كلاسيكو إنكلترا خير مثال.. الضغط وحده لا يصنع انتصاراً

كلاسيكو إنكلترا خير مثال.. الضغط وحده لا يصنع انتصاراً

19 أكتوبر 2016
قمة سلبية بين مانشستر وليفربول (Getty)
+ الخط -


انتظر مشجعو الكرة قمة ليفربول ومانشستر يونايتد بالبريمييرليغ هذا الأسبوع، لكن المباراة انتهت بدون أهداف، مع ندرة واضحة للفرص من الفريقين، لتتحول الإثارة إلى خارج الملعب بين جمهور الفريقين، حيث اتهم عشاق الليفر مورينيو وفريقه بالملل، ليرد مشجعو الأولد ترافورد بأن فريقهم حصل من هذه المباراة على ما يريد، نقطة من قلب ملعب الأنفيلد.

السلاح الأشهر
يهتم كل المدربين الجدد بلعبة الضغط، السلاح الذي يعتمد عليه معظم الكبار في أوروبا، لدرجة أن بعض المدربين وصلوا إلى القمة سريعا عن طريق هذا الخيار، مثل بيب غوارديولا مع برشلونة في الفترة التاريخية ما بين 2008 إلى 2012، ويورغن كلوب الذي اخترق الأجواء الأوروبية سريعا برفقة دورتموند بتكتيكه المعروف باسم الضغط العكسي أو "الجيجن برسينج".

يقدم ليفربول موسما مميزا جدا مع كلوب، مع الضغط المستمر على المنافسين وصناعة أكبر عدد ممكن من الفرص، ويستخدم لتحقيق ذلك أسماء تناسب شخصيته في منطقة الوسط، كآدم لالانا وفينالدوم وساديو ماني وهندرسون، مجموعة تجيد التحولات من الدفاع إلى الهجوم والعكس.

لمواجهة ذلك، لعب مورينيو بخط وسط ثلاثي في الأنفيلد، فيلايني للتغطية خلف الوسط ولإضافة خط تأمين آخر أمام الدفاع، لكن الشيء الواجب ذكره هو عدم قيام ثنائي دفاع اليونايتد بلعب أي تمريرة أمامية أو حتى خلفية طوال التسعين دقيقة! إنها إحصائية صادمة، لأن الخريطة الحرارية لفريق المدرب البرتغالي أوضحت قيام بايلي وسمولينغ بقطع الكرات ولعب الكرات الهوائية فقط، دون أي تدخل في عملية البناء من الخلف.



الضغط يحكم
ذهب مورينيو إلى هذا الحرص الشديد بسبب ضغط منافسه، فالرجل الخاص يدرك جيدا أن كل هفوة يرتكبها فريقه في منتصف ملعبه تعني هجمة خطيرة لأصحاب الأرض، وفي المقابل هذه العبارة بمثابة الخطة الرئيسية للتكتيكي الألماني، فكلوب يعتمد بشكل أساسي على قطع الكرة في مناطق قريبة من مرمى الخصم، من أجل لعب مجموعة تمريرات عمودية سريعة، ومن ثم تسجيل هدف خاطف.

وقدم ليفربول مباراة أفضل بعد خروج ستوريدج، لأن نظام يورغن يعتبر أقوى من دون لاعب صريح في المركز 9، لأن الخطة تتحول إلى 4-6-0 بدون مهاجم، من خلال عودة فيرمينو إلى منطقة الوسط برفقة ثلاثي الارتكاز وثنائي الأطراف، 6 مراكز تدعم الضغط الراديكالي العنيف داخل الثلث الأخير من الملعب.

وتزيد أهمية الاستحواذ في الكرة، حيث إن الفريق الأكثر حصولا على الكرة يملك الفرصة الأكبر للنيل من منافسه، لكن هناك أساليب أخرى مهمة للهجوم، تبدأ بمحاولة خنق الفريق المستحوذ على الكرة، وإجباره على التصرف بشيء من التسرع، ومن أجل ذلك، لا صوت يعلو فوق "التمركز"، الأداة الأهم على الإطلاق في الكرة الحديثة.

حديث إيمري
تداول المهتمون بالتكتيك مقطع فيديو مهم لأوناي إيمري، وهو يشرح للاعبي باريس سان جيرمان بعض الأمور الفنية، من خلال أحداث مباراتهم ضد بوردو والتي انتهت بفوز فريق العاصمة. تحدث المدرب الإسباني عن أهمية التمركز لنجومه، مؤكدا أنه أهم جزء في عملية الاستحواذ، من أجل القيام بهجوم مؤثر وفي الوقت نفسه تطبيق ضغط مرتد في حالة فقدان الكرة.



يقول إيمري: "يجب أن يقوم اللاعبون بالضغط بمجرد خسارتهم الكرة، والأهم عنصر السرعة في تحقيق ذلك، مع استغلال المساحات التي يتركها الخصم. ومن أجل ذلك على كل لاعب ضبط تمركزه دون الكرة، وعليه اتخاذ القرار في جزء من الثانية، بمعنى أن يكون جاهزا في أي وقت للتعامل مع الفراغ، حتى قبل فقدان الهجمة".

يبدأ الضغط سريعا عن طريق أقرب لاعب للكرة، لكن هذا ليس كافيا أبدا، لأن الأهم تمركز بقية الفريق لغلق كافة زوايا التمرير أمام حامل الكرة، مع توفير الغطاء الكامل للزميل من الخلف، حتى يستطيع الركض بأقصى سرعة نحو الكرة، وفي ظهره لاعب آخر أو حتى ظل له، حتى يستعد الفريق ككل بأكثر من خط لكسر الهجمة في ثوان معدودة.



وبالتالي، فإن الضغط بمفرده لا يساوي شيئا أبدا، فيمكن لأي فريق الضغط بـ9 لاعبين دفعة واحدة، لكن تمركز هؤلاء التسعة ليس مثاليا، أي سينجح المنافس في إخراج الكرة بسهولة، لأن عملية "التمركز" لم تتم بطريقة ناجحة. ويذهب إيمري إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما يصر على أهمية هذا السلاح في تحقيق هجوم فعال بعد استعادة الكرة من جديد.

يشير المدرب إلى أن اللاعب المتمركز على حافة منطقة الجزاء، لوكاس، كان يجب عليه العودة إلى مكان السهم خارج غابة السيقان، حتى يساعد حامل الكرة على التصرف بأريحية، لكن هذا لم يحدث ليفقد دي ماريا الهجمة بمجرد البدء فيها.

لذلك من أجل دراسة خطة أي مدرب كبير، يجب الاهتمام بأدوات عديدة لا ترتبط فقط بالاستحواذ أو حتى الضغط، فليفربول لم يهزم اليونايتد لأن ضغط كلوب كان ضعيفا، بل دار كل شيء حول التمركز، السيئ من جانب ليفربول في معظم محاولاته داخل منتصف ملعب اليونايتد.

المساهمون