هل "تغزو" العقود الصغيرة كرة القدم؟

هل "تغزو" العقود الصغيرة كرة القدم؟

21 يناير 2022
ينتهي عقد مبابي مع باريس سان جيرمان في صيف 2022 (جين كاتافو/Getty)
+ الخط -

أصبحت الأندية الأوروبية الكبيرة تراقب ما يفعله النجم الشاب كيليان مبابي، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، بعدما رفض حتى الآن تجديد عقده مع النادي، وأصبح قريباً من الخروج في سوق الانتقالات الصيفية القادمة بشكل مجاني.

وكشف موقع "سو فوت" الفرنسي، أمس الخميس، أنّ مبابي فتح الطريق أمام جميع اللاعبين في كيفية إدارة عقودهم مع الأندية التي يلعبون فيها، لكن السؤال الذي باتت تطرحه الأندية في الوقت الحالي هو هل بدأت العقود الصغيرة بـ"غزو" كرة القدم؟

وبات بول بوغبا وعثمان ديمبيلي ولوكا مودريتش وباولو ديبالا وأنطونيو روديغر، وغيرهم من نجوم كرة القدم، يعيشون نفس وضعية كيليان مبابي، لأنهم لا يريدون تجديد عقودهم مع أنديتهم، رغم الإغراءات المادية والمفاوضات الشاقة.

صحيح أنه من النادر قيام أحد لاعبي كرة القدم بتوقيع عقد قصير الأجل مع ناديه، لكن كيليان مبابي فتح هذا الطريق، رغم صعوبته، لأنّ أي لاعب يريد الحصول على الأمان في مسيرته، خاصة في حال تعرّضه لإصابة خطرة.

ويعد العقد طويل الأمد فرصة للنادي من أجل زيادة استثماراته باسمه وشهرته، عبر الحصول على عوائد الإعلانات، والشركات الراعية التي تتهافت للحصول على نجم كبير بحجم مبابي أو هاري كين أو بول بوغبا.

ويعتبر ريال مدريد الإسباني بارعاً في التخطيط مع لاعبيه الذين اقتربت عقودهم من نهايتها، حيث تكشف استراتيجية رئيس النادي فلورنتينو بيريز أنه لا يفضّل بقاء أي لاعب كبير في السن بتشكيلة فريقه، إلا في حالات استثنائية، وهذا ما حصل مع الكرواتي لوكا مودريتش (36 سنة).

الجميع أصبح يعلم أنّ تقدّم اللاعبين في السن يثير قلق كبار الأندية، لكنه لا يخيف النجوم بعد رحيلهم بشكل مجاني لأي نادٍ يقنعونه بمشروعهم، لأنّ وراءهم شركات كبرى تلاحقهم، وهذا ما حصل مع البرتغالي كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي حصل على عقود رعاية رغم عقده المنخفض.

ويعود سبب انتشار ظاهرة العقود القصيرة إلى اعتماد اللاعبين على أنفسهم، وإبعاد الوكلاء عن قضية التجديد والمفاوضات، وهذا ما فعله كيفن دي بروين مع إدارة مانشستر سيتي الإنكليزي، لأنّ النجم البلجيكي يرى عدم ضرورة الاعتماد على وكيل أعمال في مسيرته.

ويعلم أي لاعب سيعتمد على نفسه في المفاوضات أنه سيختار الأفضل بالنسبة له فقط، وليس كما يفعل وكيل الأعمال الذي يحرص دائماً على الأموال التي سيحصل عليها من الإدارات في حال إقناع موكله بتوقيع عقده الجديد.

ومع انتشار ظاهرة العقود القصيرة، فإنّ الجماهير ستشهد صناعة جديدة في عالم كرة القدم يقودها اللاعبون بأنفسهم. وربما خلال السنوات المقبلة، سيجد الوكلاء أنفسهم خارج اللعبة، مع توقف اللاعبين عن الاعتماد عليهم.

المساهمون