بعد قمة الأنفيلد.. هل اقترب تشلسي من لقب البريميرليغ؟

بعد قمة الأنفيلد.. هل اقترب تشلسي من لقب البريميرليغ؟

01 فبراير 2017
تشلسي يقترب خطوة جديدة من حلم اللقب (Getty)
+ الخط -

نجح تشلسي في المرور من محطة الأنفيلد بدون خسائر كبيرة، تعادل إيجابي بين الفريقين، وحرمان ليفربول من الاقتراب، لذلك أبدى جمهور المتصدر راحة كبيرة بعد نهاية المباراة، خصوصاً بعد حالة التخبط الكبيرة لكلوب ولاعبيه، في تجربة أكدت، مرة أخرى، وجود فارق شاسع بين الفريق القادم من لندن وبقية أندية البريميرليغ.

الدفاع الحديدي

بدأ كونتي الموسم بشكل سيء، وعانى تشلسي كثيراً من سرعة البريميرليغ على مستوى التحولات، لذلك تم ضرب تشلسي في أكثر من مباراة، أشهرها على الإطلاق أمام آرسنال بعد الهزيمة بثلاثة في ملعب الإمارات، لكن الإيطالي عرف من أين تؤكل الكتف، وعاد سريعاً عن طريق جلب مدافع إضافي، والتحول إلى خطته القديمة في الملاعب الإيطالية، 3-4-3 / 3-5-2 بتكتل لويز وكاهيل وأزبليكويتا أمام مرمى كورتوا.

آمن أنطونيو بتضييق الفراغات أمام منافسيه، واستعان بتجربة مواطنه رانييري بالموسم السابق، لأن ليستر سيتي حقق المعجزة بقوة الدفاع أولاً، وبعد ذلك استغلال مهارات محرز وفاردي بالثلث الأخير، وأعاد تشلسي اللعبة هذه المرة بطريقة أكثر نجاحاً، حيث إنه الفريق الأقوى على مستوى نظافة الشباك، والمجموعة التي تضم أكثر من اسم مؤثر هجومياً، لدرجة استقباله 16 هدفاً فقط حتى الآن.

ثلاثي دفاعي صريح، قلبا دفاع ومدافع ثالث هو أزبليكوتا، لكن هذا العدد غير ثابت بسبب عودة الظهيرين إلى الخط الخلفي، ليصبح الشكل الدفاعي عبارة عن خمسة لاعبين دفعة واحدة، مما يعني صعوبة الاختراق سواء في العمق أو تجاه الأطراف، إنها الخطوة الأولى التي أعطت الزرق التوازن المنشود وجعلته يسبق الآخرين بخطوة.

استراتيجية ذكية

طاقم تشلسي الفني براغماتي بطبعه، يواجه كل خصم وفق قدراته وظروف المواجهة، وبالتالي لعب الضيوف في الأنفيلد بتكتيك شبه متوقع لكنه ناجح للغاية أمام أفكار كلوب، أن تقف في مناطقك الدفاعية ولا تحتفظ بالكرة أبداً، ومن ثم تركز على أخطاء دفاعات أصحاب الأرض، وبالطبع ستنجح حتماً طالما تملك نجوماً بقيمة دييغو كوستا وهازارد في المقدمة.

خلال الشوط الأول، مرر لاعبو تشلسي 24 كرة طولية تجاه نصف ملعب الليفر، رقم يؤكد طبيعة خطة كونتي ورفاقه، حتى يكسر مصيدة ضغط كلوب، ويمنعه من تطبيق الضغط العكسي المعروف تكتيكياً بـ "كونتر برسينغ"، لتضيع أهمية عدم لعب "الريدز" من دون مهاجم صريح، لأن فيرمينو أصبح عديم الأهمية، لاستحالة قطعه الكرة من بين أقدام دفاعات الفريق القادم من لندن.

وبعد الانتهاء من الجزء الأول في الخطة بتقليل هجمات المنافس، جاء الجزء المحوري سريعاً بالحصول على مخالفة أو تطبيق المرتدة السريعة، ليحصل هازارد على أخطاء ذكية مستخدماً مهارته في المراوغة، ونجح لويز في تحويل إحدى هذه اللعبات إلى هدف التقدم.

اللاعب الأهم

تحدث كثيرون عن كوتينهو بوصفه أفضل لاعبي ليفربول، لكن بطولة أفريقيا الأخيرة أكدت أهمية ساديو ماني داخل تكتيك زعيم ميرسيسايد، لأن السنغالي أقرب إلى طريقة لعب يورغن كلوب من أي لاعب آخر. يقول عنه قلب دفاع يونايتد السابق ريو فيرديناند،"إنه أفضل مهاجم ممكن، يخنق الدفاعات باستمرار، يضغط بكل قوة، يطبق تعليمات مدربه حرفياً، لذلك يؤثر بشدة في أي مباراة".

لم ينجح كوتينهو ولالانا في خنق الخط الخلفي لتشلسي، وكانت عودة ماني ضعيفة بعد مشاركته في آخر ربع ساعة، لذلك قلت فرص ليفربول طوال المباراة، وفشل كلوب كعادته أخيراً، في خلق هجمات مؤثرة أمام الفرق التي تدافع بشكل متأخر، حتى هدف التعادل جاء بضربة رأسية غير متوقعة، بعد عملية شد وجذب داخل منطقة الجزاء.

وأثبتت نتيجة المباراة في النهاية، أن ليفربول، هذا الموسم، لن يذهب بعيداً رغم البداية النارية، فالفريق لا يزال ينقصه كثير على مستوى التحول من الهجوم إلى الدفاع، ويعاني بشدة أثناء البناء من الخلف، نظراً لعدم وجود لاعب ارتكاز حقيقي أسفل الدائرة، وندرة الحلول من الأطراف بعد غلق العمق كما فعل تشلسي وأكثر من خصم قبله.

يونايتد فقط

يبتعد ليفربول تدريجياً عن صراع اللقب، ويعيش آرسنال أياماً صعبة بعد الخسارة غير المتوقعة أمام واتفورد، هكذا يبدأ المدفعجية موسمهم دائماً، بمعنويات مرتفة وآمال عريضة لكن كل شيء يتبخر في النصف الثاني من الموسم، بينما توتنهام فريق ضعيف الشخصية مقارنة بالبقية، وبالتالي مسألة استمراره، حتى النهاية، في المنافسة أمر غير منطقي، خصوصاً بعد تفريطه في نيل النسخة الماضية أمام ليستر سيتي.

يتبقى فقط فرسا الرهان في بداية الموسم، السيتي ويونايتد في مدينة مانشستر. يحتاج فريق غوارديولا إلى وقت أطول، حتى يتكيف اللاعبون مع طريقة لعب مدربهم المعقدة، بينما عانى رفاق مورينيو من البداية السيئة بعد الخسارة في الديربي، لكنه عاد أخيراً بقوة بسبب الشخصية القوية لنجومه كإبرا وبوغبا ومخيتاريان، مع وجود قائد بحجم روني سواء داخل الملعب أو خارجه، وبكل تأكيد نجاح البرتغالي في خلق التوليفة المناسبة للاستفادة من عمق تشكيلته.

مع كل هذه المعطيات فإن تشلسي هو الأقرب من الآن للفوز بالبطولة، ليس فقط بسبب سلسلة انتصاراته ولكن لتخبط منافسيه أيضا، فقط مانشستر يونايتد هو الفريق الوحيد القادر على الاقتراب من البطل اللندني في ما تبقى من عمر الموسم. ويبقى السؤال، هل يسمح أنطونيو كونتي بذلك؟ حتى الآن ليست هي الإجابة الصريحة.


المساهمون