(كتاب رونالدو 10) الرجل الجديد وصدام مع مورينيو

(كتاب رونالدو 10) الرجل الجديد وصدام مع مورينيو

24 يوليو 2016
+ الخط -


تبادل روني وكريستيانو الرسائل طوال الصيف. يؤمن فيرغسون بأن تصرف المهاجم الإنكليزي كان ما أنقذ العلاقة بين الثنائي. ظهر مقترح بأن يظهر اللاعبان معا في حوار تلفزيوني لإسكات أي هستيريا متعلقة بموضوع الطرد والغمزة، ولكن في النهاية تم استبعاده لأن هذا سيجعل الأمر مصطنعاً جدا.

استمر هجوم الصحافة في إنكلترا لدرجة أن رونالدو قال "إذا لم يتغير الوضع قد لا أعود لمانشستر يونايتد. لم أحصل على أي دعم من النادي أو المدرب بخصوص الأمر".

كان هناك ناديان ينتظران هذه الفرصة أو هكذا قال لنفسه "ريال مدريد أم برشلونة؟". لن تخرج الأمور عن أحدهما وهكذا في العطلة بدأ الحديث مع جورجي مينديش الذي قال له إن الشيء الصحيح الذي يجب فعله هو البقاء في مانشستر.

مرت الأسابيع ولم يتلق رونالدو مكالمة من فيرغسون، فيما ظن الأخير أن الأول لا يرد على مكالماته. الحقيقة؟ رقم هاتف اللاعب تغير وفيرغسون لم يعرف هذا إلا في وقت متأخر، ولكن تم الاتفاق على اجتماع الكل في البرتغال.

"أنت واحد من أشجع اللاعبين الذين قدموا لمانشستر يونايتد، ولكن الرحيل ليس شجاعة".. هذه كانت بداية كلمات فيرغسون التي أخبره فيها بقصة مشابهة مر بها بيكهام عقب طرده أمام الأرجنتين في كأس العالم 1998 حينما خرجت إنكلترا من البطولة. "علقوا له المشانق في كل لندن. جسدوا الشيطان في شخصه، ولكنه تحلى بالرجولة للكفاح".

أخبره الأسكتلندي بالخلاصة: الجميع ينبح ولكن لا أحد يعض. "لن يقدروا على فعل شيء لك". هذه كانت آخر الكلمات التي قالها فيرغسون. وبعدها خرجت تصريحات رونالدو للصحافة "لا يوجد سبب لدي للرحيل عن النادي الذي دعمني دائما. كل شيء سيتحدد الأسبوع المقبل".

لاحقا وحينما عاد كريستيانو لمانشستر استدعاه فيرغسون هو وروني وجاري نيفيل إلى مكتبه وتحدث مرة أخيرة للتأكد من تصفية الأجواء. في غرفة الملابس لم يتعد الأمر سوى بعض المزحات مثل جلب قفازي ملاكمة لكي يتشاجرا معا، ولكن رونالدو لم يتأثر ووثق في مدرب لياقته البدنية فالتر دي سالفو الذي قال له "لا تستمع للناس. افعل ما تعرفه على أرض الملعب. أظهر شجاعتك الكبيرة". وكان هذا ما حدث.

الرجل الجديد ضد العالم بأكمله
ظهر رونالدو كرجل جديد. نضج. ارتفعت أكتافه وانتفخ صدره وزادت قوة ذراعيه وساقيه عن قبل. إذا كان قد تحول من فتى إلى رجل في 2004 فإنه تجاوز ذلك الحد بكثير في 2006. كان عينة نموذجية للبدن المثالي. ضخم ومستعد للمعاركة وتجمعه علاقة جيدة بروني لأن فيرغسون تمكن من تحقيق ما كان يرغب فيه: غرفة ملابس موحدة وشعور بأن العالم كله يسير ضد مانشستر يونايتد.

انتظرت الصحافة أول مباراة في الموسم، فما الذي سيفعله كريستيانو وروني؟ فاز مانشستر يونايتد بخمسة أهداف لواحد: سجل روني مرتين ورونالدو أحرز الهدف الرابع بصناعة من الأول واحتفل كلاهما معا. كل الأمور كانت بخير.

تعلقت المشكلة الكبرى بالمباريات التي أقيمت خارج أولد ترافورد. لم ينس أحد في إنكلترا الطرد والغمزة. أصبح السباب وصافرات الاستهجان ضد رونالدو من المسلمات أثناء الإحماء والمباريات. كانت أول مباراة للفريق بلندن أمام تشارلتون. جماهير العاصمة هي الأكثر ارتباطا بالمنتخب. كانت الأمور قاسية.

يكفي القول إن أحد جماهير تشارلتون قضى الشوط الأول بأكمله وهو يسب رونالدو، وكانت الأكثر أدبا بينها: "البرتغالي ابن الزنا". قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق تلقى كريستيانو الكرة وراوغ حوالي أربعة لاعبين ثم سددها. يتذكر فيرغسون جيدا في كتابه أن ذلك المشجع "لم ينهض من مقعده مجددا لأنه عرف أن ذلك السباب حمسه".

هدأ تركيز الصحافة على واقعة كأس العالم وبدأ الاهتمام ينصب على محاولة مانشستر يونايتد خطف اللقب من تشيلسي. كان الفريق الذي يقوده فيرغسون، وبالأخص كريستيانو، يشعر بنهم كبير للنجاح ولعبوا بشكل استثنائي. يذهب غاري نيفيل بعيدا للغاية، حينما يقول إن "بداية ذلك الموسم كانت أفضل ستة أشهر لي في مان يونايتد".

بدأت الأجواء الساخنة في ملاعب باقي الفرق ضد رونالدو بالهدوء، بعدما ظهر أن الأخير يتغذى على العداء ويحوله لطاقة إيجابية، فيما ظل ملعب أولد ترافورد وفيا لرجاله. كان هذا هو الإعلان الحقيقي عن ولادة أسطورة لم يكن يؤمن الجميع بنجاحها.

يقول غاري نيفيل "ظننت أنه لن يتخذ قرار فهم وتقدير باقي زملاء الفريق"، ولكنه يشير إلى مباراة جعلته يغير رأيه في الأمر، بل وربما مفهومه عن كرة القدم. كانت أمام فولهام في فبراير 2007 ولم يكن يستطيع اللعب بسبب الإصابة ومانشستر يونايتد كان على وشك خسارة ثلاث نقاط في ملعب كارفين كوتاج، ولكن كريستيانو ظهر فجأة وسجل هدف الفوز.

يقول غاري نيفيل "إنه يسجل ذلك الهدف الذي يجعلك تفوز باللقب. اللاعبون المهمون فقط من يفعلون هذا حينما تحتاجه. هذه المباراة كانت لحظة ضخمة بالنسبة له. في نهاية الموسم هذه نوعية المباريات التي تتذكرها غرف الملابس. جعلني أغير طريقة تفكيري. علمني أنه من الممكن أقلمة الطموح الفردي الموجود لديه على أهداف الفريق ليسير الأمران بطريقة متوازية"، لذا فإن رونالدو أصبح أقل فنية وأكثر فاعلية.

يضيف نيفيل "كان بإمكانه فعل ما يشاء وعلى بقيتنا التعامل مع الأمر. كنا نقوم بتغييرات من أجله. هل فعل مانشستر يونايتد هذا لأي من اللاعبين الذين تواجدت معهم في النادي؟ لا! بل وحتى مع كانتونا. علمت في النهاية معنى عبارة (الماء الكثير يقتل النبات). كان ماهرا للغاية".

أصبح رونالدو ماكينة صانعة للفرص. كان يشعر بالنهم ولديه الفنيات والمقاومة والسرعة والقوة المتفجرة والقدرة على تسجيل الأهداف وبدأ في التحول إلى صانع الفوز بمفرده. التف لاعبو الفريق حوله وتعلم منافسوه أن الترهيب البدني لم يكن كافيا لأنه أصبح قادرا على التعامل معه.

جاري نيفيل نفسه أدرك هذا في التدريبات وبسبب سرعة رونالدو كان يقول وهو يعض على شفتيه "سأتقاعد قريبا. لا أحد يقدر على التعامل مع هذا".

صدام مع مورينيو ونتائج رائعة
تناولت مئات من صفحات الجرائد حرب التصريحات بين رونالدو ومورينيو الذي اتهم الحكام بالوقوف بجانب مانشستر يونايتد. قال كريستيانو "إنه لا يعترف أبدا حينما يخطئ"، فيما دعا جوزيه مواطنه ضمنيا بالكاذب، حين قال "إذا كان يقول إن حصول مانشستر يونايتد على ركلات جزاء غير صحيحة مجرد افتراء، فهو يكذب".

لم تقتصر المشكلة على ذلك، فقد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما قال "ربما يأتي هذا الأمر بسبب طفولته الصعبة وعدم حصوله على التربية المناسبة".

انتهى الصدام في النهاية بكريستيانو ضاحكاً، لأن مانشستر يونايتد فاز باللقب. حدث هذا حينما كان جالسا على أريكة بصحبة نسيبه زيه حينما فشل تشيلسي في الفوز على أرسنال بملعب الإمارات ليتأكد فوز فريقه باللقب.

في دوري الأبطال خرج الفريق من نصف النهائي أمام إيه سي ميلان الإيطالي، وفي نهائي كأس الاتحاد أمام تشيلسي خسر الفريق بهدف نظيف في الوقت الاضافي سجله الايفواري ديدييه دروجبا.

كان موسم 2006-2007 رائعا بالنسبة لرونالدو. لم يسجل من قبل هذا القدر من الأهداف:23 في كل المسابقات بخلاف صناعة 13، وهو نفس الرقم الذي صنعه سيسك فابريغاس مع أرسنال حينها.

المساهمون