مدربو كأس القارات.. ماذا يخطط ثمانية مديرين فنيين للبطولة؟

مدربو كأس القارات.. ماذا يخطط ثمانية مديرين فنيين للبطولة؟

16 يونيو 2017
لوف غير مهتم بالبطولة (Getty)
+ الخط -
تشكل بطولة كأس القارات لكرة القدم المقررة خلال الفترة من 17 من الشهر الحالي وحتى 2 يوليو/ تموز المقبل فرصة لمشاهدة حرب فنية ضروس بين ثمانية مدربين من جنسيات مختلفة، سيتصارعون على تحقيق الانتصارات في كلا المجموعتين من أجل الوصول للدور قبل النهائي ومنه للمباراة النهائية للمسابقة الدولية.

وعلى الرغم من أن بعض المنتخبات لا تزال تنظر لبطولة كأس القارات بمثابة محطة استعدادية لما هو أهم كتصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وغيرها من البطولات، فإن كأس القارات تعد بمنافسة فنية وتكتيكية قوية للغاية خاصة للذين يسعون إلى خطف اللقب. وفي هذه الزاوية نسلط الضوء على مدربي المنتخبات المشاركة.

1. يواكيم لوف (ألمانيا)
رغم أنه المرشح رقم واحد لانتزاع اللقب، لكن المدرب الألماني يواكيم لوف فاجأ الجميع وأبدى عدم اهتمامه بمسابقة كأس القارات والدليل الأسماء الجديدة والموهوبة التي استدعاها، مفضلاً اراحة اللاعبين أصحاب الخبرة الواسعة وكثير منهم من فاز بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل.

يبدو المدرب البالغ من العمر (57) عاما، والذي سبق أن شارك في كأس القارات 2005 كمساعد لكلينسمان فعليا غير مهتم باللقب والمنافسة بقدر ما يريد تجهيز وتجربة اللاعبين، ومع ذلك فإن المدرب قد يجد نفسه مجبرا على إظهار تكتيكاته المميزة التي أظهرها في نهائي كأس العالم أمام الأرجنتينين وبلغ بعدها أعلى درجات المجد في الكرة الألمانية.

وفضل لوف التخلي عن العديد من اللاعبين الفائزين بمونديال البرازيل 2014، إضافة إلى أنه تخلى أيضا عن المهاجم الفذ ماركو رويس، نجم بروسيا دورتموند وكذلك رأس الحربة ماريو غوميز هداف فولفسبورغ واعتمد على الصغار، وهو ما شكل مفاجأة مدوية وصفتها وكالة الأنباء الألمانية بأنها أكبر تغيير في كوادر المنتخب الألماني، منذ توليه المهمة قبل أكثر من 10 أعوام.


2. شيرشيزوف (روسيا)
سيكون مدرب منتخب روسيا ستانيسلاف شيرشيزوف مطالبا بالظهور بشكل مشرف ولائق في البطولة التي ستستضيفها بلاده، ذلك أنها ستشكل هاجساً للروس قبل المونديال العالمي في صيف العام المقبل، ومع ذلك فقد اتكأت أغلب الأسماء المستدعاة من قبل المدرب الذي حل بديلا لمواطنه ليونيد سلوتسكي بعد خروج المنتخب من الدور الأول لنهائيات كأس أوروبا 2016 تركزت على اللاعبين من الدوري المحلي.

ويبدو أن المدرب البالغ من العمر 52 عاما يعي أن الأهم هو المونديال وليس القارات، وبالتالي فإن تجهيز لاعبين على سوية عالية لخوض غمار العرس العالمي هو من أولوياته، ويبدو شيرشيسوف أمام مهمة شاقة وعمل كبير مع المنتخب الروسي الذي واجه انتقادات كبيرة من جانب الإعلام، لعدم ارتقاء نتائجه وعروضه لمستوى طموحات جماهيره وينتظر أن يخوض سباقا مع الزمن من أجل إعداد فريقه لكأس القارات 2017، والتي تعد اختبارا مهما لاستعدادات روسيا لاحتضان كأس العالم 2018.

3. فيرناندو سانتوس (البرتغال)
لمع مدرب المنتخب البرتغالي كثيرا في يورو 2016 الماضي، كيف لا وهو من قاد "برازيل أوروبا" للحصول على اللقب الأول في تاريخه في بطولة الأمم الأوروبية بعد التغلب على صاحبة الأرض فرنسا في المباراة النهائية بهدف نظيف، وهو اللقب الذي طال انتظاره، وتولى سانتوس منصب المدير الفني للبرتغال في عام 2014، عقب انتهاء مهمته مع المنتخب اليوناني الذي قاده للتأهل ليورو 2012 ومونديال البرازيل 2014 وساهم التتويج في سطوع اسم سانتوس البالغ من العمر 62 عاما ونيله العديد من الجوائز.

المدرب الذي بدأ مسيرته التدريبية عام 1987، سيكون أمام تحدٍ حقيقي في كأس القارات، لا سيما أنه المرشح الآن لنيل اللقب، وتقع البرتغال ضمن المجموعة الأولى إلى جانب روسيا، البلد المضيف، والمكسيك، بطل الكونكاكاف، ونيوزلندا، وستكون فلسفته التدريبية التي أعجبت الجميع في اليورو مفتاحا لتحقيقه الإنجاز خاصة مع وجود أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو في صفوفه.

4. هوغو بروس (الكاميرون)
تنتظر المدرب البلجيكي هوغو بروس مهمة حقيقية لإثبات أن تتويج أسود الكاميرون بلقب بطل أفريقيا على حساب مصر لم يكن محض صدفة بل لأن الكاميرون كانت مقنعة في "الكان" ومن أجل أن يثبت صحة قراره بإجراء تغييرات واسعة بالتشكيلة بعدما تعرض لانتقادات كبيرة في العرس الأفريقي.

يريد المدير الفني البالغ من العمر 65 عاما الذي تولى قيادة الكاميرون منذ فبراير/ شباط من عام 2016، السير على نفس النهج وهو اختيار تشكيلة شابة ولا بأس في استبعاد بعض اللاعبين أصحاب الخبرة واستبدالهم بلاعبين شبان أقل شهرة وهو الطريق السليم الذي أثبت من خلاله للجميع أنه قادر على تحقيق النجاح في مختلف المهمات، كما أن الكان أدخلت بروس التاريخ حينما قاد المنتخب الكاميروني للفوز بلقبه الخامس في تاريخ البطولة، إذ أصبح المدرب السادس والعشرين الذي يحرز لقب البطولة على مدار 31 نسخة، وأول مدرب من جنسية بلجيكية يحرز اللقب، لذلك فإن بروس الذي نجح في أقل من عام واحد في خلق التجانس والوحدة بين لاعبي الفريق أمام فرصة صعبة في المجموعة التي تضم العملاق الألماني وتشيلي وأستراليا.

5. أوسوريو (المكسيك)
يخوض المدير الفني للمنتخب المكسيكي لكرة القدم، الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، تحديا جديدا في كأس القارات، حين تلعب المكسيك في المجموعة الأولى إلى جانب كل من روسيا، والبرتغال، بطلة أوروبا، ونيوزيلندا على التوالي، بل إن أولى الموجهات ستكون ضد البرتغال يوم 18 يونيو/ حزيران المقبل في مستهل مشوارهم بالبطولة وهي المباراة التي ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي لطموحات "المنتخب الأخضر".

ومنذ تولي أوسوريو الذي يبلغ من العمر 55 عاما في أكتوبر/ تشرين أول من عام 2015 والمنتخب المكسيكي في نسق تصاعدي مع النتائج رغم بعض التعثرات لكن المدرب الذي يقود لأول مرة في مسيرته التدريبية منتخبا وطنيا بعدما خاض تجارب عديدة على مستوى الأندية في أوروبا وأميركا اللاتينية والشمالية أيضا، يأمل في أن يحقق طموحه التكتيكي العالي في كأس القارات.

يملك المدرب العديد من الأوراق على مستوى اللاعبين القادرين على تطبيق خططه التكتيكية داخل أرضية الملعب وفي مقدمتهم النجم خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو"، وكارلوس فيلا، وأندريس غوادرادو، وغويرمو أوتشا، وهيكتور هيريرا، وآخرون، لذلك أضحت المهمة بعد الاقتراب من حسم التأهل بصورة كبيرة إلى كأس العالم 2018 في روسيا الوصول لأبعد مدى في بطولة القارات التي اعتاد عليها المنتخب المكسيكي كأكثر المنتخبات مشاركة فيها منذ انطلاقها.


6. أنجي بوستيكوغلو (أستراليا)
منذ توليه تدريب أستراليا في نهاية عام 2013 عقب إقالة المدرب الألماني هولغر أوزيك؛ استطاع المدرب الأسترالي الجنسية والمولود في اليونان أنجي بوستيكوغلو قيادة الكنغر لتحقيق نتائج إيجابية رغم أن الآمال لا تزال قائمة في الدور الحاسم في تصفيات مونديال روسيا الآسيوية بعد احتلاله المركز الثالث، لكن جميع المتابعين يتوقعون نجاح المدرب البالغ من العمر 55 عاما في مهمته.

أستراليا التي أوقعتها القرعة في المجموعة الثانية مع ألمانيا وتشيلي والكاميرون ستكون أمام مهمة شاقة ضد منتخبات عتيدة، لكن الاستراليين سرعان ما أثبتوا قدرتهم على تحدي الصعاب في المسابقات القارية والتاريخ يشهد، ومن هنا يتكئ المدرب بوستيكوغلو على كتيبة الخبرة الممزوجة بلاعبين شبان لتحقيق ذلك للمدرب وقائد ثورة التغيير التي بدأت ملامحها في الظهور بعد الظفر بلقب كأس أمم آسيا التي احتضنتها أستراليا.

كأس القارات ستكون اختبارا حقيقيا لقدرات أستراليا، والتي يأمل فيها المدرب في قيادة الكنغر لتقديم بطولة قوية وعروض جيدة لتأكيد جدارة المدرب المحلي بعد سنوات طويلة تنقلت فيها قيادة أستراليا بين المدربين من خارج البلاد.

7. خوان بيتزي (تشيلي)
يملك الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، المدير الفني لمنتخب تشيلي الكثير في جعبته الفنية لوصول بطل كوبا أميركا إلى نهائي كأس القارات، والتي سيستهل فيها مشواره بملاقاة الكاميرون في 18 حزيران/ يونيو الجاري، في إطار منافسات المجموعة الثانية، والتي تضم أيضا منتخبي ألمانيا وأستراليا، وقد استعان به الاتحاد التشيلي بعد الفترة الرائعة للمدرب خورخي سامباولي مطلع العام الماضي.

مع وجود نخبة من نجوم الكوبا والمنتخب على غرار كلاوديو برافو، وغاري ميديل، وأرتورو فيدال، وأليكسيس سانشيز، سيكون الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مطالباً بتحقيق الكأس القارية، ذلك أن المدرب الذي رغم أنه يقود أول تجربة مع منتخب دولي يعتمد على قدرات نجومه لتطبيق فكره الفني والوصول نحو الهدف المنشود.

منتخب "لا روخا" يملك شخصية البطل الحقيقي في كأس القارات، والتي وصلها بصفته بطلا لقارة أميركا الجنوبية عام 2015 وكذلك في النسخة المئوية في العام الماضي، على الرغم من أن مشاركة تشيلي في هذه البطولة للمرة الأولى عبر تاريخها، لكن كل ذلك على المدرب أن يذوبه في المنافسات بأسلوبه الذي يفرضه على اللاعبين داخل الملعب رغم بعض التخوفات من قبل مشجعي تشيلي قبل البطولة القارية.


8. أنطوني هدسون (نيوزلندا)
ينظر الجميع إلى منتخب نيوزلندا بأنه الحلقة الأضعف في البطولة، على الرغم من أن بطل قارة أوقيانوسيا اعتاد كثيراً المشاركة في البطولة لكن نتائجه جاءت ضعيفة وفارق المستويات ظهر جلياً فيها، ولكن من الممكن أن يستفيد المدرب الشاب أنطوني هيدسون البالغ من العمر 36 عاماً من ذلك لاستخدام سلاح المباغتة أمام الكبار وكرة القدم مليئة لمثل تلك الأدلة.

سيكون المدير الفني الإنكليزي هيدسون الذي شكل اختياره لقيادة الدفة الفنية لمنتخب نيوزلندا في عام 2014 مفاجئة للجميع في ظل قل خبرته، أمام مهمة صعبة للغاية بالنظر للخصوم والمنافسين الذين حلوا معه في المجموعة الأولى وهم المكسيك إلى جانب كل من روسيا، والبرتغال، بطلة أوروبا لذلك سيكون من المشرف بالنسبة للمدرب ومنتخبه تسجيل نتائج إيجابية على أقل تقدير إن لم يتمكن من مجاراة منافسيه الأقوياء للغاية في كأس القارات وهو المتوقع في نهاية الأمر لمنتخب يعاني مراراً من قلة المباريات الرسمية في ظل شح المنتخبات في قارة أوقيانوسيا.

(العربي الجديد)

المساهمون