الملحق الأوروبي...مواجهة نارية بين عراقة "الأزوري" وطموح السويد

الملحق الأوروبي...مواجهة نارية بين عراقة "الأزوري" وطموح السويد

10 نوفمبر 2017
إيطاليا تريد التأهل للمرة الـ 21 في تاريخها (Getty)
+ الخط -

"أنا لا أفكر إن كنا سنلعب في كأس العالم أو لا، أنا أفكر من الآن في دور المجموعات والمباريات الودية التحضيرية للمونديال". هذه هي كلمات مدرب المنتخب الإيطالي، جيان بييرو فينتورا، الأخيرة قبل مواجهة المنتخب السويدي في ذهاب الملحق الأوروبي المؤهل إلى روسيا 2018.

يبدو أن فينتورا يعرف جيداً الكارثة التي ستنفجر في حال عدم تأهل إيطاليا إلى بطولة كأس العالم، خصوصاً أن الجماهير ستلومه بشكل مباشر وتُحمله المسؤولية الكاملة على عدم التأهل. فينتورا جهز جنوده لمواجهة السويد الأولى ولا يُفكر سوى بالمونديال وأي خيار غير ذلك لا يبدو في خيارات فينتورا، البداية في العاشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني والنهاية في 14 من الشهر نفسه، وعندها سيكون هناك خياران لا ثالث لهما، الجماهير الإيطالية تحتفل في شوارع روما وتورينو وميلان بالتأهل أو تعلق أعلام النكسة الكروية الأولى في المونديال منذ 59 سنة.

إيطاليا والمونديال أصدقاء
تُعتبر إيطاليا من بين أكثر ثلاثة منتخبات ظهوراً في بطولة كأس العالم، إلى جانب البرازيل (لم تغب في أي مرة) وألمانيا (18 مشاركة تاريخية مثل "الأزوري"). ولهذا السبب وصف بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي غياب إيطاليا عن بطولة كأس العالم بمثابة كارثة كروية كبيرة.

لم تغب إيطاليا عن مونديال السويد منذ عام 1958 أي حوالى 59 سنة متتالية، وطوال هذه السنوات شارك منتخب "الأزوري" في 13 نسخة من بطولات كأس العالم وحقق فيها لقبين أعوام (1982 و2006). ومن أصل 20 بطولة أقيمت حتى الآن في تاريخ المونديال غابت إيطاليا عن نسخة 1930 لعدم مشاركتها ونسخة 1958 بسبب عدم تأهلها في التصفيات.

خاضت إيطاليا 83 مباراة في بطولة كأس العالم تاريخياً، حققت 45 فوزاً وتعادلت في 21 مناسبة مقابل 17 خسارة فقط، أي أن نسبة الفوز كانت حوالى 54%، كما وسجلت إيطاليا 128 هدفاً وتلقت شباكها 77 في 20 نسخة شاركت فيها.

هي أرقام واحصاءات تاريخية تدلُ على عظمة المنتخب الإيطالي وتؤكد ما قاله رواد موقع "تويتر" أن الغياب سيكون كارثة كروية كبيرة لوطن كرة القدم في أوروبا وقاهر منتخبات العالم مثل البرازيل وألمانيا وغيرها في السنوات الذهبية.

جيل فقير لكنه قادر
تواجه إيطاليا المنتخب السويدي بأسماء كروية عادية بسبب افتقار "الأزوري" لجيل ذهبي مثل عام 2006 و2000 و1998 وغيرها من السنوات الذهبية التي عرفتها الكرة الإيطالية. لكن المثير أن هذه الأسماء تقدم مع الأندية التي تلعب معها حالياً عروضاً كروية أكثر من رائعة، وأكدت جهوزيتها لخوض الملحق من خلال الأداء الباهر خصوصاً من قبل المهاجمين.

بدايةً من آخر المستعدين إلى المنتخب الإيطالي، سيموني زازا، الذي يُنافس ميسي على لقب الهداف في الدوري الإسباني، حيثُ سجل مع فالنسيا حتى الآن تسعة أهداف في 11 مباراة. أما إينسينيي في نابولي فظهر بأداء رائع ومُميز ونتائج فريق الجنوب الإيطالي خير دليل على أن خط الهجوم في نابولي بقيادة هذا اللاعب يعيش أفضل مواسمه الكروية.

ولا يمكن إغفال دور فيراتي الكبير في نتائج باريس سان جيرمان الفرنسي وتألقه في خط الوسط بشكل واضح، هذا بالإضافة إلى استعراض نجوم فريق لاتسيو بقيادة المهاجم إيموبيلي والذي يُسجل الهدف تلو الآخر، ويؤكد أحقيته بقيادة هجوم "الأزوري" في مباراة السويد الأولى.

وهناك في تشيلسي لاعب اسمه زاباكوستا الذي أصبح واحداً من نجوم "البريميرليغ"، ويُعتبر من أفضل الأجنحة في المنتخب الإيطالي حالياً، هذا عدا عن تألق أنطونيو كاندريفا مع إنتر ميلان الذي يُنافس على لقب الدوري الإيطالي في موسم 2017-2018، وعودة كُل من الشعراوي وبيرناردسكي إلى الظهور اللافت مع يوفنتوس وروما.

وفي خط الدفاع الأسماء ثابتة لا تتغير من كيليني مروراً بارزاغلي وبونوتشي ودارميان والأسماء الجديدة التي تمنح دفاع "الأزوري" قيمة كبيرة، وأخيراً حراسة المرمى تبدو بألف خير بوجود بوفون في الصف الأول والحارس الشاب دوناروما في الصف الثاني.

هجوم ضد دفاع؟
تبدلت فلسفة إيطاليا في السنوات الأخيرة، ولم يعد ذلك المنتخب الذي يدافع من أجل الفوز، خصوصاً ما حصل مع "الأزوري" بقيادة كونتي في يورو 2016. إيطاليا تُهاجم اليوم قبل أن تُدافع وهذه السمة لن تتغير مهما تبدلت الأسماء لأنها ميزة "الأزوري" تاريخياً.

المواجهة أمام السويد لن تكون سهلة للدفاع الإيطالي في ظل هجوم سويدي ناري سجل 26 هدفاً في التصفيات خلال عشر مباريات وتلقت شباكها تسعة أهداف، في وقت سجلت إيطاليا 21 هدفاً وتلقت شباكها ثمانية أهداف في 10 مباريات. وهذه الأرقام تُظهر التقارب الكبير بين المنتخبين هجومياً ودفاعياً، الأمر الذي يعني أن لا أفضلية لمنتخب على الآخر والمباراتان مفتوحتان على جميع الخيارات.

السويد ستلعب بكل ما تملك في المباراة الأولى لأنها غائبة عن الحدث الرياضي الكبير منذ 11 سنة تقريباً وتريد العودة إلى أفضل 32 منتخباً في العالم مع بداية عام 2018، ولا تريد تفويت الفرصة، والتفكير في التأهل إلى يورو 2020، لأن التواجد في بطولة كأس العالم هو حلم أي بلد ولا يُقارن بأي بطولة قارية أخرى.

في النهاية إيطاليا هي إيطاليا في المباريات الكبيرة والسويد المنتخب الذي يقهر "الأزوري" دائماً، الكرة في ملعب المنتخبين والأفضل سيحجز مقعداً له في "الكرملين" يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول في قرعة المونديال التي يجريها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

المساهمون