برشلونة بعد نيمار.. أمام أربعة مسارات وميسي كلمة السر

ما بعد نيمار.. برشلونة أمام أربعة مسارات وميسي كلمة السر

06 اغسطس 2017
ميسي كلمة السر في البرسا الموسم المقبل (Getty)
+ الخط -


"أصحاب الزي الأبيض في حالة بكاء، يقولون إنهم الأبطال، يأتون إلى الكامب نو في حضرة سحرة اللعبة، فيغو فيغو، مرر إلى فيغو، وشاهد الفن". كانت هذه الأهازيج حاضرة بقوة في كل كلاسيكو، خلال النصف الثاني من حقبة التسعينيات، مع حالة عشق جماهير البلاوغرانا للبرتغالي لويس فيغو، والذي انتقل بعد بطولة يورو 2000 إلى الغريم والعدو اللدود ريال مدريد، بعد دفع قيمة الشرط الجزائي البالغة وقتها 56 مليون يورو.

بعيداً عن حالة العداء المتبادل بعدها بين برشلونة وفيغو في كل مناسبة، يجب الحديث عن طريقة إدارة النادي الكتالوني في الاستفادة من أموال الجناح البرتغالي، فرئيس النادي وقتها خوان غاسبارت لعب فقط على وتر المشاعر الجماهيرية، وقرر نقل المعركة الفنية إلى المدرجات، ضارباً عمق الفريق في مقتل، بعد تبديده المال بشراء كل من مارك أوفر مارس برقم 40 مليون يورو، وجيرارد لوبيز لاعب الوسط من فالنسيا بقيمة 21.6 مليوناً، ليعيش برشلونة ليالي سوداء طويلة، لم يخرج منها إلا مع مشروع الفيل الأزرق بقيادة لابورتا وروسيل، وبالاستشارة الفنية للقدير يوهان كرويف خلال فترة ما بعد 2003.

مارك أوفر مارس ليس باللاعب السيئ، بالعكس كان نجماً بحق في أرسنال ومنتخب هولندا، لكنه افتقد إلى أمرين أثناء رحلته مع برشلونة، الأمر الأول خاص بالتجانس ومدى تناغم طريقة لعبه التي تعتمد على السرعة أولاً، مع فريق مثل البارسا يلعب أكثر في المساحات الضيقة، بينما يتعلق الشق الثاني بكثرة إصاباته وغياب الإدارة القوية، ما جعل الفريق منقسماً بين تغيير المدربين وعدم وجود مشروع رياضي حقيقي يضمن الاستفادة من القدرات الفردية للفريق.

وتقودنا هذه القصة إلى حقيقة واحدة تنص على أهمية استغلال المال بالشكل الأمثل، وأن الجانب المادي وحده ليس كافياً أبداً لنجاح فرق كرة القدم، وبالتالي ليس بالضرورة ضمان نجاح برشلونة في صناعة فريق تنافسي، بالمبلغ الفلكي الذي دفعه باريس سان جيرمان من أجل نيمار. نعم 222 مليون يورو رقم مميز لكن يجب أن يقترن بالحكمة والذكاء لاستغلاله على أكمل وجه.

كوتينيو أولاً
رفعت إدارة برشلونة بقيادة بارتوميو وروبرتو فيرنانديز وبيب سيغورا شعار كوتينيو أولاً، من خلال العرض الرسمي لإدارة ليفربول من أجل البرازيلي، وسفر كبير مفاوضي النادي، راؤول سانيلهي إلى لندن حتى يعرض كل كبيرة وصغيرة تخص الصفقة، ويبدو أن خيار فيليب كوتينيو غير مرتبط برحيل نيمار، لأن برشلونة يريده منذ بداية الصيف تقريباً، حتى قبل أن يتوقع أحد انتقال ضلع الـ MSN إلى عاصمة النور الفرنسية، أي أن سعر هذه الصفقة بالكامل ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بقيمة نيمار، لأن برشلونة وضع مبلغاً قريباً من المائة مليون يورو للاستثمار في الميركاتو.

كوتينيو لاعب ممتاز، جناح ولاعب وسط وصانع لعب، يجيد تسجيل الأهداف وصناعتها، ويمتاز بالقدرة على الاختراق من وضع الثبات إلى الحركة، لذلك هو ليس بديلاً لنيمار بقدر ما يعبر عن رغبة الطاقم الفني في إضافة عنصر جديد للتوليفة الهجومية، لتخفيف الحمل على نجوم الثلث الأخير، وإضافة لاعب جديد إلى الوسط، أو حتى لعب دور إنييستا حالياً ومستقبلاً، لأن أفضل مركز له على الإطلاق هو لاعب الوسط المهاجم المائل لليسار في المركز 8.

وضع الصحافي المهتم بشؤون برشلونة غراهام هانتر وصفاً مثالياً لكوتينيو، عندما أطلق عليه لقب "Jack-in-the-box" في دلالة على تحركه المستمر وعدم وقوفه بالكرة، أي أنه يساعد على توفير سلاح هجومي جديد في حالة تشديد الرقابة على ميسي ورفاقه، وفي نفس الوقت سيحل مكان إنييستا مستقبلاً، لكنه لا يملك ميزة الحيازة والتمرير وتغيير نسق السيطرة على الوسط، كما كان يفعل تشافي سابقاً وأندريس حالياً، أي أنه في النهاية لاعب أكثر من رائع لكن ربما لا يمثل أبداً ضرورة لبرشلونة في الوقت الحالي.

يبدو هذا الكلام منطقياً عندما نقارنه بلاعب مثل كريستيان إريكسن نجم توتنهام، الدنماركي أقل على مستوى المراوغة والمهارة والاختراق، لكنه قوي جداً في التمركز بالكرة ومن دونها، وبارع في صناعة الفرص من الخلف وإلى الأمام، مع تمتعه بسابق الخبرة في اللعب كارتكاز مساند رقم 6 أيام أياكس أمستردام، أي أنه يلائم قواعد اللعبة في كتالونيا، والتي ترغب دائماً في لاعب وسط ممرر وهادئ يخلق الفراغ لزملائه قبل أن يفكر في نفسه.

هذا ما يجعل لاعباً بقيمة وقدرات إريكسن موجوداً بالصورة، مع عدم نسيان كثرة إصابات إنييستا وغيابه لفترات طويلة بالموسم الماضي، ليبقى أيضاً خيار البرازيلي مقبولاً. وفي حالة قدوم كوتينيو أو إريكسن أو لا، يبقى السؤال الأهم على الإطلاق، كيف سينجح برشلونة في تعويض رحيل نيمار؟

المسار المنطقي
يحتاج برشلونة إلى الحفاظ على طريقة لعب 4-3-3 بوجود مهاجم صريح وتحته ميسي بين الطرف والعمق، مع وجود لاعب طرفي على اليسار للمراوغة والمساندة، قام بهذا الدور نيمار في آخر المواسم، وبعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان، يحتاج البارسا إلى لاعب سريع ومهاري على الخط، يستطيع تخفيف العبء على ليو وصناعة الفرص لسواريز، مع دخوله إلى الوسط لمساندة لاعبي الارتكاز، وعودته من دون الكرة للتغطية رفقة الظهير الخلفي.

تتجه كل الطرق في هذا المسار إلى لاعبين بقيمة عثمان ديمبلي، وأنتوني مارسيال، لأنهما قادران على التفوق في موقف 1 ضد 1، وخلق التفوق النوعي خلف خطوط ضغط الخصم، بالإضافة لنقل الهجمة من اليسار إلى اليمين تجاه اللاعب الحر البعيد عن الرقابة. وتقترب قيمة كل لاعب من 100 مليون يورو في ظل الارتفاع الجنوني بالأسعار الحالية، أي سيتبقّى رقم كبير لإضافة صفقات أخرى، لكن من أجل منطقة الوسط هذه المرة.

يضم البارسا دينيس سواريز، أندريا غوميز ورافينيا ألكانترا وإنييستا وراكيتيتش، كل هؤلاء يلعبون أفضل في نصف ملعب الخصم، إنييستا فقط لديه القدرة على العودة لمساندة بوسكيتس، وبالتالي يحتاج فالفيردي لاعباً يجيد ربط مركز بوسكيتس بمركز الوسط المهاجم، ارتكاز يتحرك أكثر على الدائرة وكأنه همزة وصل بين الخطوط، وهناك عدة خيارات متاحة لهذا المركز، أهمهم فيراتي المستحيل قدومه، لكن يستطيع ارتكاز نيس جان سيري القيام بالمهمة، فتشافي أفريقيا، كما يطلق عليه، أظهر قدرات فائقة في التمرير والحيازة والتصرف بالكرة رفقة لوسيان فافر، ويستطيع برشلونة دفع الشرط الجزائي الخاص به والبالغ 40 مليون يورو فقط لضمه.

جورجينيو لاعب نابولي يمكنه القيام بالمهمة على أكمل وجه، فالإيطالي حصل على خبرة عريضة مع المدرب ماوريزيو ساري، المدير الفني الأفضل في العالم حالياً على مستوى البناء من الخلف، ويوفر نجم الوسط إمكانية الخروج بالكرة من الدفاع إلى الهجوم دون خوف، مع إعادة قوة البارسا من جديد في تخطي مصيدة ضغط الخصوم، وستبلغ قيمته من 30 إلى 40 مليون يورو على أقصى تقدير.

ارتفعت حدة الأصوات التي تنادي بعودة سطوة الوسط من جديد وتقليل الاعتماد على فرديات الهجوم، لذلك يمثل هذا المسار "لاعب جناح مثل ديمبلي وارتكاز كسيري أو جورجينيو" أمراً إيجابياً في تقوية الوسط وتخفيف الضغط على خط الدفاع، مع حاجة ميسي وقتها إلى عمل أكبر في الجمع بين مهام الجناح وصانع لعب "RW10"، لأن ديمبلي على سبيل المثال سيحتاج لوقت ليس بالقليل حتى يصل إلى خبرة نيمار وتكيفه مع الفريق.

المسار الأكثر تعقيد
يضع مديرو البارسا ديبالا وغريزمان ومبابي على طاولة الانتقالات أيضاً، وتبدو هذه الخيارات بعيدة تماماً عن صفقات ديمبلي ومارسيال وأقرانهما، وبالتالي يمكن لفالفيردي الرهان على تكتيك بديل نوعا ما، باختيار طريقة 4-3-1-2 أو 4-1-2-1-2، بوجود ميسي على رأس خط الوسط وخلف الثنائي الهجومي المتقدم، مع ميل سواريز والمهاجم الجديد "مبابي أو ديبالا أو غريزمان" على الطرفين قليلاً، لفتح الطريق أمام انطلاقات الملك رقم 10 في العمق.

وضع برنامج "كواترو" الإسباني تقريراً عن تقديم لويس سواريز مستوى متبايناً في الجولة الودية رفقة برشلونة، بعنوان "تغيير جذري في مركز ميسي"، للحديث عن موقع ليو في عمق الملعب طوال المباراة. وفي الكلاسيكو الودي الأخير، لعب لويس سواريز على الطرف الأيمن قليلاً، من خلال تخليه عن العمق وتحوله إلى الجناح. يمكن القول إن تحفظ أليكس فيدال على الخط، ودخول ميسي إلى العمق مع إرهاق راكيتيتش بالنواحي الدفاعية، أمور أجبرت فالفيردي على إعطاء تعليماته للمهاجم بالعودة إلى الخلف قليلاً للاستلام والتسليم، وملء الفراغ الشاغر بين العمق والطرف على مشارف منطقة الجزاء يميناً.

لكن هذا الأمر ليس كافياً أبداً، لأن إرنستو استخدم سواريز من أجل فتح الطريق أمام ميسي أثناء البناء من الخلف، فبرشلونة عانى مراراً وتكراراً من هذه المشكلة. وأمام ريال مدريد في أميركا، بدأ سيليسن الهجمة من الخلف، مع وضع راكي وإينيستا كثنائي متحرك أمام بوسكيتس، بينما تمركز ميسي أعلى دائرة المنتصف، نتيجة حصول لويس على الجبهة اليمنى هجومياً ولعب نيمار على اليسار المائل للعمق، وبعد خروج الأخير يستطيع ديبالا وغريزمان ومبابي بالأخص لعب هذا الدور، كنصف مهاجم ونصف جناح في آن واحد.

ثلاثي الدفاع
يوفر هذا المسار حرية أكبر لميسي من أجل التحرك، ويعطي برشلونة ميزة إيجاد بديل سواريز خلال الأعوام القليلة المقبلة، لأن الصفقة الجديدة تجيد اللعب في مركز رأس الحربة أيضاً، لكن هذه الخطة في المقابل تحتاج إلى أظهرة هجومية ولاعب ارتكاز دفاعي قوي بدنياً، حتى يستطيع التغطية خلف كل هؤلاء.

خطط اللعب مجرد أرقام تليفون لأن الأهم هو التمركز والتحرك المستمر، لذلك يمكن توقع لعب سواريز وديبالا أمام ميسي، أو تمركز ديبالا وميسي خلف المهاجم المتقدم سواريز على خطى بيدرو وهازارد في تشيلسي، مع قلب الخطة من 4-3-3 إلى 3-4-2-1 بتواجد ثنائي من صناع اللعب أمام رباعي الوسط، وفتح الملعب عرضياً بثنائي آخر من ظهيري الجناح، لكن هذا الرسم يحتاج إلى مدافع إضافي في الخلف، من أجل اللعب بثلاثي صريح أمام المرمى.

ومع ربط أخبار نية برشلونة دفع الشرط الجزائي الخاص بإنيغو مارتينيز مدافع سوسيداد بناء على طلب فالفيردي، فإن المدير الفني الجديد يفكر في عدة خيارات خلال الموسم القادم، بعضها خاص بوضع الثلاثي الهجومي بطريقة تقليدية معروفة كالسابق "ثنائي أجنحة ومهاجم"، أو التحول إلى أكثر من صانع ورأس حربة واحد بالأمام، مع اللعب برباعي أو ثلاثي أو خماسي في الخط الخلفي للملعب.

الواقع الصعب
من الخيارات التكتيكية إلى الواقع الصعب، والذي يخبرنا بأن هناك شهراً واحداً فقط متبقياً على غلق فترة الانتقالات، وبالتالي لن يفرط أي نادٍ في لاعبيه بسهولة لصعوبة تعويضه خلال وقت أقل من 30 يوماً، أي أن أتليتكو مدريد لن يجد بديلاً لغريزمان وهو موقوف من الأساس، ويوفنتوس سيفكر ألف مرة قبل بيع ديبالا، وموناكو سيطلب مبلغاً قريباً من كسر عقد نيمار حتى يسمح لمبابي بالرحيل في نهاية الصيف.

لذلك يجب أن يفكر برشلونة في سياسة كسر الشروط الجزائية مع مبادلة بعض لاعبيه ضمن الصفقات، لتقوده كل الطرق الممكنة إلى جلب عثمان ديمبلي مع إقحام لاعب آخر بالانتقال، ودفع الشرط الجزائي في جان سيري، أو إقناع نابولي ببيع جورجينيو، خصوصاً أنه يملك البدائل كدياوارا، دون إهمال إمكانية موافقة ليفربول على بيع كوتينيو في حالة دفع رقم جيد بالإضافة للاعب مثل رافينيا.

جناح "80 مليون" مثل ديمبلي، ولاعب وسط "100 مليون" كفيليب كوتينيو، ومدافع "32 مليون" والأخبار تقول إنيغو مارتينيز، وصفقة إضافية "40 مليون" مقابل بيع رافينيا، ولا يوجد أفضل من سيري أو جورجينيو. هذا ما يستطيع برشلونة جلبه في فترة زمنية أقل من شهر، لا يمكن الجزم بقدرة هذه الصفقات على تغطية غياب نيمار وتقوية الفريق، لكنها ستكون مقبولة إلى حد كبير، وقيمها أقل أو تساوي لرقم كسر عقد البرازيلي المقدر بـ 222 مليون يورو، ليبقى المبلغ القديم الأصلي الذي وضعه برشلونة من الأساس لتقوية الفريق.

صحيح لن يدفعه حتماً بسبب ضيق الوقت، لكنه في أشد الحاجة إلى استغلاله مستقبلاً من أجل ضم جوهرة مثل إريكسن، بل التخلص من بعض الأسماء غير المناسبة لأسلوب اللعب كأندريا غوميز وحتى إيفان راكيتيتش، ووضع العائد المادي في صفقة مهاجم جديد لحمل راية الخط الأمامي بعد كبر سن سواريز!

ميسي في الخدمة
غاب من غاب وحضر من حضر، يبقى ميسي الرهان الفائز لبرشلونة على مر السنين، فالأرجنتيني حمل الفريق على عاتقه في معظم أحداث الموسم الماضي، وقاد البارسا إلى فوز لا ينسى على حساب الريال في البرنابيو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة شهدت غياب نيمار للإيقاف وتقديم سواريز مستوى سيئاً طوال التسعين دقيقة، لكن ليو كان في الموعد ليضرب الميرنغي في الدقيقة الأخيرة بتسديدة على طريقة العظماء، مع تأثيره الإيجابي على فريقه عندما احتاجه.

يقول الصحافي سيد لو عن علاقة ميسي بنيمار، "يعتقد البعض أن نيمار قدم تضحيات قوية باللعب إلى جوار ميسي، وقلل من نفسه حتى يخدم نجم الفريق الأول. هذه الأمور مجرد حبر على ورق لا أكثر ولا أقل، لأن ليو ساند نيمار أكثر ووظف قدراته لمساندته منذ يومه الأول في برشلونة". ويأتي هذا الحديث ليتطابق مع ما قدمه الأرجنتيني فعلياً داخل المستطيل، ليتخلى بعض الشيء عن أهدافه ويمرر للبرازيلي كرات من ذهب، مع ترك بعض الكرات الثابتة وركلات الجزاء لزميله، لقد لعب دور القائد كما فعل رونالدينيو معه من قبل، واحتضن نيمار حتى آخر يوم له داخل النادي.

وبالعودة إلى كلاسيكو البرنابيو "3-2 لصالح برشلونة"، تلوّن ميسي كالحرباء في هذه القمة، ولعب في أكثر من مكان ومركز. اعتمد الفريق الكاتالوني على ألكاسير وسواريز في قلب منطقة الجزاء بعد التأخر في النتيجة، ليتحرك الملك في المركز رقم 10 بالثلث الأخير، أمام لاعبي الوسط وخلف المهاجمين مباشرة، ليقوم بدور صناعة للعب والاختراق الجريء تجاه منطقة الجزاء كما حدث في هدف التعادل، وهي نفس الفكرة التي قد يطبقها إرنستو فالفيردي في حالة التعاقد مع مهاجم مثل مبابي أو ديبالا.

وحينما استحوذ الريال على الكرة في بداية النصف الثاني من المواجهة، عاد ليو للخلف في نصف ملعبه، وقام بدور لاعب الوسط الصريح بجوار إنييستا وبوسكيتس، وبالتالي قام ميسي بدور تشافي هيرنانديز قديما، لاعب ارتكاز مساند يحصل على الكرة في أي رقعة، ويتحكم في نسق المجريات وفق ما يريده الطاقم الفني، حتى تحقيق فريقه الانتصار الثمين، ليثبت أنه لا يزال قادراً على قيادة برشلونة نحو المجد، حتى في ظل غياب بقية أفراد مثلث الهجوم نتيجة الإصابة أو الإيقاف أو تراجع المستوى والمردود.

قالها معلق اللقاء يومها، وعلى الرغم من أنه لم يقصد التعليق على الأحداث الحالية، إلا أن كلماته تبدو مناسبة بشدة للتعبير بوضوح عن حال برشلونة في مرحلة ما بعد نيمار، شريطة إتمام الصفقات التي تخدم وحدة الفريق وجماعيته في الفترة المقبلة، لذلك لا داعي لمضاعفة الأحزان وتقوية الشك، لأن ميسي لديكم فلا خوف عليكم يا بارسا!

المساهمون