هل لبس الميلان ثوب البطل في إيطاليا؟

هل لبس الميلان ثوب البطل في إيطاليا؟

26 ديسمبر 2020
ميلان يخطف الأضواء في الدوري الإيطالي (Getty)
+ الخط -

ما يفعله الميلان هذا الموسم في الدوري الإيطالي يصنع الحدث في وسائل الإعلام الإيطالية والأوروبية ووسائل التواصل الاجتماعي في أوساط عشاق النادي العريق الذين جددوا بالمناسبة اعتزازهم وافتخارهم بعودة فريقهم إلى الواجهة لإعادة صناعة مجد أحد أكبر الأندية في العالم، الوحيد الذي لم ينهزم في الدوريات الخمسة الكبرى بعد أربع عشرة جولة منذ انطلاقة الموسم، سجل فيها بمعدل هدفين في كل مباراة، محطماً رقماً لم يسبق له مثيل في الدوري الإيطالي، ليصبح أيضاً الوحيد الذي لم ينهزم منذ تفشي فيروس كورونا في شهر مارس/ آذار 2020 على مدى 26 مباراة، سجل فيها كلها، وهي أرقام مذهلة، مثيرة للدهشة، لم تكن متوقعة، خاصة أن ستيفانو بيولي كان قريباً من الإقالة قبل بداية الموسم، قبل أن يتمكن من تحويل لاعبيه في ظرف وجيز إلى محاربين لا يتوقفون إلى غاية آخر لحظة في كل المباريات، ولا يبدو أنهم سيتوقفون عند هذا الحد.  

في آخر جولة أمام لاتسيو، شاهد العالم ميلان زمان، رغم غيابات زلاتان إبراهيموفيتش وإسماعيل بن ناصر وفرانك كيسي وثنائي وسط الدفاع ماتيو غابيا و سيمون كاير، لكن الروح العالية التي لعب بها شبان الميلان وفوزهم في اللحظات الأخيرة من أنفاس المباراة، جعلا كل المتتبعين يجزمون بأن موعد العودة إلى الواجهة قد حان بعد عشر سنوات منذ آخر تتويج بالدوري الإيطالي سنة 2011، وبعد سيطرة مطلقة لليوفي على الكالتشيو في إيطاليا، في ظل تراجع الميلان والإنتر، لدرجة لم يعد بإمكانهما التأهل إلى مسابقة دوري الأبطال الذي صار يعتبر إنجازاً بالنسبة إلى الانتر مثلاً، وحلماً بعيد المنال للميلان الذي دخل في مرحلة صعبة بسبب تراجع الدخل المالي والنتائج، ما اضطرهم إلى الاستنجاد بزلاتان إبراهيموفيتش، وهو على مشارف الأربعين، فاستعاد شبابه مسجلاً 11 هدفاً في 10 مباريات لعبها في جميع المسابقات.

البعض كان يعتقد أن عودة زلاتان كانت وراء العودة القوية للميلان، لكن الميلان استمر في تألقه حتى في غياب زلاتان الذي لم يشارك إلا في نصف عدد مباريات الدوري، ولم يتأثر الفريق بغيابات اللاعبين الأساسيين، بل صار يتحسن ويكبر من مباراة إلى أخرى ويزيد من حظوظه في المنافسة على لقب الدوري وليس فقط الاكتفاء باحتلال واحد من المراكز الأربعة الأولى، بينما راح البعض الأخر يعتقد أن من الصعب على الميلان الاستمرار في ذات النسق إلى غاية نهاية الموسم، لأنه لا يملك النفس الطويل، وبأن اليوفي والإنتر أقوى بكثير منه، ويملكان من المقومات الفنية والبشرية ما يؤهلهما للتتويج باللقب في آخر المشوار، خاصة أن معدل عمر لاعبي الميلان لا يتعدى 23 عاماً، وهو العامل الأبرز لصناعة الفارق في النهاية.

الميلان من دون زلاتان لم يختلف عن ميلان زلاتان، ولم يخسر أي مباراة في غياب نجمه السويدي، ولم يخسر من دون أي من اللاعبين الأساسيين، لدرجة صار كل اللاعبين معنيين، ربما ساعدهم على ذلك غياب الضغوطات الجماهيرية بسبب غياب الأنصار عن المدرجات في زمن كورونا الذي لم يخسر فيه الميلان أي مباراة في الدوري منذ شهر مارس 2020، ويريد الاستمرار في الريادة، حتى ولو عادت الجماهير لتستمتع وتشهد من قرب تفاصيل الفترة التاريخية الزاهية التي يعيشها الميلان بشكل مفاجئ لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين على الأقل في الوقت الراهن الذي يسيطر فيه اليوفي منذ عقد من الزمن.

من يشككون في قدرة الميلان على الاستمرار في الريادة بذات النسق يعتقدون أن الفريق سيكون بحاجة إلى  تدعيمات خلال الميركاتو الشتوي، لأن الفوز باللقب الشتوي لن يعني شيئاً لنادٍ من حجم الميلان، وظروف مرحلة العودة ستختلف عنها في الذهاب، خاصة أن الفرق الإيطالية كلها ستحاول إطاحته، واليوفي والإنتر لن يستسلما للوضع الراهن، وسيعودان بقوة في مرحلة العودة التي ستكون صعبة جداً على المدرب ستيفانو بيولي الذي يتحمل ضغوطات كبيرة لم يسبق أن عاشها في لاتسيو والإنتر وفيورونتينا، ولا يبدو أنه سيعيش مثلها مع فرق أخرى.

مهما كانت التقديرات والتوقعات والتحليلات، فإن العملاق النائم استيقظ، واستعاد روحه القتالية العالية التي رفعت من سقف طموحاته من مجرد وجوده ضمن الأربعة الأوائل للعودة إلى  دوري الأبطال، إلى المنافسة على التتويج بلقب الدوري ولقب الدوري الأوروبي واستعادة حجمه الطبيعي ضمن كبار القوم في إيطاليا وأوربا، وعندها ستتضاعف المتعة والإثارة مع ثالث أكثر النوادي تتويجاً في العالم بعد الريال والبرسا، وأفضلهم أداءً في الوقت الحالي.

المساهمون