هل تخضع الكرة الذهبية لضغط "اللوبيات"؟

28 نوفمبر 2021
جدل كبير يرافق جائزة الكرة الذهبية (كريستي سبارو/ Getty)
+ الخط -

تُثير جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم سنوياً جدلاً واسعاً، ينطلق منذ قرب الكشف عن قائمة اللاعبين المرشحين للحصول على الجائزة ولا ينتهي إلا بعد فترة طويلة.

وتُرافق المسابقة سنوياً تسريبات بخصوص اسم اللاعب الذي سينال شرف الحصول على الجائزة، مثل ما حصل منذ أيام قليلة عندما نشرت بعض المواقع أخباراً عن حصول البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونخ الألماني على الجائزة.

كما كشف تسريب آخر أنّ الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، سيحصل على التتويج الأهم فردياً مرة أخرى وهو الذي يملك الرقم القياسي في عدد التتويجات بالكرة الذهبية (6 مرات)، ويسير نحو تحسين رقمه.

وفنّد مدير تحرير مجلة "فرانس فوتبول" صحة التسريبات الأخيرة حول الفائز بالكرة الذهبية، معتبراً أنّه لا يمكن الحزم بصحتها لأنه لم يقع بعد الانتهاء من احتساب الأصوات لكل لاعب، وبالتالي فإن هذه التسريبات قد تكون من باب البحث عن السبق الصحافي لا أكثر.

وقال باسكال فيري، في تصريحات سابقة لموقع "لوفيغارو" الفرنسي: "مثل هذه التسريبات تحصل سنوياً، نحن بدورنا متلهفون لمعرفة اسم المتوج بالكرة الذهبية، ولكن كل ما نُشر ليس صحيحاً ولا يمكن اعتماده لأنّها مجرد توقعات".

مناورات

ومن الطبيعي أن تفند الجهات الرسمية مثل هذه الأخبار باعتبار أنها تمسّ من مصداقية جائزة الكرة الذهبية، ولكن المؤكد أنّ هناك محاولات للضغط وتوجيه اهتمام الرأي العام عالمياً نحو بعض الأسماء دون غيرها.

ولئن تصعب ممارسة ضغط مباشر على الصحافيين الذين يصوتون أو كذلك على مدرب المنتخبات الوطنية، إلا أنّ ضغط "اللوبيات" يتمّ بطرق غير مباشرة من خلال ترويج أسماء دون غيرها، بشكل متواصل ليصبح اختيارها مسألة بديهية بالنسبة إلى المتابعين.

وعاد نجم ريال مدريد الإسباني، الفرنسي كريم بنزيمة، ليدخل قائمة المرشحين حيث عملت وسائل الإعلام الفرنسية على رفع أسهمه بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة؛ بهدف دعم فرصه في الحصول على الكرة الذهبية، لا سيما أنّ تصريحات نجوم اللعبة مثل زين الدين زيدان أو تيري هنري تساعد على إقناع الأطراف التي تقوم بالاختيار والتصويت.

كما تجتهد وسائل الإعلام الإسبانية من أجل رفع أسهم نجوم "الليغا" بشكل متواصل بهدف التأثير غير المباشر على الناخبين من خلال التركيز على مهارات مجموعة من الأسماء دون غيرها.

الأندية في خدمة النجوم

كذلك تعمل عديد من الأندية على مساندة لاعبيها في التنافس على الحصول على الكرة الذهبية، ويبرز ريال مدريد كواحد من الأندية التي تملك استراتيجية قوية تساعده على رفع فرص نجوم الفريق.

وأشار تقرير نشره موقع "يورو سبورت"، باللغة الإنكليزية، إلى أنّ الريال اعتمد طريقة ذكية لدعم كريم بنزيمة، من خلال الإشادة بإنجازات اللاعب مع الفريق أو المنتخب الفرنسي، مستفيداً من عدد المتابعين لمختلف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، فإنّ تغريدة الريال "هنيئاً للمنتخب الفرنسي ولاعبينا في الفريق بإنجازه.. بنزيمة الكرة الذهبية"، عرفت تفاعلاً واسعاً حيث تمت إعادة نشرها من قبل 80 ألف متابع، وعبّر 25 ألفاً عن إعجابهم التغريدة.

في الأثناء، فإنّ نادياً مثل بايرن ميونخ الألماني لا يقوم بمثل هذه التصرفات وهو ما قد يفسّر فشل لاعبي الفريق في الحصول على الجائزة، ولا سيما الفرنسي فرانك ريبيري الذي ظُلم في مناسبة سابقة.

وأثار عدد من اللاعبين الأفارقة غياب الدعم والمساندة مما يُعرف بـ"اللوبيات" لنجوم القارة في أوروبا مثل محمد صلاح وساديو ماني وغيرهما، ومن بين النجوم الذين حرّكوا هذه القضية العاجي ديديه دروغبا الذي استغرب عدم وجود مساندة للاعبين رغم تميزهم.