استمع إلى الملخص
- الدوريات الرياضية المشتركة بين البلدين تشمل دوري البيسبول (MLB)، الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)، الدوري الوطني للهوكي (NHL)، والدوري الأميركي لكرة القدم (MLS)، وتُعرف باسم "الأربعة الكبار"، وتتميز بنظام مغلق يعزز الاستثمار طويل الأمد.
- الفرق الكندية في الدوريات الأميركية تشمل تورونتو بلو جايز في البيسبول، تورونتو رابتورز في السلة، وسبعة فرق في الهوكي، وثلاثة فرق في كرة القدم، مع إنجازات بارزة مثل فوز رابتورز بلقب الدوري في 2019.
تستمرّ الأصوات الرافضة لقرارات رئيس أميركا العائد إلى البيت الأبيض مؤخراً، دونالد ترامب، في الازدياد يوماً بعد آخر، وهي التي بدأت تتجه تدريجياً صوب الرياضة، وتحديداً المباريات التي يلعب فيها فريق من الولايات المتحدة أمام آخر كندي، بعدما وقع السبت الماضي قراراً بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، رغم اتفاق التجارة الحرة الذي يربط واشنطن بالبلدين، في حين فرض على الصين رسوماً جمركية إضافية نسبتها 10%.
وقبيل انطلاق مباراة فريقي سيناتورز الكندي ومينيسوتا وايلد الأميركي، في دوري هوكي الجليد للمحترفين، سُمعت في المدرجات صيحات استهجان حين بدأت المطربة مانديا في غناء "The Star-Spangled Banner"، النشيد الوطني الأميركي، في مركز كانديان تاير بالعاصمة الكندية، ليتكرر الموقف عينه خلال مواجهة تورنتو رابتورز الكندي أمام نظيره لوس أنجليس كليبرز في دوري السلة الأميركي للمحترفين، وسط مخاوف كبيرة من أن تتأثر الرياضة المشتركة بين البلدين، والتي تجلب عقود رعاية ضخمة وعائدات كبيرة سنوياً للأندية والمدن والأفراد والمجتمع هناك.
نظرة عامة على الرياضة في أميركا وكندا
تتضمن الدوريات الرياضية الاحترافية الكبرى في الولايات المتحدة وكندا تقليدياً أربعة دوريات، وهي دوري البيسبول الرئيسي (MLB)، والرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)، والدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (NFL) (لا يوجد فريق كندي في هذه البطولة)، والدوري الوطني للهوكي (NHL)، إضافة إلى دوري خامس ومهم في السنوات القليلة الماضية أي الدوري الأميركي لكرة القدم (MLS)، لما يجذبه من نجومٍ على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب نادي إنتر ميامي.
ويُعرف دوري البيسبول الرئيسي والدوري الوطني لكرة السلة، والدوري الوطني لكرة القدم، والدوري الوطني للهوكي عادةً باسم "الأربعة الكبار"، ويُشكل كلٌّ منهم أغنى مسابقة احترافية للأندية في رياضته على مستوى العالم، وإلى جانب الدوري الإنكليزي الممتاز، يعتبرون أكبر خمسة دوريات رياضية من حيث الإيرادات عالمياً.
تمتاز الدوريات التي تجمع كندا وأميركا بنظام مختلف عن دول العالم الأخرى، هناك تبقى البطولات مغلقة، وتحافظ على نفس الفرق من موسمٍ إلى آخر، أي أن عملية الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية غير موجودة، وهو ما يعزز الاستثمار على المدى البعيد في مختلف الأندية، خاصة أن بعض المسابقات يمتد عمرها الاحترافي لأكثر من 100 عامٍ على غرار البيسبول وهوكي الجليد.
ولمعرفة مدى أهمية الرياضات هذه بالنسبة للبلدين، فإن المباريات تُذاع على أكبر أربع شبكات تلفزيونية أميركية: ABC وCBS وNBC وFox. وتتمتع هذه الشبكات بتقييمات عالية من المشاهدين، وتحصل دورياتها على عائدات كبيرة من عقود البث التلفزيوني، أما في كندا، فتبث مواجهات الـ"NHL" مثلاً، عبر هيئة الإذاعة الكندية منذ عام 1952.
البطولات المشتركة بين أميركا وكندا
كما ذكرنا سابقاً، لا يوجد أي فريق كندي في دوري كرة القدم الأميركية "American football"، أما في دوري البيسبول فهناك نادٍ واحد من أصل 30 فريقاً، وهو تورونتو بلو جايز، الذي يلعب ضمن القسم الشرقي، بعدما انطلقت رحلته في هذه الرياضة عام 1976، واختير له هذا الاسم من طائر القيق، ويُطلق على الفريق لقب "Jays"، والألوان الرسمية له هي الأزرق الملكي والأزرق الداكن والأحمر والأبيض.
وفي دوري السلة الأميركي للمحترفين نجد تورونتو رابتورز، الذي تأسس عام 1995 بعد توسع الدوري الأميركي في كندا جنباً إلى جنب مع فريق فانكوفر غريزليز، لكن الأخير توقف لاحقاً، بعدما انتقل إلى ممفيس بولاية تينيسي الأميركية، ليبقى رابتورز الفريق الكندي الوحيد في الـ"NBA". ورغم المعاناة التي كان قد واجهها في بداية رحلته بالمسابقة في التسعينيات، تغيّر الحال مع وصول فينس كارتر، إذ تحسّنت الأمور تدريجياً، وشهدت السنوات اللاحقة هبوطاً وصعوداً، إلى أن حقق اللقب في عام 2019 على حساب غولدن ستايت ووريورز، بفضل العديد من الأسماء المميزة، مثل كاوي لينارد والكاميروني العملاق باسكال سياكام، وبحضور الإسباني مارك غاسول وآخرين.
أما الدوري للوطني للهوكي، فيتألف من 32 فريقاً (25 من أميركا وسبعة من كندا)، وهي فرق مونتريال كانيديينز الذي تأسس عام 1909 ويُعتبر أفضل فريق تاريخياً في هذه الرياضة بعدما حقق كأس ستانلي الشهيرة 24 مرة، وخلفه هناك تورونتو ميبل ليفس صاحب 13 تتويجاً الذي تأسس عام 1917، إضافة إلى إدمونتون أويلرز، الذي بدأ رحلته في هذه الرياضة عام 1972 وحقق اللقب في خمس مناسبات، وخلفه نجد كالغاري فليمز بلقب وحيد، في حين أن بقية الأندية وفانكوفر كاناكس (1945) وأتاوا سيناتورز (1992)، ونبغ غيتس (1999)، لم تتوج في أي مناسبة، مع الإشارة إلى أن الموسم الماضي 2023-2024، كان عدد اللاعبين الكنديين في المسابقة 42.5% (434)، في حين أن نسبة الأميركيين 28.2 بـ288 لاعباً، والبقية من دول السويد وروسيا وفنلندا وتشيكيا وسلوفاكيا.
ونختم مع الدوري الأميركي "MLS"، الذي يضّم 30 نادياً، 27 من الولايات المتحدة وثلاثة من كندا، وهي تورنتو، الذي تأسس عام 2005 وبدأ اللعب في المسابقة عام 2007 كأول فريق كندي، وقد حقق عام 2017 إنجازاً تاريخياً بفوزه بثلاثية الدوري والبطولة الكندية ودرع المشجعين، إضافة إلى كأس الدوري الأميركي في عامي 2016 و2019، وتقدر قيمة النادي بنحو 690 مليون دولار أميركي، ثم هناك فانكوفر وايتكابس (تأسس عام 2009)، وأخيراً نادي مونتريال (تأسس عام 1992).