استمع إلى الملخص
- ماركو أسينسيو وديلي آلي وخيسيه رودريغز هم أمثلة على لاعبين لم يحققوا النجاح المتوقع رغم مواهبهم، بسبب الإصابات والمشاكل الانضباطية.
- بويان كريكتش وماريو بالوتيلي لم يلبوا التوقعات العالية بسبب عدم الانضباط والتنقل بين الأندية، مما أثر على مسيرتهم الكروية.
لا تعترف كرة القدم الحديثة بموهبة نجوم اللعبة والفنيات والمراوغات فقط، بل تشترط تكاملاً بين الجوانب الفنية والانضباطية، لتضاف إلى الظروف المواتية الموضوعة أمام اللاعبين من الإدارة، وهنا ستظهر النتيجة التي يأملها الجميع. لكن التخطيط لا يسير في كل مرة بالشكل المرغوب فيه من اللاعب وناديه، بدليل وجود نجوم أنصفتهم قدراتهم العالية وخانهم مشوارهم الكروي، فعانوا خيبة الأمل لسنوات طويلة، رغم سعيهم المتواصل للنجاح.
وجاء اسم اللاعب الإسباني، ماركو أسينسيو (28 عاماً)، ليكون آخر الأسماء، التي لم تنجح في فرض نفسها مع الأندية، التي لعبت لها، إذ أفاد موقع توب ميركاتو الفرنسي، اليوم الاثنين، بأن باريس سان جيرمان فتح أبواب الرحيل أمام مهاجمه الإسباني، بداية من فترة الانتقالات الشتوية الحالية، نظراً لأنه لا يدخل ضمن مشروع المدير الفني، لويس إنريكي، الذي يُفضل عليه أسماء أخرى، ولفشله عن إبهاره، رغم الفرص التي نالها.
وبالعودة إلى الخلف قليلاً، لم يكن أسينسيو في يوم ما لاعباً خارقاً للعادة في ريال مدريد، مثل زملائه، الذين لعب إلى جانبهم، مثل رونالدو وبايل وباقي الأسماء، ولم يعتمد عليه أغلب المدربين، الذين أشرفوا على "الملكي" بحضوره، لأن أرقامه كانت ضعيفة، إذ لم يسبق أن سجل أكثر من ستة أهداف في موسم واحد بالدوري الإسباني، وبلغ مجموع أهدافه الإجمالي 22 هدفاً في سبعة مواسم، قضاها مع نادي العاصمة (في الدوري).
واستبشرت الجماهير الإنكليزية خيراً، بعد الظهور المميز للاعب خط الوسط، ديلي آلي (28 عاماً)، وتوقعت أن يكون مثل أساطير كرة القدم، مثل ديفيد بيكهام وروني وجيرارد ولامبارد، من ناحية المستوى العالي، وذلك في بداية عام 2015، إذ سجّل أول هدف في ثاني مباراة يحمل فيها ألوان توتنهام هوتسبيرز، عندما واجه ليستر سيتي في الدوري الإنكليزي الممتاز، مما رشّحه ليكون نجماً فوق العادة.
وسرعان ما ساء وضع اللاعب الشاب، لتأثره بالإصابات وتراجع المستوى، ناهيك عن مشاكل انضباطية، حوّلت وضعه من النجم الواعد إلى اسم غير مرغوب فيه، فبدأت رحلة الإعارات، سعياً من مجلس إدارة النادي اللندني لتفادي إفساد مشواره الكروي، إذ انتقل إلى صفوف إيفرتون لموسمين (2022-2024)، ورحل بعدها إلى بيشكتاش التركي، وهما ناديان لم يستطع فرض منطقه معهما، فعاد نحو لندن يجرّ معه أذيال الإخفاق والمصير المجهول.
وأعلن الإعلام الإسباني ميلاد نجم جديد في كرة القدم المحلية، وهو خيسيه رودريغز (31 عاماً)، بعد أن خطف الأضواء مع "الكاستيا"، وهو رديف نادي ريال مدريد، بفضل سرعته وقدرته على المراوغة والتسديد، لدرجة تشبيهه بالبرتغالي كريستيانو رونالدو، لتتم الاستعانة به لأول مرة مع الفريق الأول عام 2011، بطلب من المدرب جوزيه مورينيو، ليعوض المصاب خوسيه كاييخون، في الجولة الصيفية التي قادتهم نحو الولايات المتحدة الأميركية.
واستمر خيسيه مع ريال مدريد حتى عام 2016، مع قدوم زين الدين زيدان، الذي فضّل أن يمنحه دوراً ثانوياً بإبقائه على دكة البدلاء، وهو قرار لم يُعجب اللاعب الشاب، فطلب المغادرة للعب في باريس سان جيرمان، لتنطلق المرحلة الثانية من مشواره، بعنوان الانتقال المتواصل والفشل في إقناع الأندية والمدربين، فقد أعاره الباريسي إلى لاس بالماس الإسباني، ثم ستوك سيتي الإنكليزي، وبعده ريال بيتيس الإسباني، وسبورتينغ لشبونة البرتغالي، كما حمل ألوان أندية ثانية مثل أنقرة غوجو التركي، وسامبدوريا الإيطالي وكوريتيبا البرازيلي، إلى أن استقر في الدوري الإندونيسي مع نادي جوهور دارول.
ويتذكّر عشاق نادي برشلونة مهاجمهم الواعد في 2007، بويان كريكتش (34 عاماً)، بأنه خليفة الأسطورة ليونيل ميسي، الذي سيشبهه في طريقة اللعب، ويقود "البلاوغرانا" إلى تحقيق عشرات الألقاب. ورغم درجة التفاؤل المرتفعة والرغبة في استمرار بروز النجوم في النادي، اصطدم المحبون بعدم قدرة صاحب الأصول الصربية على المنافسة على مكانة أساسية، ليضطر إلى الرحيل عام 2011 نحو روما الإيطالي.
وبدأ مشوار كريكيتش في الانهيار، وبحث عن حلول لإحياء ذكراه وتقاسم النجومية مع اللاعبين عبر الدوري الإيطالي، فغادر صوب ميلان لكنه لم ينجح أيضاً، ورغم عودته إلى برشلونة في العام الموالي، فإنه فقد قدراته، مما أدى به للرحيل إلى أياكس أمستردام الهولندي معاراً، وانتقل في صفقة بيع إلى ستوك سيتي الإنكليزي، وبعدها أُعير مجدداً إلى ماينس الألماني وألافيس الإسباني، قبل أن يسافر باتجاه قارة أخرى من أجل اللعب مع إمبكت مونتريال الكندي، لينهي مشواره الطويل في فيسيل كوبي الياباني.
ويُعدّ مشوار الإيطالي ماريو بالوتيلي (34 عاماً) من بين الأغرب في تاريخ اللعبة، نظراً للآمال الكبيرة، التي كانت معلّقة عليه، ليصبح أسطورة في كرة القدم، فالمؤمنون بهذه الفرضية طرحوا سؤالاً مباشراً هو: ماذا ينقص ماريو ليُصبح الأفضل؟ بما أنه يمتلك القدرات العالية وتلقى التكوين مع الفئات السنية لنادي إنتر ميلان الإيطالي، كما سجّل بداية قوية مع "النيراتزوري".
وإن اختلف ماريو عن باقي اللاعبين في الأسباب، التي منعته من بلوغ سقف كرة القدم العالمية، فإنه يشترك معهم في كثرة الترحال وفشل محاولات إعادة إحياء مشواره، إذ أفسدت تصرفاته وعدم انضباطه مشواره الكروي، فاضطر للانتقال بين الأندية، ليلعب مع عشرات الأندية، مثل مانشستر سيتي وميلان وليفربول في بداية المشوار، قبل أن يتراجع الاهتمام بخدماته من الكبار، ويكتفي بتجارب مع نيس ومرسيليا في فرنسا، وبريتشيا ومونزا في إيطاليا، كما لعب مع أدانا التركي وسيون السويسري.