نجح فريق الوداد الرياضي في تخطي عقبة ضيفه سيمبا التنزاني، الجمعة، بركلات الترجيح (4-3)، بعدما انتهت المواجهة بين الفريقين بالتعادل (1-1)، في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ضمن الدور ربع نهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا.
ولم يكن بطل أفريقيا الموسم الماضي، ليحقق التأهل إلى نصف نهائي هذه المسابقة، لولا تألق حارسه يوسف مطيع، الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين، وأيضاً تدخلاته الناجحة في معظم فترات المباراة، ليؤكد بذلك أنه ليس البديل المناسب للحارس المصاب، رضا التكناوتي، فحسب، بل مرشح بقوة لانتزاع الرسمية منه.
ولعل مقولة "من رحم المعاناة يولد الأبطال" تنطبق على الحارس المغربي، يوسف مطيع، الذي عانى ظروفاً اجتماعية ومادية قاسية قبل أربع سنوات، وكادت تنهي مسيرته الكروية في سنّ 24 سنة فقط.
انطلقت معاناة مطيع مع معظم الأندية التي لعب في صفوفها في بداية مسيرته الكروية كحارس واعد، إلا أنه لم ينل حظه من التقدير والاعتراف، رغم المؤهلات الجيدة التي يملكها، ليقرر في 23 أغسطس من عام 2019 اتخاذ خطوة مفاجئة بإعلان اعتزاله ممارسة الكرة بصفة نهائية.
وكتب الحارس مطيع حينذاك رسالة اعتزاله بخط يده إلى رئيس فريق الاتحاد البيضاوي، عبد الرزاق المنفلوطي، وأعلن فيها اعتزاله كرة القدم رسمياً، لأسباب وصفها بالمادية.
ووفقاً لذلك انقطع هذا الحارس عن التدريبات واختفى عن الأنظار، قبل أن يقنعه هشام آيت منا، رئيس شباب المحمدية، بالتوقيع لفريقه، الصاعد للتو إلى حظيرة أندية النخبة، ومنه في صفقة العمر إلى الوداد الرياضي، بموجب عقد يمتد أربع سنوات.
وبعد عدة مباريات خاضها الحارس مطيع كاحتياطي في صفوف فريق الوداد، سيتمكن من اللعب في التشكيلة الأساسية قريباً، بعدما استغل غياب الحارس الرسمي، رضا التكناوتي، عن الملاعب، بداعي الإصابة.
ونصّب مطيع، البالغ من العمر 28 سنة، نفسه بطلاً شعبياً وعنصراً مهماً في تشكيلة فريق الوداد في أغلب المباريات، ولا سيما في لقاء سيمبا التنزاني، الجمعة، الذي تألق فيه بشكل لافت، بتصديه لركلتين ترجيحيتين، وقبل ذلك كان وراء تأهل فريقه إلى الدور ربع النهائي لكأس العرش، بعدما تصدى لـ3 ركلات ترجيحية.