قدمت بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على مدار السنوات الماضية، بعضاً من أفضل المواهب في طليعة كرة القدم الآسيوية.
ومع انطلاق نسخة 2022، تبحث الأندية من منطقة "غرب آسيا" التي تتطلع إلى الذهاب بعيداً في هذه النسخة عن لاعبيها المتميزين لإظهار قدراتهم، من اللاعبين المحليين، إلى التعاقدات الكبيرة، إلى المواهب المكتشفة التي اعتُمِد عليها في بطولات الدوري المحلية. وهناك خمسة لاعبين يُمكنهم صناعة الفارق في صفوف فرقهم خلال المجموعات الثلاث في منطقة الغرب.
السنوسي الهادي
أول هؤلاء اللاعبين، هو النجم الليبي السنوسي الهادي، لاعب العربي الكويتي، فعندما أعلن نادي العربي تعاقده مع لاعب خط الوسط غير مشهور في صيف عام 2019، قوبلت الصفقة بتشكيك من مشجعي الفريق الكويتي، حيث لم يلعب اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً خارج بلاده إلا في دوري الدرجة الثانية السعودي لكرة القدم.
وبعد ثلاث سنوات، يُرحب الجميع بصانع الألعاب الآن، باعتباره أحد أفضل التعاقدات في تاريخ الدوري الكويتي الممتاز، بعدما قاد فريق العربي إلى إنهاء احتكار الثنائي الذي دام 17 عاماً ما بين فريقي الكويت والقادسية، بفوزه بلقب الدوري المحلي لموسم 2020-2021، إضافة إلى لقب كأس السوبر الكويتي بعدها بشهور.
هو لاعب خط وسط مُبدع يتمتع برؤية ومهارات ساحرة على الكرة. وأنهى الهادي الموسم الماضي برصيد ستة أهداف و14 تمريرة حاسمة من 17 مباراة، وأضاف أربعة أهداف أخرى هذا الموسم، ليحصل على عقد جديد يبقيه في النادي الكويتي حتى نهاية موسم 2023 رغم العديد من العروض التي تلقاها اللاعب الليبي.
وسيكون التحدي التالي أمام العربي تجاوز دور المجموعات في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى منذ عام 2009.
محمد مرهون
ومن بين اللاعبين أيضاً، البحريني محمد مرهون، لاعب فريق الرفاع، الذي واصل هيمنته على كرة القدم البحرينية في السنوات الأخيرة، وحقق لقب الدوري للمرة الثالثة في أربع سنوات، ولم يكن أي لاعب مؤثراً في نجاح فريقه مثل لاعب خط الوسط محمد مرهون.
وعلى الرغم من لعبه دوراً كبيراً في صناعة اللعب، كان مرهون هدّاف فريقه، حيث أحرز تسعة أهداف هذا الموسم، وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وبعدما بلغ من العمر 24 عاماً، أثبت مرهون نفسه بالفعل أنه من ألمع المواهب في البلاد، حيث شارك في أربع مباريات في كأس آسيا 2019 عندما وصلت البحرين إلى دور الـ16، حتى أنه نال فرصة اللعب في كرة القدم الأوروبية، مع خوضه فترة وجيزة في الدوري التشيكي مع نادي بوهيميانز 1905، قبل أن يعود إلى نادي طفولته، الرفاع.
وأكبر إنجاز حتى الآن في مسيرة لاعب خط الوسط الذي يستشهد بالنجم أندريس إنييستا كنموذج يحتذى به، تسجيله هدف الفوز أمام العراق في قبل نهائي كأس الخليج 2019، وذلك في طريق منتخب البحرين إلى تحقيق الفوز باللقب في نهاية المطاف، وهو أول لقب له في هذه البطولة على الإطلاق.
كريم درويش
ويبرز من اللاعبين في البطولة أيضاً، اللبناني درويش، لاعب الأنصار. فبعدما بدأ مسيرته الكروية في الأقسام الدنيا في ألمانيا، حيث ولد هناك، ليعود كريم درويش إلى وطنه الأم لبنان في عام 2018، وأصبح تدريجياً أحد النجوم الصاعدين في البلاد، ليبدأ ظهوره الدولي لأول مرة مع منتخب الأرز في عام 2020، السنة التي التحق فيها بعملاق بيروت فريق الأنصار.
وعلى الرغم من مشاركة مليئة بالإصابات في موسم 2020-2021، تمتع درويش بالنجاح في موسمه الأول في الأنصار، حيث ساهم في فوز الفريق بأول لقب للدوري منذ موسم 2006-2007، لإنهاء أطول فترة جفاف في تاريخ النادي الأكثر نجاحاً في لبنان.
وخاض اللاعب ثلاث مباريات كبديل في كأس الاتحاد الآسيوي 2021، حيث خرج الأنصار من دور المجموعات، لكنه يتوقع أن يكون له تأثير أكبر هذا الموسم، ومنذ ذلك الحين تطور ليصبح أحد اللاعبين الأساسيين لفريقه، أنهى الموسم المحلي 2021-2022 بطريقة مميزة، ليصبح هدّاف الأنصار بستة أهداف.
خالد تكجي
ويبرز مواطنه لاعب النجمة اللبناني المخضرم، الذي لا يزال مصدر إلهام لفريق طفولته، بعد 16 عاماً من انضمامه إليه لأول مرة. وشهد المسار الكروي غير التقليدي للاعب تكجي دخوله في لعبة كرة الصالات بعد عامين فقط من مسيرته الكروية مع النجمة، ليصبح أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة الصالات اللبنانية وقائد المنتخب.
وسجل 16 هدفاً في أربع نسخ من بطولة آسيا لكرة الصالات بين عامي 2007 و2012، ما ساعد لبنان على الوصول إلى ربع النهائي في كل واحدة منها.
ثم عاد إلى النجمة في عام 2012، وقضى السنوات الخمس التالية لاعباً في صفوف النادي، حيث ظهر في 12 مباراة في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي وصل خلالها النادي اللبناني إلى دور الـ16 في نسخة 2014.
ونجح في التسجيل خلال الخسارة 1-2 خارج أرضه أمام المحرق عام 2017. وسببت الإصابة تقليص موسمه المحلي الحالي، لكن النادي أعلن أن تكجي عاد إلى لياقته الكاملة قبل انطلاق الموسم القاري المقبل.
مهدي برحمة
ويظهر أيضاً المغربي برحمة، لاعب الكويت الكويتي، حيث أنتج صيف العام الماضي في نادي الكويت نتائج متباينة، إذ فشل أمثال جون أوبي ميكيل وسردور رشيدوف في إحداث أي تأثير، لكن الفريق الكويتي سيكون أكثر من سعيد بنفقاته على صانع الألعاب المغربي مهدي برحمة. وسيكون اللاعب القادم من نادي قطر القطري في تموز/يوليو 2021 والبالغ من العمر 29 عاماً أكثر تصميماً على إضافة لقب قاري رابع ويسجل رقماً قياسياً، بعدما استعادوا لقب الدوري الكويتي الذي خسروه أمام العربي الموسم الماضي، ليعادلوا رصيد غريمهم البالغ 17 لقباً ولعب المغربي دوراً أساسياً هذا الموسم في ذلك.