استمع إلى الملخص
- يسعى باريس سان جيرمان لتحقيق لقبه الأول في دوري الأبطال، مستفيدًا من تألق لاعبيه مثل دوناروما وماركينيوس وديمبيلي، رغم نقص خبرة بعض المواهب الشابة.
- يعتمد إنتر ميلان على دفاعه القوي وخبرة لاعبيه بقيادة المدرب سيموني إنزاغي، لتحقيق لقبه الرابع في دوري الأبطال واستعادة المجد للكرة الإيطالية.
تتوجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية مساء اليوم نحو ملعب أليانز أرينا ميونخ، الذي يحتضن نهائي دوري أبطال أوروبا بين إنتر وباريس سان جيرمان على وقع توقعات متضاربة للمحللين والمتتبعين الذين انقسموا بين من يرشح الفريق الفرنسي بمواهبه للظفر بلقبه الأول من نوعه، وهو في أفضل أحواله الفنية والمعنوية بعد إطاحة ثلاثة أندية إنكليزية في دور خروج المغلوب، وتتويجه بثلاثية الدوري والكأس وكأس السوبر الفرنسي، ومن يرجح كفّة إنتر، بخبرة لاعبيه وصلابة دفاعه لتعويض إخفاقه في الحفاظ على لقب الدوري وخروجه في نصف نهائي كأس إيطاليا، وهو في أسوأ أحواله المعنوية رغم تأهله إلى النهائي على حساب البرسا الذي كان أحد أكبر المرشحين للفوز باللقب، خصوصاً بعد خروج المرشحين التقليديين ريال مدريد، ومانشستر سيتي، وليفربول والبايرن.
مع نهاية شهر ديسمبر الماضي كان الفريق الفرنسي قريباً من الخروج من المسابقة، عندما تأهل إلى الملحق المؤهل للدور السادس عشر بصعوبة كبيرة، بعدما تعرّض لخمس خسائر في دور المجموعات، قبل أن يتحول إلى غول أطاح ليفربول في ثمن النهائي، ثم أستون فيلا في ربع النهائي، وأرسنال في نصف النهائي، فتحول إلى مرشحٍ للمنافسة على اللقب وتعويض ما فاته سنة 2020 عندما خسر النهائي أمام البايرن، وبالتالي تكرار ما فعله الغريم مرسيليا ضد الميلان في المدينة نفسها "ميونخ"، التي كانت دوماً تمنحنا بطلاً جديداً كلّما احتضنت نهائي دوري الأبطال منذ فوز نوتنغهام فورست سنة 1979، إلى مرسيليا سنة 1993، ثم دورتموند عام 1997، وتشلسي في 2012.
مؤشرات عديدة توحي بأن باريس سان جيرمان هو الأقرب لتحقيق اللقب إذا كان في أفضل أحواله الفنية، وكان لاعبوه في أحسن أحوالهم النفسية والذهنية رغم نقص خبرة الكثير من مواهبه الشابة حديثة العهد بالمستوى الأوروبي العالي، ومنافسة دوري الأبطال التي تقتضي الخبرة والتجربة والثقة في النفس، رغم وجود الحارس البارع دوناروما، والمدافع القائد ماركينيوس، وهداف الفريق المهاجم الدولي الفرنسي عثمان ديمبيلي، لكن صغر سنّ فيتينيا، ديزيريه دوي، وباركولا قد يشكل عائقاً أمام الفريق الباريسي في مواجهة الإنتر بإرادة لاعبيه المخضرمين، الذين يقودهم الدولي الإيطالي نيكولو باريلا والأرجنتيني لوتارو مارتينيز، والتركي المتميز هاكان تشالهانوغلو.
رغم ظروفه النفسية المحبطة بسبب خسارته الدوري الإيطالي في الأنفاس الأخيرة من الموسم، فإن الإنتر يعوّل على منظومة دفاعه الأفضل في دوري الأبطال، وخبرة لاعبيه وحرارتهم وروحهم الاستثنائية في مثل هذه المواجهات على أمل إنقاذ موسمهم وتعويض ما فاتهم قبل موسمين في النهائي الذي خسروه أمام السيتي، والتتويج باللقب الرابع من نوعه لأحد أعرق الأندية الايطالية والأوروبية بقيادة مدربه سيموني إنزاغي، الذي يريد تكرار معجزة نصف النهائي أمام برشلونة، ليصبح أول مدرب إيطالي يفوز مع الإنتر بدوري الأبطال، ويسعى لتجنّب الخسارة الثالثة على التوالي في النهائي، إذ يأمل بالتالي استعادة المجد الضائع للكرة الإيطالية على مستوى المسابقات الأوروبية للأندية.
أول نهائي دوري الأبطال يجمع بين فريقين من خارج إنكلترا، وإسبانيا، وألمانيا منذ عشرين سنة سيكون مفتوحاً على كلّ الاحتمالات ويتوقف على اللياقة يوم المباراة والتركيز الجيد الذي يسمح بالاستثمار في الفرص المتاحة التي يتوقع أن تكون قليلة في مواجهة تكون مغلقة ككل المباريات الكبيرة التي تحضر فيها الأندية الإيطالية بنفسها الطويل وثقافتها الكروية التي تسعى لتجنب تلقي الأهداف قبل التفكير في تسجيلها رغم تمكّنها من تسجيل أربعة أهداف أمام البرسا في نصف النهائي، وهو الأمر الذي لا يبدو أنّه سيتكرر في نهائي تبدو الحظوظ فيه متكافئة رغم تباين إمكانات لعب كلّ فريق وأسلوبه.