بعد تأكيد رحيل ميسي نهاية الموسم إلى وجهة لم تتحدد رسمياً بعد، يبدو أن الدور جاء على نيمار ليغادر الفريق "الباريسي"، رغم أن عقده لن ينتهي قبل صيف عام 2027، لكن إدارة النادي تريد التخلص منه ومن راتبه المرتفع بعد تراجع مستواه، وإصاباته المتكررة التي تبعده عن الملاعب كل مرة، إضافة إلى تدهور علاقاته مع زملائه وجماهير الفريق الذين وصل بهم الأمر إلى التظاهر أمام منزله ومطالبته بالرحيل.
ودفعت هذه الأمور محيط اللاعب للتفكير جدياً في المغادرة إلى وجهة لم تتحدد بسبب التكلفة العالية للصفقة، وراتبه الكبير الذي يصعب دفعه، إلا إذا وافق اللاعب على المطالب بتخفيض راتبه، وتحسين عقليته وسلوكياته التي أثرت في مردوده وسمعته.
ومن المؤكد أن النادي "الباريسي" يفكر في موسم جديد بقيادة نجم وحيد اسمه، مبابي، دون ميسي، ونيمار الذي كان على مدى موسمين ماضيين يرفض الرحيل، لكن بعد الذي حدث مع ميسي، ومنذ أن صار المطلب جماهيرياً بعد الخروج المبكر من دوري الأبطال، بدأ اللاعب يفكر في المغادرة، خصوصاً بعد أن تبين أن الإدارة تريد بناء فريق جديد من دونه.
لكن حتى الآن لم يبدِ أي فريق رغبته في الاستفادة من خدماته حتى ولو على سبيل الإعارة، لأسباب مادية بالدرجة الأولى بسبب راتبه المرتفع، وحاجة الفريق إلى أموال تسمح له بخوض الميركاتو الصيفي دون خوف من تجاوز قاعدة اللعب النظيف التي تفرض على النوادي عدم تجاوز الإنفاق حدود المداخيل، خاصة أن النادي "الباريسي" يسعى لإجراء تعاقدات نوعية تتطلب أموالاً كثيرة.
وتحدثت وسائل إعلام بريطانية عن اهتمام فريق نيوكاسل بانتداب نيمار إذا أنهى الموسم الحالي ضمن الأربعة المتأهلين إلى مسابقة دوري الأبطال، كما أن المدرب المقبل لتشلسي، ماوريسيو بوتشيتينو، أبدى اهتمامه باللاعب، إضافة إلى فريقه السابق برشلونة الذي يفكر من الآن في بديل لميسي إذا فضل الالتحاق بالمملكة السعودية حتى ولو على سبيل الإعارة، بسبب راتبه المرتفع والصعوبات المالية التي يعاني منها الفريق الكتالوني، رغم تقليص عدد موظفيه ورواتبهم، وتقليص رواتب العديد من اللاعبين.
لكن كل شيء يبقى متوقفاً على مصير ميسي، في وقت بدأت بعض التسريبات تتحدث عن اهتمام سعودي بنيمار، ليكتمل النصاب باستقدام 3 من أفضل لاعبي العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
ويبدو أن ملف الصفقة ثقيل ومعقد بين فريق لا يريد استمرار نيمار، ولاعب لم يعد يرغب في البقاء، وأندية لم تعد ترغب في التعاقد معه لأسباب مادية، وأخرى فنية بسبب تراجع مردوده وكثرة إصاباته، لذلك تبدو الإعارة هي الأقرب إلى التحقق حتى يتخلص "الباريسي" من راتبه ويتخلص مبابي من وجع رأس كان يزعجه، ويجد اللاعب منفذاً يسمح له بالعودة إلى الواجهة كروياً، خصوصاً أنه يبقى واحداً من أفضل اللاعبين في العالم، وبإمكانه أن يلعب ويبدع في أي فريق أوروبي إذا تخلص من نزواته وأنانيته على أرض الملعب وخارجه، وخصوصاً إذا انضم إلى بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز، سواء مع تشلسي المتراجع، أو نيوكاسل الذي ربما يسمح للاعب بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا، في حين ستكون العودة إلى برشلونة ممكنة وليست مستحيلة.
أما إذا اضطر للبقاء في باريس، وسط رفض الإدارة والمدرب والجماهير، فإن نيمار سيتحول إلى مشكلة فنية ومادية، في فريق يسعى لتوفير ظروف جديدة تسمح له باستعادة توازنه واستقراره، بعد فشل سياسة التعاقد مع عدد كبير من النجوم الكبار الذين يتنافسون على النجومية بدلاً من التنافس على تحقيق الألقاب، والارتقاء بالفريق إلى مصاف كبار أوروبا.