كريستيان إريكسن...أسطورة دنماركية صنعها دينيس بيركامب

يمكن القول إن الدنماركي كريستيان إريكسن كان الرجل الأول في تصفيات كأس العالم 2018، على الأقل في تصفيات القارة الأوروبية، ويرجع له الفضل في قيادة المنتخب الدنماركي إلى روسيا الصيف القادم بعد عزف فردي مبهر.

وربما لا يتمتع إريكسن بصيت إعلامي كاف، وقلما يتم ذكره بين صفوة نجوم العالم الحاليين رغم تأثيره الكبير مع توتنهام والدنمارك، وليس جذابا لوسائل الاعلام ربما لأنه شخص ملتزم ولا يثير الجدل. ويملك إريكسن (25 عاماً) كل مقومات لاعب الوسط المثالي فهو صاحب تمريرات دقيقة وحاسمة وتسديدات صاروخية ومتقنة، خاصة في الركلات الثابتة، ومعدل تهديفي مميز، فضلا عن بذل مجهود بدني وفير.

وكعادته مع المنتخب لعب إريكسن، الذي يمتد عقده مع توتنهام حتى 2020، دور البطولة وخاصة في الملحق الفاصل ضد أيرلندا حيث سجل "هاتريك" بشكل رائع على أرض المنافس ليقود بلاده للنهائيات. وفي الدنمارك أصبحت المقارنات معقودة بين إريكسن وأسطورة البلاد مايكل لاودروب، لكن نجم "الديوك" يقول إنه استفاد في مسيرته من تعليمات أسطورة آخر ولكن من هولندا.

وسطعت موهبة إريكسن في الدنمارك عندما كان يبلغ من العمر 16 عاما ليلفت أنظار أياكس أمستردام، وهناك عمل تحت قيادة دينيس بيركامب أيقونة أرسنال وهولندا. وربما لا يمكن المقارنة بين إريكسن وبيركامب سواء في المراكز أو في أسلوب اللعب، لكن النجم الدنماركي ينسب الفضل لمعلمه فيما هو فيه الآن.

وقال إريكسن لمحطة سكاي: "عندما كنت في الدنمارك كنت أعتقد أنني لاعب جيد لكنني لم أظن ذلك عندما وصلت إلى أياكس، تعلمت الكثير من الأشياء هناك منذ عامي الأول عندما تدربت على يد بيركامب"، وأضاف "تعلمت كيفية تمرير الكرة للمهاجم، وتدربنا على حركات مختلفة وكيفية إدارة وسط الملعب ونقل بيركامب لي الجاذبية والثقة، وتحسنت في التسديد من لمسة واحدة وتوجيه الكرة إلى المكان الذي أريد".

ويملك أياكس سمعة طيبة بأنه أفضل ناد يجيد صقل المواهب، ولم ينتظر إريكسن طويلا حتى صعد للفريق الأول ونال فرصة المشاركة مع الدنمارك في كأس العالم 2010 عندما كان في الـ 18 من عمره، وكان أصغر لاعب في نسخة جنوب أفريقيا.

وفي عام 2011 نال جائزة أفضل لاعب صاعد في هولندا وكان ضمن لجنة التحكيم الأسطورة يوهان كرويف الذي توقع له أن يتخطى مستوى لاودروب. وانتقل إريكسن إلى توتنهام مقابل 13 مليون يورو فقط في صفقة لم تحظ باهتمام كبير، لكنه أجبر الجميع بعد ذلك على الاستمتاع بمشاهدته وباتت تنهال عليه العروض الآن من أندية أكبر وبأضعاف هذا المبلغ.

(العربي الجديد)