هل تحتاج "الكرة الذهبية" إلى ثورة؟

هل تحتاج "الكرة الذهبية" إلى ثورة؟

29 نوفمبر 2021
الكرة الذهبية تثير جدلاً كبيراً كل موسم (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يتجدد النقاش سنوياً، بخصوص قائمة اللاعبين المرشحين للحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعبٍ في العالم، خاصة أن القائمة تعرف تواجد أسماء لا تبدو أنها جديرة بالمنافسة على الجائزة الأهم التي سيكشف عن صاحبها، اليوم الإثنين، في العاصمة الفرنسية باريس.

ومن الطبيعي أن تعرف القائمة استبعاد بعض النجوم، إذ لا يمكن اختيار كل المتألقين، ولكن الإشكال أن أسماء بارزة مثل حارس تشلسي، ميندي، حصل بشأنه إجماع كل المتابعين، بما أنّه يستحق عن جدارة ليكون ضمن القائمة النهائية، ولكنه غاب رغم كل ما قدمه أو الألقاب التي حصدها.

وطرح الجدل المتواصل، عديد الأسئلة بخصوص المقاييس المعتمدة لاختيار القائمة النهائية للمتنافسين، ذلك أن اللجنة التي تشرف على إعداد الحفل ومنح الجوائز، لا تحدد عادة دوافع الاختيار وتكتفي بنشر القائمة في مجلة "فرانس فوتبول".

تعديلات إضافية

وبات من الضروري مراجعة المقاييس حتى تكون الجائزة أكثر عدلاً وتُنصف عديد اللاعبين، الذين يغيبون عن القائمة النهائية، ذلك أن بعض النجوم حجزوا مكاناً قاراً في القائمة مهما كان مستواهم خلال السنة، أو النتائج التي حققوها مع فرقهم.

ورغم التعديلات التي عرفها نظام المسابقة، منذ دمج جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول مع جائزة أفضل لاعب في العالم التي تمنحها "فيفا"، فإن الانتقادات تواصلت، ما يعني ضرورة إحداث نظام جديد يكون أكثر عدلاً.

ومنذ تتويج الإيطالي فابيو كانافارو بالجائزة في عام 2006 تزايد الجدل، بما أن كنافارو لم يكن مميزاً فردياً، وساد الاعتقاد بأن اختياره كان نتيجة حصول إيطاليا على كأس العالم، وليس تتويجاً لقدراته الفردية، خاصة أنه لم يكن اللاعب الأفضل في إيطاليا، قياساً بما قدمه بيرلو أو بوفون.

في هذه الأثناء، فإن الكرواتي لوكا مودريتش حصل على الجائزة في 2018، رغم أن منتخب كرواتيا حل ثانياً في كأس العالم ضد فرنسا، التي ضمّت تشكيلتها لاعباً مثل فاران تُوج في العام نفسه بدوري أبطال أوروبا، أو غريزمان الذي حصل على الدوري الأوروبي والليغا مع أتلتيكو مدريد ثم كأس العالم.

وقد وجهت عديد الشخصيات في عالم كرة القدم أو بقية الرياضات الأخرى، انتقادات منذ تسرّب أخبار مفادها بأن ليونيل ميسي سيحصل على الجائزة في 2021، لأنه لم يحصل على أي لقب مع فريقه السابق ولم يكن مميزاً في كوبا أميركا.

والسؤال الأساسي بالنسبة إلى الجائزة: هل ترتكز على المردود الفردي أم على التتويجات؟ فالإيطالي جورجينيو يوجد ضمن القائمة النهائية لهذه السنة، لأنه توج بطلا لدوري الأبطال مع تشلسي، ثم بطل اليورو مع إيطاليا، ولكنّه ليس اللاعب الوحيد الذي حقق الإنجازين، إذ فعل ذلك زميله إيمرسون الذي لا يوجد في القائمة النهائية.

مقاييس علمية

انتهت مسيرة عديد اللاعبين البارزين، من دون الحصول على الجائزة، مثل باولو مالديني وفرانشيسكو توتي وتيري هنري وإنيستا وتشافي وغيرهم، كما أن لاعباً مثل البولندي ليفاندوفسكي لم يحصل بعد على الجائزة، رغم تميزه طوال المواسم الماضية، وحرم الفرنسي ريبيري من التتويج الهام.

 وتعتمد مجلة فرانس فوتبول، وفق ما نقله موقع "ل.س.إ" الفرنسي، على ثلاثة مقاييس لمنح النقاط، أولها النتائج الفردية والجماعية طوال السنة، وثانيها المهارات الفردية والروح الرياضية، وأخيراً مسيرة اللاعب وسجلّه، وتمنح النقاط حسب كل مستوى. 

وهذا التقييم لا يبدو علمياً، فالاتحاد الدولي للإحصاء مثلاً وضع سلماً لاختيار أفضل فريق في العالم، من خلال رصد مجموعة من النقاط بشكل محدد لا يقبل الاعتراض، وهو ما يتعين القيام به، فإما أن تُمنح للاعبين حسب التتويجات أو المردود الفردي.

 

المساهمون