أظهرة الجناح.. اللعبة الأنجح في كأس إنكلترا هذا الموسم

أظهرة الجناح.. اللعبة الأنجح في كأس إنكلترا هذا الموسم

25 ابريل 2017
تشلسي استحق التأهل على حساب توتنهام (Getty)
+ الخط -


وصل تشلسي وآرسنال إلى نهائي كأس إنكلترا هذا الموسم، بعد فوز متصدر ترتيب الدوري على الوصيف في مباراة نارية، وصعود المدفعجية على حساب السيتي خلال الأشواط الإضافية، ليضرب الثنائي اللندني موعدا مع المجد في المباراة الأخيرة للبطولة العريقة.

ويعتبر هذا اللقاء بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ أرسين فينغر بعد الانتقادات القوية التي طاولته مؤخرا، لكن التفوق على كونتي وفريقه ليس بالأمر السهل، لذلك تبقى كل السيناريوهات متاحة أمام الثنائي الكبير.

بطولة التفاصيل
سيطر توتنهام على معظم تفاصيل مباراة نصف النهائي، لكن فاز تشلسي في النهاية بفارق هدفين، نتيجة وجود فروقات فردية لصالح "البلوز"، والتركيز الشديد للاعبيه أمام المرمى دون نسيان التوفيق في بعض اللحظات. فكونتي وضع النجمين هازارد وكوستا على الدكة في البدايات، لكن لم يستغل توتنهام الفرصة ليستقبل هدفين من أخطاء سهلة. وبمجرد دخول اللاعب البلجيكي انتهى كل شيء سريعا، بسبب تفوقه على مستوى المهارة وقوة شخصيته مقارنة بالآخرين، ليسجل هدفاً ويمرر إلى ماتيتش الذي سدد صاروخاً لا يصد ولا يرد.

بينما في مباراة السيتي وآرسنال، تقدم أغويرو في توقيت رائع وبعد أن ظن الجميع اقتراب فريق غوارديولا من الصعود، عاد المنافس من بعيد ليتعادل في الوقت الأصلي، ويحسم سانشيز القمة بلقطة رائعة، وضح فيها الفارق بينه وبين لاعبي مدينة مانشستر، خصوصا على مستوى صناعة القرار، فالسيتي تفنن لاعبوه في إضاعة فرص سهلة، لكن النجم اللاتيني يستطيع إنهاء كل شيء بلعبة شبه ميتة، هكذا هو اللاعب الذي يستحق أن يوضع ضمن قائمة الأفضل وفق آراء الخبراء والجماهير.

هناك اختلافات عديدة بين مباراتي نصف النهائي، سواء كخطط مدربين أو مجريات اللعب هنا وهناك، لكن العامل المشترك الوحيد هو فوز الفرق التي تلعب بثنائي ظهير الجناح على الخط، أو فيما يعرف تكتيكيا بمصطلح الـ Wing Backs سواء تشلسي أو آرسنال، لتثبت هذه الصيحة نجاحها المذهل في بطولات الكرة الإنجليزية، بسبب وجود فراغات كبيرة أثناء التحولات، واندفاع كل فريق نحو الفوز في كل الأوقات.

الأظهرة الحديثة
كرة القدم ليست عبارة عن استحواذ أو حتى هجمات مرتدة عند الحاجة في الدوري الإنكليزي ولكن في أغلب الأحيان كل الفرق تقوم بعمل هجمات مرتدة متبادلة في كل وقت، إلى ما لا نهاية. إنها ثقافة المرتدات حيث لا تميل الفرق إلى استعمال سلسلة التمريرات للحؤول دون ذلك، وبالتالي هو أسلوب لعب مختلف وصعب للتكيف. وأكبر دليل على ذلك وجود نتائج غير متوقعة بالنسبة لكل الفرق، فالجميع بلا استثناء يستطيع تسجيل الأهداف بأي وضعية ممكنة وغير ممكنة.

الظهير الجناح هو اللاعب الذي يتحرك بمفرده على الخط الجانبي من الملعب، يقوم بدور الجناح في الحالة الهجومية، ويعود من دون الكرة إلى الخلف كظهير صريح، وبدأ هذا المركز في الظهور خلال طريقة لعب 3-5-2، لكنه اختفى خلال حقبتي التسعينيات وبداية الألفية، بسبب لجوء معظم المدربين إلى خيار رباعي الخلف، مع ظهيرين في الدفاع وأمامهما ثنائي هجومي بالقرب من لاعبي الوسط. وعاد هذا الاتجاه للظهور من جديد بعد مونديال 2014 في البرازيل، خصوصا بعد تقديم هولندا لمستوى رائع في هذه النسخة مع الخطة سالفة الذكر.

ينطلق "الوينغ باك" هجوميا بسبب حمايته من ثلاثي دفاعي صريح، بينما يعود إلى الخلف ليكون هناك خماسي أمام مرماه، مما يضمن لفريقه التفوق العددي على الأطراف دفاعا وهجوما، إنها الاستراتيجية التي استخدمتها إيطاليا مع كونتي في يورو 2016، ونجحت في إحراج جميع منافسيها وعلى رأسهم إسبانيا في دور الـ 16، نتيجة الانطلاقات غير المتوقعة من الظهير المتقدم إلى الأمام، وميل لاعب الوسط المهاجم إلى ناحيته لوضع المنطقة بين قلب الدفاع والظهير للفريق المنافس تحت السيطرة.

فيكتور موسيس
وضع بوكيتينو وكونتي نفس الخطوط العريضة تقريبا خلال جولة نصف النهائي، رسم 3-4-2-1 هو الأساس، وحصل توتنهام على الأفضلية بسبب تحركات ديلي آلي وكين، وقوة إريكسن في التمرير بين الخطوط، لكن كان الحسم من نصيب تشلسي في النهايات، نتيجة قوة الدكة ووجود العناصر القادرة على قلب المباراة في جزء من الثانية كما فعل هازارد.

ورغم المردود الرائع للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو هذا الموسم، إلا أنه لم يكن موفقا في وضع الكوري سون في مركز الظهير الجناح، لتزيد المسافة بينه وبين قلب الدفاع الثالث فيرتونغين، وينجح تشلسي في المقابل من استغلال هذه الهفوة جيدا، ليصعد فيكتور موسيس باستمرار على حافة منطقة الجزاء، مع الدعم الكامل من ويليان، البرازيلي المتحرك بين الطرف كجناح وداخل العمق كلاعب وسط وصانع لعب بالقرب من ميشي باتشواي.

تتضاعف قيمة الظهير الجناح أمام الفرق التي لا تلعب بلاعب دفاعي صريح على الخط، لذلك حصل موسيس على الفرصة مستغلا صعود هيونغ سون للهجوم، بينما انخفض مردود زميله ألونسو على اليسار، بسبب الرقابة المفروضة عليه من جانب تريبير ثم والكر. وتؤكد الأرقام بعد المباراة أن تشلسي هاجم من جبهته اليمنى بنسبة وصلت إلى 53 %، مما يعني نجاعة فكرة استخدام "الوينغ باك" أمام توتنهام الذي دافع بشكل سيئ أسفل الأطراف، لضعف قدرات سون في هذا المجال.

مونريال
وكما فعلها تشلسي مستخدماً أدق التفاصيل، أعاد آرسنال نفس الفكرة لكن بأسلوب مغاير، عندما قرر فينغر تغيير طريقة لعبه المعتادة 4-2-3-1، ليتحول إلى 3-4-2-1 في المباريات الأخيرة، بوضع الثلاثي هولدينغ وكوسيلني وباوليستا في الخلف، مع تشاكا ورامسي كثنائي محوري، خلف أوزيل وسانشيز وجيرو، بينما دفع بالثنائي تشامبرلين ومونريال على الطرفين يمينا ويسارا.

خرج سيلفا مصابا ودخل ستيرلينغ، ليلعب السيتي بالثلاثي دي بروين، رحيم، وساني خلف المهاجم أغويرو، وقتها فقط فقد بيب عنصر التحكم في نسق المباراة، لأن الإسباني هو الوحيد القادر على ذلك في كل لاعبي السيتي. ومع التغيير المفاجئ في بداية المباراة، أصبحت الكفة شبه متساوية بين الفريقين، مع استغلال فينغر لسلاح الظهير الجناح على الخط، لدرجة أن هدف التعادل جاء بتمريرة عرضية من تشامبرلين على اليمين، لتمر من الجميع ويقابلها الظهير الجناح الأيسر مونريال ويضعها في شباك برافو، كرة بدأت من الطرف وانتهت بواسطة الطرف الآخر داخل منطقة الجزاء.

غرد خبير البريميرليغ "زونال ماركينغ" بعد المباراة عن ويلباك قائلا، "قام البديل الذي شارك مكان جيرو بقرارات خاطئة، لكنه نجح في تمديد الملعب عرضيا وإجبار السيتي على العودة للخلف مع انطلاقاته المستمرة في كل أركان الثلث الأخير"، ويأتي هذا الوصف ليلخص الأشواط الإضافية، فالفوضى كانت الأساس في آخر ثلاثين دقيقة، مع تمريرات طائشة وتسديدات غير متوقعة، حتى هدف أليكسيس الذي صعد بفريقه إلى النهائي الثمين.

المساهمون