هل يكون ميلان رمزاً للتغيير؟

هل يكون ميلان رمزاً للتغيير؟

10 نوفمبر 2021
ميلان يسير في الطريق الصحيح (جيانبييرو سبوزيتو، Getty)
+ الخط -

الحديث هنا ليس عن الوضع الفني للفريق وتصدّره الدوري مناصفة مع فريق نابولي، ولو أنه ينعكس بالتأكيد في جوانب أساسية منه على الوضع الفني للفريق، لكن ذلك بحث آخر. الحديث هنا عن التغيير في التعامل مع واقع "الميركاتو" في زمننا هذا، عن علاقة الأندية بلاعبيها وقوانين تلك العلاقة.

جمهور كرة القدم الإيطالية، جمهور النادي بشكل خاص، يعرف الكثير من تفاصيل ما حصل مع ميلان منذ أن قررت عائلة برلسكوني بيعه، الفريق عانى كثيراً على المستوى المالي والإداري، وبالتالي الفني بطبيعة الحال، حتى جاءت الإدارة الجديدة مع مالديني تحديداً.

الأخبار التي تداولتها الصحافة الإيطالية عن طلب ميلان من رومانيولي أن يفاوضهم هو على التجديد، وليس وكيل أعماله رايولا، تُشكل ثورة في عالم "الميركاتو" بالنسبة إلى الأندية الكبيرة تحديداً، ثورة بدأها ميلان مع دوناروما، ويبدو أنها ستُكمل مع كيسي وكل لاعب يقرر أن يتجاوز السقف المرسوم من النادي. واللافت في الأمر أن النتائج والجمهور يؤكدان صحة هذه القرارات، بعيداً عن غبار إعلامي يحاول إثارته الوكلاء الأقوياء للنجوم.

في إيطاليا يتحدثون عن عمولات لوكلاء لامست 200 مليون دولار قبل فترة "كورونا"، وانخفضت الآن لتلامس 150 مليوناً، لكنها سترتفع مجدداً كما هو متوقع. وكلاء يسيطرون على الميركاتو، يضغطون من أجل انتهاء العقود دون تجديد، وبالتالي ذهاب اللاعب مجاناً دون أن يستفيد منه فريقه، وهذا ما يزيد الأزمة المالية للأندية، فضلاً عن الكلام الذي أمسى مضحكاً أحياناً في هذا الزمن عن الولاء للقميص.

إدارة ميلان أثبتت أنه يمكن بالفعل التخلص من تلك الضغوط. الفريق تقريباً لم يتأثر بمغادرة دوناروما، النجاح باختيار اللاعبين هو الأساس، النظام المالي لا يمكن أحداً أن يتجاوزه، النتيجة هي استقرار مادي دون ديون، وهذا سيصل إليه النادي مع الوقت، إضافة إلى العودة للمنافسة على الألقاب.

في هذا الموضوع سيكون مفيداً التذكير بأن الأزمة المالية الكبيرة للأندية سببها القرارات الشعبية الخاطئة بشراء اللاعبين الكبار كيفما كان ودفع رواتب كبيرة لهم، وتعافي البعض منها سببها القرارات الصحيحة بالتخلي عن نجوم كبار، التي عارضها الجمهور بوقتها، الأندية التي بدأت تشعر فعلاً بذلك بعد فترة الوباء، وتوقف المدخول الكبير الذي كان يخفي كل تلك المشاكل.

في زمن سيطرة وكلاء اللاعبين على الميركاتو، ميلان مع مالديني قرر إيقاف ذلك، المهمة ليست سهلة، لكنها طريق أساسي لمحاولة احتواء كل هذا التضخم الذي ينهك الأندية ويهدد بانفجارها مالياً.

فرق

المساهمون