كرة القدم تعود إلى الحياة: موسم جديد وحرب ألقاب

كرة القدم تعود إلى الحياة: موسم جديد وحرب ألقاب

10 اغسطس 2017
المنافسة لن تكون سهلة بين كبار أوروبا (Getty)
+ الخط -

قص الدوري الفرنسي شريط موسم 2017-2018 وأعلن انطلاق 38 أسبوعاً من المتعة الكروية في جميع الملاعب الأوروبية. ثلاثة أيام وينطلق الدوري الإنكليزي وتسعة أيام أخرى بعدها وتنطلق منافسات "الليغا" رفقة الدوري الإيطالي والدوري الألماني.

هو موسم كروي جديد يطلُّ على جماهير كرة القدم ليُشعل الحماس في مدرجات الملعب وخارجه في المقاهي والتجمعات في الشوارع، موسم كروي جديد سيكون مثيراً لأن موازين القوى تغيرت وأصبح لكل فريق أوروبي كبير ثقله والأهم أن مقولة ضعيف وقوي لن تكون موجودة في موسم 2017-2018.

من ريال مدريد الإسباني مروراً بباريس سان جيرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني وصولاً إلى مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ الألماني، الجميع أصبح جاهزاً لانطلاق الموسم الجديد ولو أن بعض الأندية ما زالت تُدعم صفوفها بلاعبين جُدد في سوق الانتقالات الصيفية.

38 أسبوعاً من كرة القدم على مدى عشرة أشهر، سنطير فيها من الدوري الإنكليزي حيثُ العنف والسرعة والقتال حتى النفس الأخير، ونتنقل بين ملاعب إسبانيا مكان السحر والمتعة الكروية التي يرسمها أفضل لاعبي العالم، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

الرحلة لا تنتهي هنا لأن الدوري الفرنسي أعد العدة جيداً واستقدم نجوماً كباراً، أبرزهم البرازيلي نيمار، والذي سيلعب مع باريس سان جيرمان ويقدم لوحات كروية لن تنساها الجماهير. ومن فرنسا إلى ألمانيا حيثُ السيطرة "البافارية" لا يخرقها أي فريق آخر، وإن كان المتحدي الدائم هو بوروسيا دورتموند المعروف بالمتمرد "الأصفر". وأخيراً إلى ملاعب إيطاليا التي تحضن النجوم والمنافسة ستكون مشتعلة بين يوفنتوس وميلان، والذي دعم صفوفه بعناصر قوية ومُميزة قادرة على صناعة الفارق على الصعيدين المحلي والأوروبي.

أبطال أوروبا نكهة خاصة
لا يكتمل الموسم الكروي في جميع الدوريات بدون البطولة الأقوى، وهي دوري أبطال أوروبا، والتي تُتابعها الجماهير بحماس وشغف، وذلك لأنها تجمع أفضل أندية القارة الأوروبية في بطولة واحدة، تنقسم إلى ثماني مجموعات أولاً، ثم تبدأ معركة الإقصاء المباشر في الأدوار المتقدمة وصولاً إلى المباراة النهائية التي يحلم بها أي فريق كرة قدم في أوروبا.

لا صوت يعلو على صوت دوري أبطال أوروبا ليلة الثلاثاء والأربعاء، فهاتان الليلتان لطالما شهدتا على أجمل وأروع اللمسات الكروية، من مراوغات ميسي السحرية إلى أهداف رونالدو الخاطفة وصولاً إلى الدفاع الاستبسالي من يوفنتوس الإيطالي.

دوري أبطال أوروبا له نكهة خاصة لأن البطولة تجمع ما بين سرعة وقوة الدوري الإنكليزي، مهارات وفنيات الدوري الإسباني، ذكاء وتكتيك الدوري الإيطالي، قتال الدوري الألماني وأناقة الدوري الفرنسي، الملاعب الأوروبية في ليلتي الثلاثاء والأربعاء تشتعل بأصوات الجماهير في المدرجات.

وفي كل موسم جيد تضع الأندية الكبيرة لقب دوري أبطال أوروبا هدفها الرئيسي، وإن لم تُحققه فالأمر يعني فشل موسمها وإن حققت لقب الدوري، وذلك لأن طعم اللقب الأوروبي يختلف كثيراً عن أي لقب محلي، وبالتالي يُنصب الفريق الذي يحمل الكأس ذات الأذنين نفسه ملكاً لأوروبا، مثلما فعل ريال مدريد في الموسمين الأخيرين.

"يوروبا ليغ" مُشتعل
عندما يوجد فريقان بحجم ميلان الإيطالي وأرسنال الإنكليزي في بطولة الدوري الأوروبي، فالأمر يعني أن هذه البطولة أصبحت مهمة ولها قيمة كبيرة، وهي التي دائماً ما كانت بطولة أوروبية ثانوية لا تُتابعها الجماهير كثيراً. لكن في هذا الموسم ومع تدعيم الأندية الصفوف بأسماء جيدة في "الميركاتو" ووجود أندية كبيرة، لن تقل "يوروبا ليغ" عن دوري أبطال أوروبا شأناً.

ومع الموسم الجديد، تستحوذ بطولة الدوري الأوروبي على يوم الخميس الذي يكون مكتظاً بمباريات من مختلف الملاعب الأوروبية، ودائماً ما تكشف هذه البطولة عن أندية أوروبية ليست مرموقة، لكنها تظهر إلى العلن بثوب الأبطال وتقدم عروضاً كروية مُميزة وأحياناً تصل إلى أدوار متقدمة في البطولة.

وتُعتبر تجربة دنبيرو الأوكراني أبرز مثال على ذلك، إذ إن الفريق سجل مفاجأة في موسم 2014-2015، وذلك بعد وصوله إلى المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي وخسر أمام إشبيلية الإسباني (3 – 2)، وبعد موسمين فقط سقط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، الأمر الذي يؤكد على مقولة أن البطولة تقدم أبطالاً من الأندية الصغيرة دائماً.

إنه موسم جديد من كرة القدم الأوروبية، موسم جديد من الإثارة والتحدي على مدى 38 أسبوعاً. خلال عشرة أشهر ستجلس الجماهير خلف الشاشات وفي المقاهي والشوارع والساحات من أجل متابعة مباريات الأندية المفضلة. من قمم و"ديربيات" الدوري الإنكليزي مروراً بكلاسيكو الأرض في إسبانيا وإثاراته المعهودة، وصولاً إلى "ديربيات" إيطاليا التي لا تعرف سوى الروح القتالية والدفاع المستميت.

كرة القدم ثقافة مجتمع ينتظر كل موسم على أحر من الجمر، يتابع ناديه المفضل بكل شغف، يبكي عند الخسارة ويفرح عند الفوز، يصرخ عند إهدار فرصة، ويجن جنونه عند تسجيل أجمل الأهداف. هو موسم كروي جديد سيكون طويلاً على كل المشجعين وسيكون أطول على الخاسرين.

موسم كروي جديد سيحمل فيه الفائزون الألقاب ونشهد على بطل جديد في دوري أبطال أوروبا، وربما على أبطال جُدد في مختلف الدوريات والكؤوس. موسم 2017-2018 بدأ وسيكون مثيراً من البداية حتى النهاية.

المساهمون