من أجل بوغبا وأمور أخرى..لاعب الارتكاز هدف مورينيو الأول

من أجل بوغبا وأمور أخرى..لاعب الارتكاز هدف مورينيو الأول

01 يوليو 2017
المدرب مورينيو محنك وقادر على قيادة اليونايتد للتألق (Getty)
+ الخط -
عندما تشاهد أسماء فريق بورتو الفائز بدوري الأبطال عام 2004، وتجد ديكو، كارفاليو، فيريرا، تياغو، مانيش، ستقول حتماً إن هذا الفريق من الممكن أن يفوز بالتشامبيونزليغ، لكن حينما تعود بالذاكرة إلى ما قبل 2002 ستدرك أن كل أفراد الفريق كانوا مجرد لاعبين مغمورين أو غير معروفين بشكل كبير. يحسب لمورينيو نجاحه في تحويل فريق عادي كل همه الحصول على بطولة الدوري المحلي إلى آخر عملاق احتل أوروبا بالطول والعرض.

لاعب الارتكاز
يفضل مورينيو دائما تأمين دفاعاته جيدا قبل التفكير بالهجوم، ويستخدم في سبيل ذلك لاعبي الارتكاز أصحاب النزعة الدفاعية الواضحة، لقد كان كوستينيا هو الحل بالنسبة له خلال سنوات تدريبه الأولى بالبرتغال، ليقوم هذا اللاعب المغمور بقطع الكرات وحماية مرمى تنين الدراغاو من هجمات المنافسين، مع مساندة خط الوسط في نقل الكرات إلى ديكو، صانع اللعب المتقدم بالثلث الأخير من الملعب، هكذا قدم الفريق أفضل تنفيذ ممكن لما يعرف باللعب المباشر العمودي.

ومع وصول جوزيه إلى تشلسي في ولايته الأولى، وجد في انتظاره كتيبة مميزة من اللاعبين وفي مقدمتهم كلود ميكاليلي، والذي وجد ضالته في النادي اللندني الذي قدّره مادياً ومعنوياً على عكس الريال، ووضع البرتغالي طريقة لعبه على ميكاليلي، بإغلاق كافة المنافذ أمام مرماه ومن ثم ضرب الخصم بالتحولات السريعة والمرتدات القاتلة. طريقة لعب 4-3-3 التي تعتمد على اللاعب الإضافي ميكاليلي، كما وصفه مورينيو، أسفل الوسط وأمام الدفاع رفقة الغاني مايكل إيسيان، وأمامهما الإنكليزي فرانك لامبارد، كرأس مثلث متقدم للأمام.

يمكن القول إن مورينيو يبحث أولا عن لاعب الارتكاز داخل تشكيلته، لذلك تعاقد مع سامي خضيرة عند توليه مهمة ريال مدريد، واستفاد كثيرا من قدرات وإمكانات كامبياسو في إنتر ميلان، وأرسل تعليماته سريعا إلى إدارة مانشستر يونايتد هذا الصيف، بضرورة التعاقد مع لاعب وسط تغلب عليه النزعة الدفاعية خلال الميركاتو الحالي.


المركز 10
يدرك المو جيدا قيمة بول بوغبا رغم الانتقادات القوية التي واجهت الفرنسي بالموسم الأول، فأغلى لاعب في العالم يمتاز بالنجاعة بالقرب من المرمى، عن طريق التسديدات القوية وصناعة الفرص لزملائه داخل منطقة الجزاء، وبالتالي فإنه يعطي إنتاجاً أفضل عندما يلعب في نصف ملعب الخصم وليس نصف ملعب فريقه، أي لاعب وسط هجومي صريح أو صانع لعب في المركز 10 بالملعب، حتى يتفرغ لتسجيل الأهداف والمساهمة في زيادة الغلة لبقية الرفاق.

ولعب اليونايتد بأكثر من رسم خططي في العام الماضي، لكن مع وجود ثلاثة لاعبين في المنتصف خلال معظم المباريات، بتمركز هيريرا وفيلايني وبوغبا أمام رباعي الدفاع وخلف ثلاثي الهجوم. وواجهت هذه الطريقة صعوبات بالغة في نقل الهجمة من الخلف أمام الفرق المتكتلة، ليضرب الفريق رقميا قياسيا في عدد التعادلات، ويفرط في نقاط سهلة جعلته بعيدا عن المربع الذهبي في النهاية، نتيجة قلة حيلة فيلايني وانشغال هيريرا بالواجبات الدفاعية، وكثرة المهام المطلوبة من بول دفاعا وهجوما.

سواء لعب مورينيو بثنائي هجومي صريح أو مهاجم رقم 9 وحيد، فإنه يحتاج إلى حماية بوغبا بالمنتصف، بوجود ثنائي محوري صريح في الوسط، لاعب ارتكاز دفاعي يكون أكثر في مناطقه، ولاعب ارتكاز مساند يساعده في تغطية الفراغات، ويصعد إلى الأمام أثناء المرتدات داخل القنوات الشاغرة، مع وضع بوغبا كرقم 10 صريح، لاعب وسط ثالث وصانع لعب، وربما مهاجم إضافي إذا لزم الأمر، لذلك كان لا بد من لاعب جديد.

خيارات منطقية
عمل مورينيو من قبل مع نيمانيا في تشلسي، لكن لم تكتمل التجربة بسبب المشاكل القوية التي أطاحت المدرب سريعا. وأشارت المصادر إلى أن إدارة مانشستر يونايتد راقبت أكثر من لاعب في هذه الخانة، لكن ربما بسبب المطالبات المالية المبالغ فيها خصوصا من موناكو، تم استبعاد خيار البرازيلي فابينيو، ليصبح النجم الصربي هو الخيار المفضل حتى الآن. ويعتبر فابينيو أكثر فائدة من لاعب تشلسي، نتيجة قدرته على التمركز في أكثر من مكان، كالظهير الأيمن ولاعب الارتكاز، مع خفة حركته في القطع السريع من الدفاع إلى الهجوم.

يستطيع جوزيه استخدام فابينيو كلاعب وسط صريح بجوار هيريرا، كذلك يمكنه وضعه كظهير أيمن مع صعود فالنسيا للأمام، لكن لن يذهب اللاعب بسهولة مع ارتفاع سعره ودخول باريس سان جيرمان في الصفقة. أما ماتيتش فهو الخيار الوسط المحبب للجميع، مع خبرته بالدوري الإنكليزي وانخفاض المقابل المادي مقارنة بالآخرين. ومع إجراء باكايوكو للكشف الطبي في لندن، فإن تشلسي أصبح يملك ثنائياً قوياً في منطقة المحور مع كانتي وتيموي، لتفتح الإدارة الباب أمام رحيل متوقع لنيمانيا.

ماتيتش ليس أفضل لاعب ممكن في هذا المركز، لكنه سيفيد خطط مورينيو لا محالة، لتفوقه على فيلايني وكاريك في الشق الدفاعي، وتطور أدائه الهجومي كثيرا مع كونتي، ليصعد إلى الأمام ويضبط تمريراته الكاسرة للخطوط، لذلك قام بصناعة 7 أهداف خلال 35 مباراة بالبريميرليغ، مع قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، وبالتالي لم يعد مجرد ارتكاز تقليدي كالسابق، بل أجاد بشدة رفع قيمته الفنية ليستعيد مستواه المثالي مع بنفيكا من قبل، ويجبر الشياطين الحمر على مراقبته ومحاولة ضمه في أقرب وقت ممكن.

المسار الصعب
بالإضافة إلى فابينيو وماتيتش، دخل نجم روما رادجا ناينغولان على محور الاهتمام مؤخرا، بعد رغبة اليونايتد في ضمه بشكل رسمي من ناديه الإيطالي. رادجا هو اللاعب المثالي في الدوري الإنكليزي، قوي بدنياً وسريع بالكرة ومن دونها، مسدد رائع من مسافات بعيدة، ولديه الجرأة للتوغل داخل منطقة الجزاء، مع مجهوده الواضح دفاعيا بالعودة إلى مناطقه وحماية رباعي الخلف، إنه أفضل نسخة ممكنة للاعب الوسط الذي يجمع بين الدفاع والهجوم في آن واحد.

يستطيع مورينيو مع جلب هذا اللاعب وضع ثنائي "بوكس" كهيريرا وناينغولان في المنتصف، على خطى بول سكولز وروي كين سابقا مع السير، لإعطاء بوغبا الحرية الكاملة في الهجوم، أو التحول إلى خطة قريبة من 4-4-2، بتمركز الفرنسي بين العمق والأطراف، والدفع بثنائي صريح إلى الأمام، خصوصا مع مفاوضات موراتا الأخيرة، ووجود اهتمام حقيقي بضم لاعب آخر كخيميس رودريغيز، بعد تعثر صفقة انضمام غريزمان نتيجة عقوبة أتليتكو مدريد.

من الصعب على روما بيع ناينغولان، لكن كل شيء أصبح قابلا للتغيير، بعد قدوم مونشي ودي فرانشيسكو، الثنائي الذي يعتمد أكثر على اللاعبين الشباب، ولا يمانع أبدا في بيع الأسماء الكبيرة، شرط الرحيل بمبلغ مالي مستحق. لذلك يمكن لمانشستر يونايتد الإسراع في عملية التعاقد مع البلجيكي، ليكون بمثابة القطعة الثالثة لثنائية هيريرا وبوغبا.

لا يزال بطل الدوري الأوروبي في حاجة إلى تدعيمات أخرى، كالظهير الأيسر والمهاجم الإضافي وربما أماكن غير متوقعة، لكن الشيء المؤكد أن لاعب الارتكاز الجديد سيكون أفضل خطوة ممكنة لمورينيو ورفاقه، لتقوية خط المنتصف في الشق الدفاعي، والحصول على الكرة الثانية بعد ألعاب الهواء، كما فعل ليستر وتشلسي في آخر عامين، مع نموذج مثالي لهذا الدور قام به الفرنسي نغولو كانتي.


المساهمون