10 أندية أوروبية ألقابها القارية أكثر من بطولاتها المحلية
استمع إلى الملخص
- أندية إنجليزية أخرى مثل توتنهام ونوتنغهام فورست وويستهام يونايتد تشارك تشلسي في هذه المفارقة، حيث حققت نجاحات قارية تفوق إنجازاتها المحلية، مما يعكس تحولها إلى قوى قارية.
- أندية أوروبية مثل آينتراخت فرانكفورت وبارما وأتلانتا وإشبيلية وريال سرقسطة وفياريال تبرز أيضاً بنجاحاتها القارية رغم تواضع إنجازاتها المحلية.
كتب نادي تشلسي الإنكليزي صفحة جديدة من تاريخه المجيد، بعدما تُوّج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي للمرة الأولى، إثر فوزه العريض على ريال بيتيس الإسباني بنتيجة (4-1)، في النهائي، الذي جرى الأربعاء الماضي على أرضية ملعب فروتسواف في بولندا، وبهذا الإنجاز، أصبح "البلوز" أول نادٍ أوروبي يُتوّج بجميع البطولات القارية الرسمية، وهي دوري الأبطال، ومسابقة الدوري الأوروبي، وكأس الكؤوس، والسوبر الأوروبي، ودوري المؤتمر، ولكن المفارقة الكبرى أن سجله الأوروبي يفوق عدد مرات تتويجه بالدوري المحلي، لينضم إلى قائمة خاصة ومفاجئة من الأندية، التي حصدت مجداً قارياً أكثر من أمجادها المحلية.
وفي هذا الإطار، سلّطت صحيفة ليكيب الفرنسية، أمس الخميس، الضوء على هذه المفارقة الغريبة في كرة القدم الأوروبية، إذ يتصدر فريق تشلسي هذه القائمة الفريدة، بعد أن أكمل عقد ألقابه الأوروبية، فالنادي اللندني كان ينقصه فقط دوري المؤتمر الأوروبي لإكمال باقة تتويجاته، ليصبح رمزاً للأندية، التي صنعت لنفسها اسماً لامعاً في البطولات الأوروبية، رغم أن رصيدها في سباقات الدوري المحلي لا يعكس دائماً حجم هذه النجاحات.
وحقق نادي تشلسي هذه المعادلة، بعدما أحرز دوري أبطال أوروبا مرتين في عامي 2012 و2021، وكأس الكؤوس الأوروبية في 1971 و1998، والدوري الأوروبي في 2013 و2019، وأخيراً حصد بطولة دوري المؤتمر الأوروبي في 2025، كما سبق أن نال لقب السوبر الأوروبي مرتين في 1998 و2021، ويعني هذا تسعة ألقاب قارية في المجمل، بينما لم يُتوّج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز سوى ست مرات فقط، جاءت في أعوام: 1955 و2005 و2006 و2010 و2015 و2017، وهو ما يبرز المفارقة اللافتة في تاريخه الكروي.
وانضم نادي توتنهام الإنكليزي، هو الآخر، إلى هذه المفارقة، فقد تُوّج "السبيرز" بلقبهم الثالث في الدوري الأوروبي، بعد الفوز على مانشستر يونايتد بنتيجة 1-0 في نهائي مثير أُقيم في بلباو قبل أيام قليلة، ويُضاف هذا الإنجاز إلى لقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1963، وكأس الاتحاد الأوروبي بمسماه القديم مرتين عامي 1972 و1984، ليصبح رصيد الفريق الأوروبي أكبر من تتويجاته المحلية، التي اقتصرت على لقبين فقط في الدوري، تحققا عامي 1951 و1961، ما يعكس تحوّل النادي إلى قوة قارية رغم صيامه المحلي الطويل.
وتُعتبر الأندية الإنكليزية الأكثر ظهوراً في القائمة، إذ إن فريق نوتنغهام فورست هو مثال آخر على هذه المفارقة العجيبة، وقد سبق أن حقق النادي إنجازاً استثنائياً في أواخر السبعينيات، حين تُوّج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين عامي 1979 و1980، وذلك بعد عام واحد فقط من تتويجه بلقبه الوحيد في الدوري الإنكليزي عام 1978، لتبقى بصمته الأوروبية أكبر من سجله المحلي.
ويتعلّق الأمر ذاته بنادي ويستهام يونايتد الإنكليزي، الذي عاد إلى منصة التتويج الأوروبية بعد غياب طويل، حين فاز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي في عام 2023، متجاوزاً عقبة فريق فيورنتينا الإيطالي بنتيجة 2-1، وجاء هذا اللقب بعد أكثر من نصف قرن على أول إنجاز أوروبي للفريق اللندني، حين نال كأس الكؤوس عام 1965، ومع عدم فوزه بأي لقب دوري، وبلوغه المركز الثالث فقط في 1986، تبقى إنجازاته القارية أكثر بريقاً.
كما لم تغب أندية الدوري الألماني عن هذه القائمة، إذ ينضم نادي آينتراخت فرانكفورت إلى هذه المفارقة، بعد أن سبق له التتويج بلقب الدوري الأوروبي لكرة القدم مرتين، الأولى في عام 1980 والثانية في 2022، بينما لا يملك سوى لقب دوري محلي واحد حققه في عام 1959، وتُظهر هذه المفارقة كيف أن النادي تألق أوروبياً أكثر مما فعل على المستوى المحلي في مسابقة "البوندسليغا".
أما في إيطاليا، فيبرز نادي بارما مثالا صارخا على هذا التناقض، فالفريق الذي لمع نجمه في تسعينيات القرن الماضي، فاز بكأس الكؤوس الأوروبية في 1993، ولقبين في الدوري الأوروبي عامي 1995 و1999، بالإضافة إلى نيله لقب كأس السوبر الأوروبي في 1993، ورغم هذه الإنجازات، فإن الفريق لم ينجح قط في الفوز بلقب الدوري الإيطالي، لتظل إنجازاته محصورة في أوروبا.
وينطبق الأمر نفسه مع فريق أتلانتا، الذي أفسد حلم باير ليفركوزن الألماني في الموسم الماضي 2023-2024، بعد أن نجح في حصد أول لقب أوروبي في تاريخه، إثر فوز كاسح بثلاثية نظيفة قادها النجم النيجيري، أديمولا لوكمان (27 عاماً)، بـ "هاتريك" تاريخي في نهائي الدوري الأوروبي، ورغم هذا المجد الأوروبي، لم يتمكن النادي من نيل لقب الدوري الإيطالي في أي مناسبة، ليبقى الإنجاز القاري فريداً في سجله.
ومن جانبه، يُعد نادي إشبيلية الإسباني بطل الدوري الأوروبي دون منازع، فالفريق الأندلسي حصد اللقب سبع مرات، أعوام: 2006 و2007 و2014 و2015 و2016، و2020 و2023، في إنجاز لم يسبق لأي نادٍ تحقيقه، كما نال كأس السوبر الأوروبي في 2006، ورغم هذا التاريخ الباهر، فإن الفريق لم يُتوج بلقب الدوري الإسباني سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك في عام 1946، وهو ما يُظهر تميّز سجله القاري.
كما لا يملك نادي ريال سرقسطة أي لقب دوري في إسبانيا، لكنه دخل تاريخ البطولات الأوروبية من أوسع أبوابه، وذلك عندما تمكن من الفوز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1995، وجاء ذلك على حساب أرسنال الإنكليزي في المباراة النهائية، التي أُقيمت على ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس، ليحصد لقبه الأوروبي الوحيد ويخلّده في ذاكرة الجماهير رغم غياب التتويجات المحلية.
وأخيراً، فإن نادي فياريال الإسباني، الذي لم يعرف طعم التتويج بلقب "الليغا"، صنع معجزة في موسم 2020-2021، حين تُوّج بلقب الدوري الأوروبي لكرة القدم بعد مباراة درامية أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي، انتهت بالفوز بركلات الترجيح (11-10)، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل منهما، وبهذا الإنجاز، كتب النادي اسمه بأحرف ذهبية في سجل البطولات القارية، رغم صيامه المحلي.