استمع إلى الملخص
- يواجه المدربون الجدد تحديات مختلفة؛ حيث يعاني ماريسكا مع تشلسي، بينما يحقق موتا نتائج جيدة مع يوفنتوس، ويكافح أموريم لتحسين وضع مانشستر يونايتد، ونجح كونسيساو في تحقيق لقب السوبر الإيطالي مع ميلان.
- تكررت ظاهرة فشل المدربين الناجحين مع أندية الصف الثاني عند انتقالهم للأندية الكبرى، مثل رانييري وإيمري، مما يبرز صعوبة تكرار النجاحات السابقة.
تعاقد عدد من أندية النخبة في قارة أوروبا منذ انطلاق الموسم الكروي الجاري، مع المدربين الذي سبق لهم النجاح مع أندية الصف الثاني في السنوات الماضية، وجاءت هذه الخطوة بهدف العودة إلى منصات التتويج من خلال نقل التجارب الناجحة لهذه الأسماء، لكنها ستواجه تحدياتٍ كبيرة هذه المرة، بسبب الفوارق بين الأندية والضغط الإعلامي والجماهيري الكبير، وغيرها من العوامل الأخرى، وهو ما يفتح الباب أمام تكرار سيناريو العديد من المدربين الذين فشلوا في رحلاتهم مع الأندية الأوروبية الكبيرة، بعدما رفعوا سقف طموحهم عالياً مع الأندية المتوسطة والصغيرة.
وتولى الإيطالي إنزو ماريسكا (44 عاماً)، مسؤولية تدريب نادي تشلسي الإنكليزي في بداية الموسم الحالي، خلفاً للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، إذ اختارته إدارة النادي اللندني على بقية الأسماء الأخرى، بعد نجاحه في قيادة ناديه السابق ليستر سيتي إلى للصعود إلى الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في موسم 2023–2024، علماً أنه سبق له العمل مساعداً للمدرب الإسباني بيب غوارديولا في مانشستر سيتي. وبدأ ماريسكا تجربته مع البلوز بشكل مثالي، قبل أن يتراجع كثيراً في الأسابيع الأخيرة، ليحتل تشلسي المركز الخامس في جدول ترتيب البريمييرليغ لحد الآن برصيد 37 نقطة، بعدما فشل فريقه في تحقيق الفوز خلال آخر خمس مباريات.
ومن جانبه، تعاقد نادي يوفنتوس الإيطالي مع تياغو موتا (41 عاماً)، خلفاً للمدرب ماسيميليانو أليغري المُقال من منصبه، وسبق لموتا أن حمل قميص العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بما فيها برشلونة وأتلتيكو مدريد في إسبانيا، وجنوة وإنتر ميلانو الإيطاليين، بالإضافة إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، كما درّب فريقي جنوة وسبيزيا، قبل أن يصل إلى نادي بولونيا الذي قاده إلى الوصول لبطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما حلّ خامساً في ترتيب الكالتشيو في الموسم الكروي السابق، مع الإشارة إلى أن فريق السيدة العجوز تحت قيادة موتا، حقق الفوز في سبع مباريات وتعادل في 13 لقاءً آخر من دون أن يتعرض لأي خسارة إلى حد الآن، لكنه يحتل المركز الخامس برصيد 34 نقطة، بفارق 13 نقطة عن نابولي المتصدر.
ووصل المدرب البرتغالي روبين أموريم (39 عاماً)، إلى تدريب نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، خلفاً للمدير الفني الهولندي السابق إريك تين هاغ، ولن تكون مهمة المدرب الشاب سهلة في إعادة اليونايتد إلى سابق عهده، كما كان عليه الحال في تجربته الناجحة مع نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي خلال المواسم السابقة، حين توّج بلقب الدوري البرتغالي في مناسبتين، خاصة أنه وجد فريق الشياطين الحمر في حالة كارثية، ويبتعد كثيراً عن مراكز المقدمة في الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ يحتل المرتبة الـ15 برصيد 23 نقطة، وذلك بعد نهاية الجزء الأول من الموسم الحالي.
وأخيراً، عيّن نادي ميلان الإيطالي، البرتغالي سيرجيو كونسيساو (50 عاماً)، مديراً فنياً للفريق الأول، خلفاً لمواطنه باولو فونسيكا، الذي أقيل من منصبه في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقد كتب المدرب السابق لبورتو الذي لعب لسنوات في الدوري الإيطالي مع لاتسيو وبارما وإنتر ميلانو، اسمه بأحرف من ذهب، بعدما قاد الروسونيري إلى التتويج بلقب السوبر الإيطالي مؤخراً، إثر فوزه على فريقي يوفنتوس وإنتر ميلانو، لكنه سيواجه تحدياً كبيراً إذا أراد إعادة الفريق للمنافسة على لقب الكالتشيو في هذه الرحلة، علماً أن رفاق النجم الجزائري إسماعيل بن ناصر يحتلون المرتبة السابعة حالياً برصيد 31 نقطة، بفارق 16 نقطة كاملة عن نابولي صاحب الصدارة.
وسبق هؤلاء، العديد من المدربين الذين حققوا النجاح مع فرق الصف الثاني قبل أن تفشل تجاربهم مع أندية النخبة، لعلّ أبرزهم المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري الذي قاد نادي ليستر سيتي الإنكليزي إلى تحقيق معجزة التتويج بلقب البريمييرليغ في موسم 2015-2016، لكنه فشل في التتويج بأي لقب مع العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة، بما فيها روما ونابولي ويوفنتوس وإنتر ميلانو في إيطاليا، وأتلتيكو مدريد الإسباني وتشلسي الإنكليزي، وهو ما حدث مع المدرب الإسباني أوناي إيمري الذي فرض نفسه ملكاً لمسابقة يوروباليغ، بعد فوزه بهذه البطولة أربع مرات مع فريقي إشبيلية وفياريال الإسبانيين، كما قاد نادي أستون فيلا الإنكليزي للتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام 41 سنة، لكنه فشل في تجربته مع ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي وأرسنال الإنكليزي.
وتطول قائمة المدربين أكثر بوجود أسماء أخرى، أمثال المدرب الإسباني كيكي سيتيان الذي كان يُعد اكتشاف الليغا مع فريق ريال بيتيس، قبل أن يفشل مع نادي برشلونة الذي تعرض في عهده لخسارة مدوية أمام نادي بايرن ميونخ الألماني في مسابقة التشامبيونزليغ بنتيجة (8-2)، وهو الحال نفسه للمدرب الاسكتلندي ديفيد مويس، حين درّب نادي إيفرتون الإنكليزي لمدة 11 عاماً، قبل أن يخلف مواطنه أليكس فيرغسون في فريق مانشستر يونايتد، لكنه أنهى الموسم في المركز السابع في ترتيب البريمييرليغ، وتوّج بلقب الدرع الخيرية فقط، لتتم إقالته بعد عشرة أشهر فقط من وصوله إلى قلعة أولد ترافورد، وسار المدرب الهولندي إريك تين هاغ على خُطاه، عقب تجربته المميزة مع فريق أياكس أمستردام بين سنتي 2017 و2022، إذ ترك وراءه إنجازات كبيرة أبرزها الفوز بستة ألقاب هناك، لكنه فشل في رحلته مع اليونايتد، بالرغم من فوزه بكأسي الرابطة والاتحاد الإنكليزيين.