نابولي يستضيف إنتر في قمة حسم صدارة الكالتشيو

01 مارس 2025
لقطة من لقاء نابولي وإنتر، 10 نوفمبر 2024 (بييرو كروشياتي/أناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد المواجهة بين نابولي وإنتر ميلان تنافساً حاداً على صدارة الدوري الإيطالي، حيث يتصدر إنتر ميلان برصيد 57 نقطة ويلاحقه نابولي بفارق نقطة واحدة.
- يسعى إنتر للحفاظ على لقبه تحت قيادة سيموني إنزاغي، بينما يحاول نابولي تحسين نتائجه مستغلاً عدم مشاركته في المسابقات الأوروبية.
- يواجه نابولي تحديات بعد خسارة لاعبه كفاراتسخيليا، بينما يعاني إنتر من تراجع دفاعي وإصابة الحارس سومر، مما يجعل المباراة صراعاً تكتيكياً مهماً.

تُعتبر المواجهة بين نابولي وإنتر ميلان من أهم المواجهات في الملاعب الأوروبية اليوم السبت، بما أن نابولي صاحب المركز الثاني برصيد 56 نقطة سيستضيف المتصدر إنتر وفي رصيده 57 نقطة بعد مرور 27 أسبوعاً، ولهذا فإن صراع الصدارة سيشعل المواجهة التي تقام في ملعب دييغو مارادونا في الساعة السابعة مساءً بتوقيت القدس المحتلة، حيث ستحظى المباراة بمتابعة كبيرة نظراً إلى أهميتها الكبيرة، كذلك فإن التنافس التاريخي بين نابولي وإنتر سيزيد من قوة الصراع داخل هذه المباراة المرتقبة.

وشهد الدوري الإيطالي في بدايته تنافساً قوياً، بما أن العديد من الأندية كانت متقاربة في الترتيب وتصدرت المشهد بالبداية، وكانت توحي بأن التنافس سيكون مشتعلاً، خصوصاً مع الصفقات التي قامت بها مختلف الفرق في الميركاتو الصيفي، قبل أن ينجح الثلاثي نابولي وإنتر وأتالانتا في الابتعاد في الصدارة، وبات مصير اللقب منحصراً بينها في انتظار بقية النتائج التي قد تعيد يوفنتوس إلى الواجهة مجدداً، رغم أن الأمر يبدو صعباً للغاية على "البيانكونيري"، خصوصاً أن الفريق يتعادل باستمرار ويخسر نقاطاً أمام أندية ضعيفة المستوى، وقد تسرب إليه الشك بعد النتائج السلبية الأخيرة في مختلف المسابقات.

ويبدو الصراع مشتعلاً بين إنتر حامل اللقب، الذي توج الموسم الماضي من دون صعوبات بعد سيطرة قوية، ونابولي بطل الموسم قبل الماضي، الذي كانت نتائجه كارثية في الموسم الماضي، ولكن الوضع اختلف في الموسم الحالي، حيث قدّم الفريق مستويات جيدة فاقت التوقعات، رغم أن مستواه غير مستقرّ، إلا أن عدم المشاركة في المسابقات الأوروبية جعله في وضع أفضل من منافسيه مع قدوم المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، في وقت استفاد فيه الإنتر من الاستقرار الفني بقيادة المدرب سيموني إنزاغي، الذي عوض كونتي منذ سنوات في تدريب إنتر ميلان.

ويملك الفريقان العدد نفسه من الانتصارات برصيد 17 انتصاراً لكل فريق مع ستة تعادلات وثلاث خسائر للإنتر، وخمسة تعادلات وأربع هزائم لفريق نابولي، وهو ما جعل الإنتر يتقدم على منافسه بنقطة واحدة في الترتيب. كذلك فإن "النيرتزاوري" تفوقوا على منافسهم من حيث قوة الأرقام الهجومية، حيث سجل الفريق 59 هدفاً مقابل 42 هدفاً لفريق نابولي، وهذا التقارب من حيث الأرقام يجعل فرص كل فريق في الفوز اليوم قائمة بشكل كبير، ذلك أن إنتر سيحاول توزيع مجهوداته تحسباً لمباراته في دوري أبطال أوروبا أمام فاينورد الهولندي الأسبوع المقبل. كذلك فإنه الفريق الإيطالي الوحيد الذي ما زال معنياً بالمنافسة على ثلاث واجهات، إذ بلغ نصف نهائي كأس إيطاليا، بينما لا يملك نابولي خياراً لإنقاذ موسمه إلا التتويج بالدوري المحلي.

ويدخل نابولي المواجهة وعينه على تعويض النقاط التي خسرها أمام كومو في الأسبوع الماضي، والتي كلّفته خسارة المركز الأول، كذلك فإن نتائجه في الفترة الأخيرة غاب عنها الاستقرار، خصوصاً أنه خسر خدمات أفضل لاعب في صفوفه، وهو الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، ولم يقع تعويضه بلاعب بقيمته الفنية، ليخسر الفريق لاعباً مهماً، ما أغضب المدرب أنطونيو كونتي، إذ انطلق الحديث في الكالتشيو عن إمكانية رحيله عن النادي بنهاية الموسم بسبب عدم الاتفاق مع إدارة النادي على بعض التفاصيل التي تهمّ الميركاتو.

كذلك، لا يبدو المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو موفقاً في تجربته الثالثة في الكالتشيو، إذ غابت أهدافه الحاسمة رغم البداية الواعدة. يُضاف إلى ذلك غياب لاعب الوسط الكاميروني زامبو أنغويسا المصاب، والذي سيكون من الصعب تعويضه رغم تألق سكوت ماكتوميني، الذي يقدم مستويات جيدة منذ بداية الموسم، وهو من بين أفضل لاعبي الوسط في الدوري الإيطالي. وقد اضطرّ مدرب نابولي إلى التخلي عن أسلوب اللعب الذي عُرف به طوال مسيرته وهو 3ـ4ـ3، واعتمد رسماً كلاسيكياً وهو 4ـ3ـ3، باعتبار عدم توفر الحلول التي تضمن تطبيق الخطة بنجاح.

وشهدت نتائج الفريق تراجعاً كبيراً في المباريات الأخيرة بعد أن عجز عن الانتصار في آخر أربع مباريات بثلاثة تعادلات وخسارة. ولم يغير المدرب سيموني إنزاغي أسلوب لعب الإنتر، فالفريق يواجه منافسيه دائماً عبر أسلوب 3ـ5ـ2 الذي يؤمن به مدرب لاتسيو سابقاً، كذلك فإنّه لم يُغير الكثير في التشكيلة الأساسية للفريق، معتمداً على الأسماء نفسها التي نجحت في إعادة الإنتر إلى الواجهة أوروبياً عبر الوصول إلى نهائي دوري الأبطال في عام 2023، والتتويج بلقب الدوري في الموسم الماضي، بعد سيطرة كاملة على المنافسة، ويملك الإنتر في صفوفه لاعبين من مستوى عالٍ، وخصوصاً المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، إضافة إلى تألق الفريق ماركيس تورام، حيث يبدو الإنتر قادراً على ضرب دفاعات كل منافسيه من دون صعوبات.

ولكن مستواه الدفاعي شهد تراجعاً كبيراً قياساً بالمواسم الماضية، كذلك فإن إصابة الحارس السويسري يان سومر ستورط الفريق في مواجهة فريق قوي مثل نابولي، الذي سيحاول بلا شك استغلال الارتباك الحاصل في صفوف الإنتر، بما أن الفريق يجد صعوبات في تحقيق الانتصارات في المباريات الأخيرة. وتؤكد كل المعطيات أن المباراة ستكون عبارة عن صراع تكتيكي قوي بين الفريقين، لوجود مدربين يملكان خبرة كبيرة في أجواء الدوري الإيطالي، إضافة إلى قيمة الرهان، ذلك أن الفريق الذي سيحقق انتصاراً اليوم سينطلق بفرص كبيرة للغاية لحصد اللقب، نظراً إلى أن نقاط هذه المباراة لها قيمة مضاعفة، وسيكون من الصعب على المهزوم التعويض لاحقاً.

فرق
المساهمون