سيبقى يوم 5 أغسطس/آب 2021، راسخا في أذهان جماهير نادي برشلونة الإسباني، عصيا على النسان، بعد أن أعلنت إدارة النادي رسميًا أن ليونيل ميسي لن يجدد عقده مع الفريق، ليصبح لاعباً حراً إثر سنوات طويلة قاد خلالها "البلوغرانا" إلى حصد عدد كبير من الألقاب.
وقد اعترف رئيس برشلونة، خوان لابورتا، صراحةً، بأن النادي لم يعد قادرًا على تحمّل نفقات ميسي في الفريق، على الرغم من موافقة الأسطورة على تخفيض الراتب إلى النصف، إلا أن إدارة النادي لم تكن قادرة على تقديم عرض يحترم الشروط القانونية التي يضبطها الاتحاد الإسباني.
ويكشف تصريح لابورتا، الجمعة، خلال المؤتمر الصحافي، أن تكلفة بقاء ميسي ستكون كارثيةً على موازنة النادي، بعد تعقّد وضع الفريق المالي، ولكن قد يكون ميسي سبباً في الوضع الذي آلت إليه ميزانية النادي الكتالوني، بما أنّه كان يتمتع بامتيازات مالية ضخمة.
وكشف تسريب العقد الذي كان يربط ميسي ببرشلونة، في بداية العام الجاري، من قبل صحيفة "الموندو" الإسبانية، عن حصول "البولغا" على أرقام فلكية، نظير مواصلة اللعب للنادي الإسباني، إذ يتمتع بامتيازات ضخمة، أثرت بشكل مباشر على وضع النادي، رغم كل ما يربحه برشلونة من وجود ميسي في صفوفه من عائدات الإشهار.
ويحصل ميسي، بمقتضى العقد السابق الذي أمضاه سنة 2017، على ما يعادل 550 مليون يورو، إذ ينص الاتفاق على حصوله سنوياً على قرابة 138 مليون يورو بين مبالغ ثابتة وأخرى متغيرة، مرتبطة أساساً بنتائج الفريق ومشاركات ميسي.
كما حصل النجم الأرجنتيني على مكافأة تجديد العقد التي قاربت قيمتها 116 مليون يورو، وكذلك مكافأة الولاء التي بلغت قيمتها قرابة 78 مليون يورو. ونظراً إلى تراجع عائدات برشلونة بسبب تدهور نتائجه، وتبعات خوض المباريات من دون حضور الجمهور منذ أكثر من عام، فإن العقد الذي ربطه بميسي قد يكون سبب الورطة الحالية.
وتشير الأرقام التي تم تسريبها، وأحدثت ضجة كبرى في إسبانيا، أن برشلونة دفع غالياً ثمن تورطه في عقد طويل المدى مع ميسي (من 2017 إلى 2021)، ولم يكن الفريق مستعداً للظروف الطارئة التي عاشها، إضافة إلى الصفقات الكبرى التي قام بها من أجل تعويض البرازيلي نيمار، والتي كلفته مبالغ كبيرة، بعد شراء عقود كل من أنطوان غريزمان وفيليب كوتينيو وعثمان ديمبلي، بمقابل مالي ضخم.
ورغم أن ميسي قبل التنازل عن 50 بالمائة من امتيازاته لتجديد العقد، إلا أن ذلك لم يسمح لإدارة برشلونة بالامتثال لقوانين الاتحاد الإسباني الصارمة، والتي لم تترك للفريق المجال للإبقاء على أسطورته. وهذا الوضع المتأزم مالياً، يعود إلى فشل الإدارة السابقة في تقديم عرضٍ يراعي وضع الفريق، وسعت بكل قوة إلى المحافظة على ميسي من دون الاستعداد لعواقب عقد بمثل ذلك الحجم.