقيم أول يوم رياضي في دولة قطر في عام 2012، إذ تم تخصيص هذا اليوم لممارسة الأنشطة الرياضية من قبل مواطني دولة قطر. أما الهدف الأساسي لليوم الرياضي فهو الترويج للرياضة وتثقيف المجتمع المحلي حول الطرق التي تؤدي إلى تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بأسلوب الحياة قليل الحركة، كما أنه فرصة للحديث عن أهمية الرياضة في قطر وحجم البطولات العالمية التي استضافتها خلال الفترة الماضية والتي ستستضيفها قريبا.

وحققت دولة قطر قفزة نوعية للغاية في كل الأصعدة خاصة على مستوى الرياضة، ومن أبرز ما حصدته البلاد هو أنها تحولت بالفعل إلى عاصمة للرياضة العالمية عبر سلسلة من البطولات والمنافسات العالمية التي استضافتها قطر طوال السنوات الماضية في صورة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها تولي اهتماما عميقا بالرياضة والرياضيين، وتسعى قطر من خلال استضافة هذه الأحداث إلى اختبار جاهزيتها قبل الحدث الكروي الأكبر على الإطلاق، وهو كأس العالم 2022.

كأس العالم للشباب 1995
واستضافت قطر العديد من الأحداث من بينها بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم عام 1995 بعد اعتذار نيجيريا عن استضافتها قبيل انطلاقها بزمن وجيز لم يتجاوز الـ 21 يوماً وشارك في البطولة 16 منتخباً، ووصل عدد الجماهير التي شهدت البطولة أكثر من 455,000 (أي بمتوسط 14,219 لكل مباراة) وفقا للجنة الأولمبية القطرية، وتوّج المنتخب الأرجنتيني بلقب البطولة بعد فوزه في المباراة النهائية على البرازيل.

دورة الألعاب الآسيوية 2006
بعدما استضافت قطر النسخة الثالثة من دورة ألعاب غرب آسيا في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2005 وشارك فيها حوالي 1200 لاعب من 13 دولة؛ دخلت قطر التاريخ حينما أقيمت منافسات النسخة الخامسة عشرة لدورة الألعاب الآسيوية في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 1-15 ديسمبر 2006 حيث كانت الدوحة أول مدينة عربية وثاني مدينة في منطقة غرب آسيا تستضيف هذه الدورة بعد طهران التي استضافت دورة الألعاب الآسيوية 1974.

وشهدت الدورة منافساتٍ في 46 تخصصاً رياضياً مختلفاً و39 فعالية رياضية، وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها جميع الدول الأعضاء في المجلس الأولمبي الآسيوي في هذا الحدث، كما كان حفل الافتتاح ضخماً، استمر أكثر من ثلاث ساعات ضاربًا أيضًا رقما قياسيا.

بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات 2010
يحسب لقطر أنها استضافت بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات 2010 وتحديدا في 12/ 14 مارس/آذار في قبة أسباير الشهيرة، وقد وصفت هذه النسخة من البطولة بالحدث الاستثنائي في رياضة ألعاب القوى، بعدما أثبتت قطر قدرات تنظيمية محترفة، تفوقت بها على نفسها، إذ وجدها متابعون للشؤون الرياضية أنها أعلى مستوى من تنظيم دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها الدوحة أيضاً في 2006.

دورة الألعاب العربية 2011
وتواصلت استضافة الأحداث الهامة في قطر لتحتضن الدوحة النسخة الثانية عشرة من دورة الألعاب العربية 2011 حيث جرت المنافسات في 29 رياضة مختلفة من ضمنها منافسات في رياضتين لذوي الاحتياجات الخاصة، و33 تخصصاً رياضياً، وشهدت مشاركة 21 دولة، و6000 رياضي وإداري، و4000 متطوع ومتطوعة، ساهمت إقامة دورة الألعاب العربية في الدوحة في ولادة أبطالٍ جدد وإلهام الملايين من جميع أنحاء العالم العربي.

وشهد حفل افتتاح الدورة مفاجآت مختلفة منها استخدام شاشات عرض عالية التقنية للمرة الأولى في حفل افتتاح حدث رياضي، وتولت إحدى الشركات العالمية المختصة في مجال تصميم وتنظيم الفعاليات الكبرى تنظيم الحفل.


كأس آسيا لكرة القدم 2011
 وجاءت بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2011 التي جرت في قطر وأقيمت مبارياتها في أفضل المنشآت الرياضية وأمام دعم كبير من المشجعين من كافة أنحاء القارة؛ إذ جرت منافسات البطولة في 22 يوماً قدمت فيها المنتخبات المتنافسة أداء عالي المستوى، كما شهدت المباريات أهدافاً رائعة ونتائج مُفاجئة.

أما استضافة قطر للحدث القاري الكبير، فجاء بعد فترة وجيزة من حصولها على حقوق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، ليشكل ذلك فرصة فريدة جذبت فيها عيون العالم إلى استاد خليفة الدولي وإلى أربعة ملاعب أخرى من أجل قياس مدى قدرة الدولة على استضافة مثل هذا الحدث العالمي الكبير. وفي نهائيات كأس آسيا، حقق المنتخب الياباني فوزاً مستحقاً على نظيره الأسترالي ليرفع كأس البطولة في استاد خليفة.

بطولة كأس العالم للسباحة 2014
لم يقف الأمر على كرة القدم فحسب، بل استضافت البلاد العربية النسخة الثانية عشرة من بطولة كأس العالم للسباحة (فينا) 2014 واعتبرت حينها الأفضل في تاريخ هذه البطولة، وقد شهدت البطولة تحطيم أرقام قياسية عالمية وتسجيل أرقام جديدة في منافسات الـ (25 مترا) فاقت التوقعات مُقارنة بالنسخ السابقة، كما شهدت البطولة مشاركة كبيرة من السباحين والدول لم تحدث من قبل، ويضاف إلى أنها المرة الأولى التي تُقام فيها هذه البطولة في منطقة الشرق الأوسط، وقد ساهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على أهمية منافسات السباحة العالمية.

بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015
استضافت الدوحة النسخة الرابعة والعشرين من بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2015 في الفترة من 15 يناير/كانون الثاني إلى 1 فبراير/شباط، بمشاركة 24 منتخباً؛ إذ فاز المنتخب الفرنسي بلقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخه، وحلت قطر في المركز الثاني لتصبح أول دولة غير أوروبية تتأهل للمباراة النهائية في تاريخ البطولة.

وتفوقت الدوحة في استضافة بطولة العالم للملاكمة التي تعتبر الحدث الأبرز في أجندة الاتحاد الدولي للعبة، حيث أقيمت في الفترة من 5-18 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وفيها تنافس أكثر من 200 من أقوى الملاكمين العالميين في البطولة.

وساهمت قطر باستضافتها لهذا الحدث في ترويج رياضة الملاكمة بطريقة مُبتكرة لشريحة جماهيرية جديدة، ووضعت معايير جديدة للتميز في استضافة البطولات العالمية، مما زاد في تعزيز دور ومكانة الاتحاد الدولي للملاكمة.

بطولات عديدة
واستضافت الدوحة بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة 2015 في الفترة من 22 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول في ملعب سحيم بن حمد في نادي قطر الرياضي، كما استضافت قمة بطولة الدراجات الهوائية في أكتوبر 2016 والتي تعد أول بطولة عالمية في هذه الرياضة تقام في منطقة الشرق الأوسط، ونظم في البطولة 12 سباقاً في فئة النخبة من الرجال والسيدات، وفئة الرجال تحت سن الـ 23، وفئة الناشئين من الجنسين وحظيت البطولة العالمية الشهيرة بتغطية إعلامية من أكثر من 500 جهة إعلامية من حول العالم، وبمشاهدة جماهيرية عالمية مباشرة لأكثر من 300 مليون مشاهد.

أحداث مرتقبة
إلى جانب مونديال كرة القدم 2022 ستكون بطولة العالم لألعاب القوى العام المقبل 2019 أهم الأحداث التي ستقام في قطر قبل كأس العالم، بعدما حقق ملف الدوحة فوزاً كاسحاً على ملفات كبرى كملف "يوجين" الأميركية، وبرشلونة في إسبانيا، إذ مُنحت العاصمة القطرية حقوق استضافه بطولة العالم لألعاب القوى، بعدما نجحت باستضافة منافسات الدوري الماسي لألعاب القوى، بالإضافة إلى استضافتها لبطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات 2010، لذلك يسعى منظمو الحدث الأكبر في ألعاب القوى إلى تسخير خبراتهم الواسعة في ظل وفرة المنشآت الرياضية ذات المستوى العالمي لتحقيق النجاح التاريخي الذي اعتاد عليه العالم حين تستضيف قطر المنافسات.

وستنظم منافسات بطولة العالم لألعاب القوى، داخل استاد خليفة الدولي الذي شهد عملية تجديد شاملة ليصبح الملعب الأمثل لاستضافة هذا الحدث الكبير، وسيشهد الملعب العريق إدخال مجموعة من التطورات التقنية منها تركيب شاشة طولها 100 متر التي ستخلق ثورة في عرض المشاهد.

كما فازت قطر بحق استضافة بطولة العالم للألعاب المائية 2023 وذلك حين اختيرت في شهر يناير 2016، لتكون المرة الأولى على الإطلاق التي تُقام فيها هذه البطولة المرموقة في تاريخ المنطقة العربية.

دلالات

المساهمون