هاميلتون يعاني في بداية موسم فورمولا1: حلم "الثامنة" يتبخر سريعاً؟

هاميلتون يعاني في بداية موسم فورمولا1: حلم "الثامنة" يتبخر سريعاً؟

31 مارس 2022
هاميلتون يواجه أزمات في بداية الموسم (إيريك ألونسو/Getty)
+ الخط -

شهدت بداية موسم بطولة العالم للفورمولا 1، أحداثاً عديدة بعد مرور جولتين فقط من بداية التنافس، ما يؤكد أن بطولة سنة 2022 لن تختلف من حيث الإثارة عن الموسم الماضي، بل إن جماهير فورمولا 1 ستعيش على وقع تنافس أقوى، ولن يُحسم مصير البطولة إلا خلال الجولات الأخيرة.

وفرض فريق فيراري نفسه نجم أول جولتين، ففي الجولة الأولى انطلق شارل لوكليرك في المركز الأول وخلفه زميله في الفريق كارلوس ساينز، قبل أن يُتوج لوكليرك بالسباق وحل زميله الإسباني ثانياً، وكان واضحاً أن الفريق يملك كل الإمكانات لإعلان نفسه بقوة.

وخلال الجولة الثانية في السعودية، انطلق ثنائي فيراري في المركزين الثاني والثالث، وحافظا على مركزيهما في النهاية ليتصدرا الترتيب العام في بداية البطولة، ورغم أنّه لا يمكن القول أن فيراري ستحصد بطولة العالم بعد سنوات من الانتظار إلا أن عودة الفريق بقوة ستجعل التنافس يشتد في الجولات القادمة.

انفراج لفريق ريد بول

خرج فريق ريد بول دون نقاط بعد الجولة الأولى في البحرين، حيث اضطرّ ماكس فيرستابن وسيرجيو بيريز إلى الانسحاب قبل لفّات من نهاية السباق بعد مشاكل مختلفة لكل سائق منهما، لتكون الجولة الأولى مخيبة لجماهير الفريق التي كانت تحلم ببداية قوية بالنسبة إلى بطل العالم 2021، ولكن الصدمة كانت قوية.

وتدارك فريق ريد بول البداية الضعيفة، ونجح خلال الجولة الثانية في الحصول على المركز الأول في خط الانطلاق عبر المكسيكي بيريز، قبل أن يصنع فيرستابن الحدث ويتجاوز لوكليرك قبل 3 لفات من نهاية السباق ويتوج بمرحلة السعودية، وبالتالي استعاد الفريق مكانته في منافسات المصنعين وأظهر سائقه الأول أنّه قادر على الدفاع عن لقبه.

هاميلتون من خيبة إلى أخرى

لم يكن البريطاني لويس هاميلتون، سائق مرسيدس جاهزاً لبداية الموسم فبعد الجدل الكبير الذي رافق فترة الراحة الشتوية، بخصوص مستقبله في منافسات فورمولا 1 بعدما ساد الاعتقاد أنه قد يعتزل نهائياً بسبب الأحداث التي عرفتها الجائزة الكبرى الأخيرة في الموسم الماضي والتي خسر بسببها بطولة العالم لفائدة فيرستابن.

واتضح منذ التجارب الرسمية التي تسبق بداية الموسم، أن هاميلتون ما زال يعاني بسبب خسارة بطولة العالم في الموسم الماضي وعدم قدرته على الحصول على اللقب الثامن في مسيرته رغم أنّه كان قريباً جدا من تحقيق ذلك ولكن لفة واحدة كلفته غالياً، وافتقدت سيارة هاميلتون السرعة الضرورية التي تسمح بتحقيق أوقات تساعده على اقتحام الموسم من الباب الكبير وهو ما تأكد في سباق السعودية الذي كان صعباً على هاميلتون.

مركز متأخر في خط الانطلاق

تأكدت صعوبات هاميلتون خلال التجارب الرسمية يوم السبت، فقد فشل بطل العالم 8 مرات في التأهل للمرحلة الثانية من التجارب، وسط ذهول كل المشاركين ذلك أنّها المرحلة الأولى التي لا يقدر خلالها البريطاني على التأهل بعد 83 سباقاً متتالياً وذلك منذ سنة 2017، وهذا المركز كشف عن حجم الصعوبات التي يعاني منها هاميلتون.

ولم يكن البريطاني جاهزاً ذهنياً، ذلك أن تصريحه في نهاية التحارب الرسمية كشف عن إحباطه الشديد عندما قال إنّ كل ما يفكر فيه هو العودة إلى منزله، كما ظهرت علامات الإحباط على مدير الفريق توتو وولف الذي لم يكن قادراً على مساعدة سائقه المدلل على تفادي الأزمة.

وخلال السباق، لم يكن الوضع مختلفاً فقد اكتفى هاميلتون بالحصول على المركز العاشر، حيث استفاد أساساً من انسحاب أربعة سائقين كانوا أمامه في الترتيب وبالتالي فإن الفضل في دخوله لمنطقة النقاط يعود أساساً إلى عامل الحظ، فقد ظهر في بعض اللفات غير قادر على تجاوز سيارات لا تملك محركاً قوياً مثل محرك مرسيدس.

ورغم أن لويس هاميلتون حل ثالثاً في السباق الأول في السعودية، إلا أنه كان بعيداً من مستوى ثنائي فيراري وقد استفاد من الانسحابات الكثيرة لسائقين كانوا في مراكز متقدمة ليجد نفسه يعود على منصة التتويج دون أن يبذل مجهوداً كبيرا.

إشكال في غياب الرغبة أم في السيارة؟

كان متوقعاً أن تواجه بعض الفرق صعوبات خلال بطولة العالم، ذلك أن التعديلات التي اعتمدها الاتحاد الدولي على قوانين هذا الموسم، كان الهدف منها إعادة الحماس إلى البطولة وبالتالي فإن مرسيدس تأثرت كثيراً بخسارة مصادر قوتها الأساسية، وظهرت السيارة في بعض اللفات غير متوازنة وبالتالي يضطر السائق إلى تغيير أسلوبه في القيادة تفادياً للحوادث.

وهذا التراجع في مستوى قوة مرسيدس لا يجب أن يحجب عدم استعداد هاميلتون للدفاع عن حظوظه بكل قوة، باعتبار أن زميله في الفريق روسيل لا يعاني من المشاكل نفسها ونتائجه في بداية البطولة تعتبر إيجابية قياساً بنقص خبرته وعدم تأقلمه مع السيارة، في وقت ظهر فيه هاميلتون وكأنه يقود للمرة الأولى سيارة مرسيدس بسبب التعديلات الأخيرة التي خدمت فريق فيراري إلى حدّ الآن.

منافسة داخل الفريق

ورغم أن فريق مرسيدس يبدو متفائلاً بخصوص إحراز تقدم في الجولات القادمة، إلا أن الحصول على بطولة العالم للمرة الثانية في سجل هاميلتون لن يكون سهلا، فخلال 21 سباقاً سيحتاج إلى حظ كبير حتى يتدارك الفارق عن فيراري وريد بول، كما أنّه سيكون مجبراً على الظهور بمستوى أفضل منذ الجولة القادمة حتى لا يتسع الفارق عن الثنائي الأول حيث يقود لوكليرك الترتيب برصيز 45 نقطة ويحتل سانيز المركز الثاني برصيد 33 نقطة وفيرستابن المركز الثالث برصيد 25 نقطة بينما يحتل هاميلتون المركز الخامس بـ16 نقطة خلف زميله في الفريق روسيل الذي يملك 22 نقطة.

رياضات أخرى
التحديثات الحية

وإذا تواصل الوضع على ما هو عليه الآن، فإن فريق مرسيدس سيجد نفسه في موقف صعب من خلال ضرورة دعم سائقه الجديد روسيل الذي قد يحقق نتائج أفضل من هاميلتون، وهذا الوضع لم يسبق أن عاشه هاميلتون في السنوات الماضية حيث تمتع دائما بدعم زميله في الفريق فالتيري بوتاس، ولكن هذا الموسم قد يكون مطالباً بتقديم خدمة إلى الوافد الجديد رغم أن هاميلتون قادر على قلب الطاولة على منافسيه مثلما فعل الموسم الماضي عندما عاد وتجاوز فيرستابن واقترب من حصد بطولة العالم، وتحطيم الرقم القياسي الذي تأجل إلى هذا الموسم.

المساهمون