هل أصبح الدوري الفرنسي الأعنف في أوروبا؟

29 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:00 (توقيت القدس)
من مواجهة ليون وليل في ملعب ستاد بيير موروي، 28 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الدوري الفرنسي ارتفاعاً ملحوظاً في عدد البطاقات الحمراء مع بداية موسم 2025/2026، حيث بلغ معدل الطرد 0.33 بطاقة في كل مباراة، متفوقاً على جميع الدوريات الأوروبية الكبرى، مما أثار جدلاً حول صرامة التحكيم الفرنسي.

- الأرقام تشير إلى أن الدوري الفرنسي كان الأكثر عرضة لحالات الطرد في الموسم الماضي أيضاً، حيث سجل معدلاً أعلى من البطاقات الحمراء مقارنة بالدوريات الأخرى، مما يعزز صورة الدوري كأكثر ساحة أوروبية تشهد حالات طرد.

- يبقى النقاش مفتوحاً حول أسباب هذا الارتفاع، بين صرامة متزايدة في تطبيق القوانين أو تصاعد في حدة المنافسات، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على جاذبية الدوري الفرنسي.

تزايدت البطاقات الحمراء في الدوري الفرنسي بمعدل مرتفع مع انطلاق الموسم الجديد، فعاد الجدل مجدداً بعد توجيه أصابع الاتهام إلى الحكّام بسبب تسرعهم في قرارات الطرد، ومن هنا برز التساؤل: هل أصبح الدوري الفرنسي الأعنف في أوروبا؟ سؤال تحاول الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام الفرنسية الإجابة عنه. 

وكشف موقع راديو "أر أم سي سبورت" الفرنسي، الاثنين، أن الدوري الفرنسي شهد مع انطلاقة موسم 2025/2006 ارتفاعاً لافتاً في عدد البطاقات الحمراء، إذ سجّل بمعدل 0.33 بطاقة في كل مباراة، بينها 0.28 بطاقة مباشرة، متقدّماً بذلك على جميع الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. وإذا كان الدوري الألماني الأقرب بمعدل 0.29 حالة طرد، فإنه يبقى متأخراً كثيراً في البطاقات المباشرة (0.18 فقط). واللافت أن حكّام الدوري الفرنسي وزّعوا حتى الآن ضعف حالات الطرد مقارنة بنظرائهم في الدوري الإنكليزي الممتاز والدوري الإيطالي، وهما دوريان يشتهران بالاندفاع والحماس، الأمر الذي زاد من حدة الجدل حول صرامة الصافرة الفرنسية هذا الموسم، لتظهر دعوات بضرورة إعادة النظر في أداء التحكيم. 

ولم يقتصر الجدل على الموسم الحالي فحسب، بل وجدت الأرقام ما يؤكدها في الموسم الماضي أيضاً. ففي نسخة 2024/2025، وزّع الدوري الفرنسي معدلاً أقل من البطاقات الحمراء (0.22 في كل مباراة، منها 0.15 مباشرة)، لكنه ظل متقدماً على بقية الدوريات الكبرى. وجاء الدوري الإيطالي خلفه مباشرة بـ0.21 بطاقة حمراء (0.11 مباشرة)، بينما قدّم الدوري الإسباني صورة متباينة، إذ سجّل معدلاً إجمالياً أدنى (0.20)، لكنه تفوّق في عدد البطاقات المباشرة (0.16)، ما يظهر صورة الدوري الفرنسي بوصفه أكثر ساحة أوروبية عرضةً لحالات الطرد. 

وسجلت مختلف الدوريات الأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد البطاقات الحمراء مع انطلاقة الموسم الجاري مقارنة بالموسم الماضي، غير أن الدوري الفرنسي بدا الأكثر إثارة للجدل بعد أن تصدّر القائمة بزيادة لافتة. فقد كشفّت الإحصائيات أن معدل حالات الطرد المباشر في "ليغ 1" تضاعف تقريباً قياساً بالموسم الماضي، ما يعكس تشدداً واضحاً في قرارات الحكام ويثير تساؤلات حول أسباب هذا المنحى، بين صرامة متزايدة في تطبيق القوانين أو تصاعد في حدة المنافسات داخل الملاعب الفرنسية. 

وبينما تستمر الأرقام في تكريس صورة الدوري الفرنسي بوصفه أكثر ساحة أوروبية تشهد حالات طرد، يبقى النقاش مفتوحاً حول جوهر المشكلة: هل يتعلق الأمر بارتفاع منسوب العنف فعلاً في المباريات، أم أن الصافرة الفرنسية باتت أكثر ميلاً إلى التشدّد؟ الإجابة ستتضح مع مرور الجولات، غير أن المؤكد هو أنّ صورة "ليغ 1" أصبحت مرتبطة اليوم بظاهرة البطاقات الحمراء، في وقت تحتاج فيه البطولة إلى تعزيز جاذبيتها الكروية بعيداً عن الجدل التحكيمي.

المساهمون