Skip to main content
يورو في 11 مدينة.. نسخة 2020 الأولى والأخيرة
العربي الجديد ــ لندن

منتخبا إيطاليا وإنكلترا لم يسافرا كثيراً في اليورو (Getty)

كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، المبادر إلى إحداث تعديلات على المسابقات التي يشرف عليها، وعادة ما تعمد بقية الاتحادات إلى السير على خطى ما يقوم به من تحسينات، مثل رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات التي اعتمدت منذ نسخة فرنسا 2016.

وكانت نسخة 2020، مختلفة بكل المقاييس عن الدورات السابقة، وستبقى تاريخيةً نظراً إلى التعديلات التي شملتها، إذ إنّها أول بطولة في العالم لا تُنسب إلى بلد واحدٍ بعد قرار توزيع المباريات على عدد من البلدان، ليكون تنظيم البطولة مشتركاً بين 11 دولةً، وهو ما جعل هذه النسخة مختلفةً بالكامل وستحتاج إلى مراجعات كثيرة.

ويبدو منذ الوهلة الأولى، أن هذه الفكرة لن تجد تجاوباً كبيراً في المستقبل من قبل الاتحاد الأوروبي، بعد أن خلص أكثر المتابعين إلى أن نظام البطولة يخدم منتخباتٍ على حساب أخرى، وهنا كان المنتخب الإنكليزي المعني، بما أنّه تمتع بامتيازات عن بقية المنتخبات المشاركة.

فالمنتخب الإنكليزي خاض كل مبارياته تقريباً على ملعبه وأمام جماهيره، باستثناء الدور ربع النهائي، وهذا ما جعله في موقف قوة قياساً بكل المنتخبات الأخرى. ويظهر من خلال تصريح قائد منتخب إيطاليا جورجيو كيلليني، أن عامل الميدان ساهم بقدرٍ كبيرٍ في وصول منتخب الأسود الثلاثة إلى النهائي إذ لعب 6 مباريات أمام جماهيره، وبالتالي كان في وضع أفضل من كل المنافسين.

أمّا المشكلة الثانية، التي طرحتها هذه النسخة 2020، فهي المسافات الطويلة التي قطعتها بعض المنتخبات من أجل خوض المباريات، خاصة منها المباريات في روسيا أو أذربيجان، فمنتخب سويسرا قطع في الدور الأول مسافة تجاوزت 10 آلاف كيلومتر، بينما قطع منتخبا بلجيكا وبولندا مسافة تجاوزت 9 آلاف كيلومتر، وهو ما جعل الجماهير تنتقد الصعوبات التي تجدها للوصول إلى مختلف المدن، إضافة إلى اللخبطة الكبيرة بخصوص اختلاف الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا.

وقد استفاد منتخب إيطاليا نسبياً من هذه الأفضلية، إذ إنّه لم يلعب في مدن متباعدة، والمنتخبان اللذان لم يسافرا كثيراً وصلا إلى النهائي في وقت قطعت فيه منتخبات أخرى مسافات كبيرة، كما تسبب النظام الجديد في مشاكل للجماهير التي كانت مجبرة على التنقل بين مدن عديدة بشكل متواصل من أجل متابعة المباريات، وهي سفرات طويلة ومرهقة في الآن نفسه، كما أنها مكلفة بحكم ضرورة تغيير الأماكن بشكل دوري.

وفي غياب العدل بين المشاركين، فإن الاتحاد الأوروبي مجبر على تعديل هذا النظام، بما يسمح بتوفير فرص متكافئة أمام المنتخبات كلها، ويتضح من تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفرين أن التجربة كانت فاشلةً، ولا مجال لاعتمادها مجدداً خلال النسخ القادمة، لأنها لا تضمن التساوي بين المنتخبات، إضافة إلى المشاكل الكبيرة التي تسببت بها على المستوى اللوجستي من خلال تأمين نقل المعدات التقنية وغيرها من الوسائل التي تحتاجها بطولة في حجم اليورو.

ولئن لم يفصح رئيس "يويفا" عن نيات الاتحاد بالنسبة إلى البطولة القادمة إلا أن المؤكد أن تنظيم البطولة بين 10 دولٍ لم يعد ممكناً بالمرة، خاصة بعد إقرار إقامة مباريات نصف النهائي والنهائي في ويمبلي في لندن، وقد نشهد العودة إلى التنظيم الأحادي أو المشترك، وهي طريقة تبدو الأنسب وتخدم مصلحة كل المنتخبات وتجعل فرص النجاح أكبر.