هل سيفوز "البياسجي" بدوري الأبطال مع بوتشيتينو؟

هل سيفوز "البياسجي" بدوري الأبطال مع بوتشيتينو؟

23 أكتوبر 2021
جماهير باريس سان جيرمان والإدارة تطمح للقب دوري الأبطال (أوريليان مونييه/ Getty)
+ الخط -

لا يخفى على أحد بأن نادي باريس سان جيرمان يسعى منذ سنوات للتتويج بدوري الأبطال، لذلك يقوم بانتداب أفضل اللاعبين ويبحث كلّ مرة عن المدرب الذي يقوده لتحقيق ذلك، بعدما أصبح يسيطر على البطولات المحلية في فرنسا خلال العقد الأخير، وبعد انتداب ميسي الصيف الماضي ارتفع سقف الطموحات، في وقت تزايدت التساؤلات حول قدرة المدرب الأرجنتيني على قيادة النادي الباريسي نحو تحقيق المبتغى في ظل الهشاشة التي ظهرت على الفريق في بعض مباريات الدوري المحلي ودوري الأبطال، بعد الفوز الصعب الذي حققه في الجولة الثالثة أمام لايبزيغ الألماني، مما قاد بعض المحللين إلى التشكيك في قدراته على التتويج بمجرد انتداب النجوم وإغفال عامل مهم يتعلق بالمدرب القادر على توظيفهم والتحكم فيهم من خلال بناء منظومة لعب تسمح لهم بصناعة الفارق.

اللاعب السابق لنادي باريس سان جيرمان جيروم روتن محلل القناة الإذاعية الفرنسية (ر م س) شكك في برنامجه التحليلي في قدرة المدرب بوتشيتينو على قيادة البياسجي لمنافسة ليفربول والسيتي وتشلسي والبايرن على دوري الأبطال لهذا الموسم، خاصة أن الأداء لم يتحسن على مدى المباريات الثلاث التي لعبها في المسابقة رغم فوزه الكبير على السيتي في الجولة الثانية، لكن تعثره في الجولة الأولى أمام بروج، والصعوبة التي وجدها للفوز على لايبزيغ لا تُبشّر بالخير حسب المحلل جيروم روتن، الذي أكد غياب هوية لعب للفريق الباريسي، والذي يملك فرديات لامعة لكننا لا نعرف حسب قوله كيف يخوض مبارياته، هل سيضغط أم يستحوذ؟ هل يلعب بأربعة أم بخمسة مدافعين؟ هل سيهاجم من البداية أم ينتظر خصمه ويعتمد على مهارات سلاحه الثلاثي السريع المكون من ميسي ونيمار ومبابي؟ ومن هو الحارس الذي يبدأ به بين دوناروما وكيلور نافاس؟

ليفربول والسيتي والبايرن تقترب من حسم التأهل إلى الدور الثاني في مسابقة دوري الأبطال لهذا الموسم، والبياسجي لم يقنع بعد، ولم يستقر على هوية لعب ولا حتى على تشكيلة أساسية واضحة يلعب بها مبارياته بسبب فشل المدرب في فرض شخصيته عليهم لتبقى صناعة الفارق من صنع مجهودات فردية لنيمار أو ميسي أو مبابي، الذي اشتكى منذ أسابيع من تجاهل نيمار له وتركيزه على التمرير لزميله السابق في البرسا ليو ميسي، في وقت يشعر كلّ من دي ماريا ودراكسلر بالإحباط بسبب عدم إشراكهما في التشكيلة الأساسية، وهو نفس الحال الذي ينطبق على حارسي المرمى نافاس ودوناروما، والكثير من لاعبي الوسط القابعين في كرسي الاحتياط بسبب شدة المنافسة والتغييرات الكثيرة التي يحدثها المدرب كلّ أسبوع في محاولة لإرضاء الجميع على حساب أداء ونتائج الفريق.

البعض يرى أن الاستقدامات النوعية الكثيرة هذا الموسم لم تخدم المدرب، بل خلقت له متاعب في غرف الملابس وكرسي الاحتياط الذي يجلس فيه الكثير من النجوم، ومشاكل أخرى فوق أرضية الميدان يصعب تسييرها على بوتشيتينو، لذلك يسود الاعتقاد بأن المدرب ليس قادراً على قيادة الفريق إلى تحقيق مبتغاه والتتويج بدوري الأبطال، لدرجة صار الجميع يحنّ إلى زمن المدرب الألماني السابق للفريق توماس توخيل، الذي برهن مع تشلسي بأنه قادر على تسيير تشكيلة ثرية بالنجوم، فتوج معه بدوري الأبطال في ظرف ستة أشهر، في وقت لم تمنح له إدارة النادي الباريسي الوقت الكافي لتحقيق ذلك وعجلت بترحيله بعد خسارته نهائي 2020 ضد بايرن، بعدما كان قريباً من تحقيق الحلم، ليخفق مع بوتشيتينو في الموسم الموالي في بلوغ نفس النهائي بعدما خرج أمام السيتي بخسارتين ذهاباً وإياباً، وضيع لقب الدوري لصالح منافسه ليل.

المحلل جيروم روتن وغيره من الملاحظين في فرنسا لم يشككوا في قدرة الفريق الباريسي على التتويج بدوري الأبطال، بل في قدرات المدرب الأرجنتيني على قيادة المجموعة نحو تحقيق الغاية من وجوده على رأس النادي الذي يزخر بخيرة اللاعبين في العالم، وقد يستقدم المزيد الصيف القادم إذا تمكن من إقناع صلاح أو إيرلينغ هالاند، وحتى أنطونيو روديغر، لكن مدرب المنتخب الفرنسي السابق ريمون دومينيك فضّل إعطاء مزيد من الوقت للمدرب واللاعبين على حد سواء حتى يسود الانسجام فوق الميدان والاستقرار في كرسي الاحتياط وغرف الملابس، ويتحقق حلم التتويج بدوري الأبطال مع نفس المدرب دون الحاجة إلى التسرّع في إقالته مثلما حدث مع توخيل الذي توج باللقب مع تشلسي سنة واحدة بعد رحيله.

بين هذا وذاك تبقى الشكوك تحوم، قد تتبدد أو تزداد الليلة في مواجهة مرسيليا والجمعة المقبل أمام حامل اللقب ليل، ثم في لقاء العودة أمام لايبزيغ في الجولة الرابعة من دوري الأبطال، ويبقى السؤال الكبير من سيعوض بوتشيتينو في حال إقالته؟ وهل سيضمن البديل تحقيق حلم دوري الأبطال لفريق الأحلام؟

المساهمون