هسينهوتل..كيف غير المدرب "الجاسوس" واقع "القديسين"

22 يناير 2021
هسينهوتل مدرب فريق ساوثهامبتون (Getty)
+ الخط -

بات فريق ساوثهامبتون بوضع مغاير، بعد أن نجح في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومن خلال الانتصار على نيوكاسل، في تصدر الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الأولى، وهو إنجاز تاريخي جاء بعد 5 أشهر من توقيع المدرب رالف هسينهوتل على تمديد عقده لمدة أربع سنوات حتى 2024.

التطور الأخير، كان أمرا نادرا في نادٍ يعيش سلسلة من تغيير المدربين، يعني أنه حتى لو بقي النمساوي البالغ من العمر 53 عاما في وظيفته حتى نهاية عقده الأول بعام 2021، فسيكون مدربا لما لا يقل عن 130 مباراة، في الوقت الذي كان آخر مدير فني وصل لهذا الرقم هو كريس نيكول، الذي كان مسؤولا عن "القديسين" بدوري الدرجة الأولى وتم إقالته عام 1991.

وتعد الظاهرة الأبرز، أن ارتقاء ساوثهامبتون للصدارة، جاء بعد 13 شهرا، من هزيمة النادي القاسية 9-0 على أرضه أمام فريق ليستر سيتي بالدوري الإنكليزي الممتاز.

لكن هذه الهزيمة كانت نقطة الانطلاق، التي عززت الرابطة بين هسينهوتل والرئيس التنفيذي مارتن سيمنس، الأمر الذي ولد نجاحا كبيرا، ويبدو أن أنصار ساوثهامبتون على موعد مع مستقبل مشرق.

وقال ستيفان غالم، مدير كرة القدم بالنادي، الذي كان مدربا لفريق أقل من 19 عاما في عام 2007، في تصريح صحافي، وعندما وصل إلى هسينهوتل لتولي مسؤولية ذات الفريق: "لم يأت ليقول إنه يعرف كل شيء، لكن يمكنك أن ترى أنه كان يحاول تقديم شيء جديد".

وصنع هسينهوتل سمعته في فريق إنغلوشتاد بألمانيا، حيث نجح في قيادتهم من الدوريات الدنيا، إلى الدرجة الأولى في إنجاز تاريخي، جاء خلال عامين أشرف بهما على الفريق.

وقدم نجاحه في الفريق المغمور، فرصة له في تولي مهمة الإشراف على نادي لايبزيغ، التي استمر بها لمدة عامين، قبل أن يغادر بالتراضي بعد حصوله على المركز السادس.

ولجأ المدرب في ألمانيا، إلى التجسس على معسكرات المنافسين، وهذه ما أكده في مقابلة سابقة، مضيفا أنه راقب تدريب بوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباخ، وهو على دراجته الهوائية باستخدام منظار.

وتابع في تصريح سابق "من الأفضل أن تكون متخفيا لأنه بخلاف ذلك سيتعرف الجميع عليك. فعلت نفس الشيء مع منتخب إيطاليا عندما كانت ألمانيا تستعد لكأس العالم. ربما أكون مجنونا قليلا بهذه الطريقة لكنها جعلتني مدربا أفضل".

وكان هسينهوتل، عازف البيانو الموهوب، والذي مثل رديف فريق بايرن ميونخ في نهاية مسيرته، عاطلا من العمل لمدة ستة أشهر فقط، عندما تواصلت معه إدارة ساوثهامبتون، ليأتي ويهز نهجه النادي الذي كان يسير بلا هدف، بعد سلسلة من التعاقدات المخيبة للآمال، كإنفاق مبلغ 19 مليون جنيه إسترليني لضم المهاجم الأرجنتيني جيدو كاريلو، الذي انتقل بعد عامين ونصف إلى إلتشي بالمجان؛ و18 مليون جنيه إسترليني لماريو ليمينا، المعار إلى فولهام؛ و15 مليون جنيه للمدافع الهولندي ويسلي هودت، الذي تمت إعارته إلى سيلتا فيغو.

ولجأ هسينهوتل إلى التكتيك الذي خدمه جيدا في إنغلوشتاد ولايبزيغ، ليحصد سلسلة من سبعة انتصارات في 11 مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز، ويرتقي بـ"القديسين" من المركز التاسع عشر المهدد بالهبوط، إلى المركز التاسع.

وأكد المدرب النمساوي في تصريحات سابقة، أن أولوية ساوثهامبتون هي استعادة سمعته كفريق بارز في عملية تطوير المواهب، لذا يخطط المدير الفني لضمان استخدام جميع فرق الفئات العمرية نفس الأساليب لما يسميه بـ"المراحل الأربع من كرة القدم"، (مع الكرة وبغيابها، واللعب والاستخدام).

وأضاف "سنبحث عن اللاعبين الذين يمكنهم مساعدتنا على المدى القريب ونمنحهم الوقت والثقة والفرصة لإظهار قدراتهم، سنحاول بشكل خاص الاعتماد على اللاعبين الشباب وتطويرهم".

وصنع المدرب الحدث الأبرز، بعد أن قاد فريقه للإطاحة بليفربول، في أول لقاء له بعد إكماله فترة العزل الذاتي، بعد إصابة زوجته بفيروس كورونا، لينهمر المدرب في نوبة بكاء، بعد صافرة نهاية اللقاء.

المساهمون