نهائي السوبر الألماني... كلاسيكو بايرن ودورتموند لحصد اللقب

نهائي السوبر الألماني... كلاسيكو بايرن ودورتموند لحصد اللقب

30 سبتمبر 2020
خبرة ميونخ وطموح دورتموند في صراع "السوبر" الألماني (Getty)
+ الخط -

يتواجه قطبا ألمانيا؛ بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند، اليوم الأربعاء، على ملعب "أليانز أرينا" في ميونخ، بنهائي كأس "السوبر" الذي جاء هذه المرة في ظروف استثنائية، ستحرم آلاف الجماهير من حضورها بسبب تفشي فيروس كورونا.

وسيتواجه الفريقان في نسخة مغايرة نوعاً ما عن نسخة الموسم الماضي، بعد أن عرفت التشكيلات رحيل لاعبين وقدوم آخرين، فضلاً عن التباين في التحضير البدني بين اللاعبين، مما قد يؤثر على الأداء العام للمباراة.

فرق في موازين القوى

وستكون المباراة فرصة لكل نادٍ من أجل تحقيق بداية موسم قوية، رغم الفرق في موازين القوى من حيث نجاحات الموسم الماضي، إذ خرج "البافاري" متفوقاً بتحقيقه الثنائية المحلية، وكذلك لقب دوري أبطال أوروبا بعد تفوقه في المباراة النهائية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، بعدما قدم مردوداً ممتازاً في الأدوار النهائية، بما فيه الفوز التاريخي على برشلونة الإسباني بثمانية أهداف مقابل اثنين.

أما دورتموند، فلا يزال يعاني من غياب الألقاب المحلية والقارية، بسبب السياسة التي ينتهجها مجلس الإدارة، ببيع نجومه مع نهاية كل موسم لتسيير مصاريف الموسم الموالي، الأمر الذي شكّل حاجزاً للمدربين الذين أشرفوا على النادي مؤخراً، رغم إصرارهم على التألّق وتحقيق الألقاب.

 معنويات سيئة

نجح الفريقان المتنافسان في "السوبر"، في تحقيق انطلاقة مميزة بأول مباريات الدوري الألماني، حيث فازا في الأسبوع الأول، قبل أن يصطدما بقوة مع أوغسبورغ وهوفنهايم في المباراة الثانية، التي جاءت قبيل أيام قليلة على قمة الأربعاء، وأدخلت الشكوك في جماهير الفريقين.

وانهزم "البافاري" في مفاجأة غير متوقعة، أمام هوفنهايم بقيادة نجمه الهداف الكرواتي، أندري كراماريتش، بنتيجة كبيرة (4-1)، بينما سقط دورتموند في مدينة أوغسبورغ أمام النادي المحلي، بهدفين خلطا أوراق المدرب السويسري لوسيين فافر الذي أخفق في رهانه على الشباب.

ويخشى عشاق كرة القدم الألمانية أن تؤثر النتائج السلبية على الفريقين، غير أنها قد تكون دافعاً للتعويض، وإرضاء الجماهير المصرة على تحقيق فوز أمام الغريم، وهو ما يجعل الإثارة مرتقبة من دون شك.

هل يؤثر رحيل النجوم على المباراة؟

وعرف بايرن ميونخ رحيل بعض الأسماء اللامعة التي وضعت بصمتها على نتائج الفريق خلال الموسم الماضي، على غرار البرازيلي فيليبي كوتينيو  العائد إلى برشلونة الإسباني، والمنتهية إعارته من إنتر ميلانو الإيطالي، الكرواتي إيفان بريزيتش، ورغم أنّ الثنائي لا يشارك في التشكيلة الأساسية عادة، إلا أن تأثيرهما كبديلين واضح، إذ سيشكل رحيلهما خسارة أوراق هجومية مهمة للمدرب الألماني هانسي فليك. كما غادر الإسباني تياغو ألكانتارا إلى ليفربول الإنكليزي، وهو الذي وضع بصمته في النهائي أمام "الباريسي" وحصد لقب أبطال أوروبا مع البايرن.

بينما خسر دورتموند أبرز ورقة في الفريق، وهي النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي فضّل عرض "النيراتزوري" إنتر ميلانو على البقاء في ألمانيا أو العودة نحو ريال مدريد الإسباني، مما دفع المدرب فافر إلى اعتماد منهج جديد فيه الكثير من المخاطرة.

رهان الشباب وخبرة النجوم.. من سيتفوق؟

وسيدخل نادي بايرن ميونخ معتمداً على قائمة نجومه التي يقودها الهدّاف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والخبير الألماني توماس مولر، من أجل تحقيق اللقب في الموسم الجديد، حيث سيستغل المدرب فليك جميع أوراقه من أجل التفوق على نظيره في أول اختبار حقيقي وتحت ضغط كبير.

فيما انتهج فافر سياسة تعتمد بكاملها على الشباب، مثلما كان في المباراة الأولى التي فاز فيها الفريق على بوروسيا مونشنغلادباخ (3-0)، بفضل الأميركي جيو رينا (17 عاماً) والإنكليزي جودي بيلينغهام بنفس عمر زميله، إضافة إلى النرويجي إيرلنيغ براوت هالاند الذي لم يتجاوز 20 عاماً.

الإرهاق كابوس بايرن ميونخ

ويعاني نجوم "البافاري" من تراكم المباريات، بعد أن خاض الفريق عدداً كبيراً من المواجهات منذ استئناف المنافسات، وكان منها ما استوجب مجهوداً مضاعفاً كمباراة نهائي "تشامبيونزليغ"، ما من شأنه أن يؤثر على اللياقة البدنية للاعبيه.

وأمام هذا الوضع، اضطر المدرب فليك إلى منح فرصة الراحة للاعبيه في مباراة هوفنهايم، وعلى رأسهم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي قال عقب اللقاء الأخير: "نشعر بإرهاق شديد"، فيما عاكسه الحارس الألماني إيمانويل نوير عندما صرّح "علينا ألا نتحدث عن التعب في الوقت الحالي".

غياب الجماهير يفقد القمة نكهتها

وترتبط مباراة القمة بين الفريقين دائماً بالجماهير التي تصنع أجواء رهيبة في المدرجات. وعكس مباريات الدوري، قرّر الاتحاد الألماني بوصاية من الحكومة، تنظيم كأس "السوبر" من دون جماهير، في ظل ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا وتسجيل أرقام مخيفة.

وأكّدت صحيفة "بيلد"، أنّ القرار جاء ليفقد المباراة متعتها، لكنه كان مهماً من الجانب الصحي، خاصة أنّ عدد الإصابات في ميونخ بلغ الآلاف في الأسبوع الأخير.

صراع ناري بين ليفاندوفسكي وهالاند

وسيعول نادي بوروسيا دورتموند على نجمه الواعد إيرلينغ هالاند، في مواجهة البلوندي ليفاندوفسكي، إذ أكّد قائد الفريق السابق الألماني سيباستيان كيهل، أن نجم سالزبورغ السابق سيكون أمام إجبارية التألّق وإثبات الأرقام التي حققها، بتسجيل 16 هدفاً في 18 لقاء مع الفريق، ورفع التحدي في المنافسة التي سيشارك فيها لأول مرة.

أما ليفاندوفسكي، الذي بقي على دكة البدلاء في المباراة الأخيرة، فإن حظوظه في التسجيل تبقى الأوفر، حيث يعتبر هدّاف المنافسة بالتخصّص، بفضل 5 أهداف سجلها مع بايرن فيها، الأمر الذي سيجعل الصراع قوياً بين الخبرة وطموح الشباب.

تفوق تاريخي بسيط للبافاري

وسيتواجه الغريمان في النسخة 21 من المنافسة، بتفوق تاريخي بسيط لبايرن ميونخ، وهو ما يعكس التوازن القائم بينهما في هذه المنافسة خاصة، وهو عامل معنوي سيسعى من خلال مدرب دورتموند إلى تحفيز لاعبيه الشباب.

وحقّق بايرن ميونخ 7 كؤوس، كان آخرها سنة 2018، عندما سحق أينتراخت فرانكفورت بخمسة أهداف من دون مقابل، بينما توج بوروسيا بالنسخة الأخيرة على حساب "البافاري" بهدفين من دون مقابل، ما يجعل باب التوقعات مفتوحاً على أي نتيجة.

المساهمون