إسرائيليون يهاجمون نجم برشلونة أردا توران: اقتلوه

إسرائيليون يهاجمون نجم برشلونة أردا توران: اقتلوه

10 ديسمبر 2017
توران دعم فلسطين والقدس (Getty)
+ الخط -
أوصافٌ وكلماتٌ نابية قد تعبر عن عنصرية وحقد وانحطاط من كتبوها، تلاحق نجم برشلونة التركي أردا توران، من خلال تعليقات في مواقع إخبارية إسرائيلية، لمجرد تضامنه مع القدس عبر حسابه على "إنستغرام"، ولم تسلم منها أمه أيضاً.

ورصد "العربي الجديد" بعض تعليقات القراء الذين طالعوا في موقع "وإلا" العربي خبراً حول نشر توران صورة لجندي إسرائيلي يرفع السلاح في وجه سيدة. وكتب توران: "القدس ستبقى دائماً عاصمة السلام والإنسانية. أبعدوا سلاحكم". تضامن توران الذي يأتي في أعقاب اعتبار ترامب "القدس عاصمة لإسرائيل" فتح عليه هجوماً من قبل عدد من الإسرائيليين الذين انهالوا عليه بالشتائم من خلال التعليقات أسفل الخبر، ووصل الحد ببعضهم إلى المطالبة بقتله.

في السطور الآتية نورد بعض التعليقات كما جاءت، فيما نتجاوز عن كثير منها وردت فيها ألفاظ ما دون السوقية ولا تمكن كتباتها، طاولت والدة توران، أثناء شتمهم لها وله. بل إن هناك من أقحم زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد ولاعبه كريم بنزيمة في الموضوع، وكذلك المصري محمد صلاح.

وإن قلنا إننا تجاوزنا عن كثير من الألفاظ لسوقيتها وأدنى من ذلك، فهذا لا يعني أن ما ستحمله السطور الآتية ألطف، ولكن على الأقل تمكن كتابته لغة وبالطبع نرفضه مضموناً، فهو نتاج عقليات مشبعة بالكراهية.

"نتن ومخرب"
"فلتنته مسيرتك، ولتعد إلى بلدك وتجلس إلى جانب طاغيته، نتن أنت وتبدو كمخرب"، كتب أحد الإسرائيليين، ليتابع آخر "لاعب قذر، لم أحتمله يوماً ولا أطيقه اليوم، اخنقوا كل الأتراك الأغبياء" متابعاً "أيها الأغبياء الذين ما زلتم تمولونهم استيقظوا"، في إشارة منه إلى السياح الإسرائيليين الذين تعتبر تركيا إحدى وجهاتهم المفضلة.

وتتوالى تعليقات الإسرائيليين: "أردوغان المعادي لليهود يحرّض شعبه علينا، أيها القهوة التركية (توران)، سنتحدث عندما يقع الانفجار القادم في إسطنبول أو برشلونة! بالتأكيد ليس اليهود من سيفعل ذلك، خمّن من؟ صحيح. مؤيدو السلام والمسلمون"، "لماذا لا تتوجه إلى رئيسك ليتوقف عن ذبح أبناء شعبك، بسبب سطوته، انظر إلى دولتك كيف تحولت إلى إسلامية متطرفة بسبب أردوغان، لماذا تتحدث عنا إذا أيها القذر".

وقال إسرائيلي آخر: "هؤلاء الأتراك يتحدثون بوجهين ولا ينظرون إلى أنفسهم! قل لقائدكم أن يطير من شمال قبرص وأن يمنح الاستقلال للأكراد". وزعم آخر أن "جميع المسلمين مثل بعضهم، يحملون كثيراً من الكراهية ضد المختلف عنهم".

واختلط الأمر على "راني" بين المسلم والعربي فكتب: "برشلونة عاصمة كتالونيا، اطردوا جميع العرب من هناك، إنه لاعب سيئ ومعادٍ لليهود مثل أردوغان". وقال آخر "فريق برشلونة أراد طرده منذ زمن ولكن لا يريد المغادرة، ويجلس على المدرجات".

أما من سمى نفسه "الأورشليمي"، فكتب: "دائماً كرهت برشلونة المنافقة، والآن أدرك لماذا لا أفهم الإسرائيليين المؤيدين لنادٍ معادٍ لليهود كهذا". وعاب "شوفيط تسيديك" قيام الإسرائيليين "الأغبياء بتكليف أنفسهم جهد الرد على الخرقة المتعفنة"، كما وصف أردا توران.

وسطع نجم أردا توران خلال لعبه لمصلحة فريق أتلتيكو مدريد واهتم كثير من الفرق به، لكنه منذ انتقاله إلى برشلونة لم يحظ بدقائق لعب وبثقة المدربين، وعليه أبدى بعض المعلقين الإسرائيليين غضبهم حتى من وصف كاتب الخبر في الموقع العبري للاعب التركي بأنه "نجم برشلونة"، فوجدنا من كتب: "عن أي نجم تتحدثون؟ فعلى الرغم من الملايين التي دفعها برشلونة هو لا يساوي شيئاً".

واختلط "الحابل بالنابل" في التعليقات، وغابت الرياضة كلياً وحضرت السياسة، وحتى من طالبوا بفصل الرياضة كانوا أول من ناقضوا أنفسهم: "هذا خطير جداً، على إدارة نادي برشلونة استدعاءه لوضع النقاط على الحروف. لا يمكن خلط السياسة بالرياضة، ولكن واضح أن ذلك لا يحدث، الكتالونيون دائماً ساندوا الفلسطينيين، كلاهما شعبان يحدثان كثيراً من الضوضاء".

وخاطب "غوليش" (اسم مستعار كمعظم الأسماء المستخدمة في التعليقات) أردا توران: "قذارة تركية وقحة. تركيا استعبدت شعوباً أخرى مئات السنين. من أنت لتقول للشعب اليهودي ماذا يفعل؟ أنتم الأتراك من جلبتم العرب إلى إسرائيل متعمدين من أجل المساس باليهود!"، "وقاحتكم لا تعرف حدود. حكومتكم معادية لليهود وتكره إسرائيل".

"حارس حمام تركي"
توالت الشتائم والعبارات الجارحة والأوصاف القبيحة بحق أردا توران، لمجرد أنه قال إن "القدس مدينة السلام والإنسانية"، الأمر الذي يفسّر كحقد دفين من قبل شريحة واسعة من الإسرائيليين تجاه العرب والمسلمين، وفي هذه الحالة بشكل خاص تجاه الأتراك، ربما بسبب التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد إعلان ترامب بشأن القدس، فضلاً عن تصريحات وتراكمات سابقة.

"النجم التركي في برشلونة؟ غير معروف بتاتاً". قال أحد المعلقين الإسرائيليين، مستدركاً: "يبدو كحارس حمام تركي في إسطنبول ليس أكثر. من يكون ليقول رأيه؟ من يأبه له؟ هو مجرد صفر". واعتبر "شيمي" أن "حديث مسلم عن السلام هو أمر متناقض كلياً".

وحمّل دافيد اللاعب توران مسؤولية "الخراب والبلاء في نادي برشلونة، فليس لدي شك في أنه يجلب الحظ السيئ الذي يلازم الفريق في آخر موسمين". ورأى آخر أنه "من الأفضل أن يفتح توران مطعم شاورما بدل ممارسة كرة القدم".

وعاد التهديد والوعيد الى الواجهة مجدداً، ليكتب عوفيد: "من أنت؟! أنت صفر تركي وصل بالخطأ إلى برشلونة، حاذر أن يقتلوك مع أردوغان، الأمر بات وشيكاً". حول القتل أيضاً كتب أحدهم "خذوه إلى المشنقة"، وتساءل آخر "أين الموساد (الإسرائيلي) لإن (توران) مخرب آخر بلا عقل ويجب قتله".

وخاطب عنصريون حاقدون النجم التركي: "إنك قرد، شعرك كثيف ولن تطأ قدماك القدس"، ليتابع آخر بأنه "يجب وضع حد لهؤلاء الكلاب".

صلاح وزيدان وبنزيمة
وجرى زج اسم محمد صلاح وزين الدين زيدان وكريم بنزيمة في التعليقات. فها هو مشجع لريال مدريد يقول إنه لم يكن ليشجع نادي برشلونة الذي يضم توران، ليرد عليه مشجع لبرشلونة، ولكنه لا يطيق النجم التركي أيضاً "سيكون مثيراً أن نعرف ما الذي كان ليكتبه كريم بنزيمة"، وأضاف آخر "وكأن زيدان وبنزيمة يصليان كل يوم عند حائط البراق".

وعبرت إحدى المعلقات الإسرائيليات عن إعجابها باللاعب المصري نجم ليفربول محمد صلاح، ليجيبها آخر أن "محمد صلاح هو أكثر لاعب يكره اليهود ويكره إسرائيل ويصرح علناً بذلك". أما الأصوات المعتدلة في التعليقات فكانت خافتة، وتكاد تكون معدومة، وسريعاً ما يتم إسكاتها.



المساهمون