ميونخ أرض الأحلام

05 مايو 2025
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت النسخة السبعين من دوري أبطال أوروبا تغييرات كبيرة بزيادة عدد الأندية إلى 36 فريقًا، وتأهل الفرق الثمانية الأولى مباشرة إلى دور الـ16، بينما خاضت الفرق من المركز التاسع إلى الرابع والعشرين ملحقًا للتأهل.

- يلتقي إنتر ميلانو مع برشلونة في نصف النهائي بعد تعادل مثير، حيث يسعى إنتر لاستغلال عاملي الأرض والجمهور، بينما يطمح برشلونة لتحقيق إنجاز جديد بقيادة هانسي فليك.

- في المواجهة الثانية، يسعى باريس سان جيرمان للوصول إلى النهائي بعد فوزه في الذهاب، بينما يطمح أرسنال لتعويض خسارته بقيادة ميكيل أرتيتا.

اقترب الطريق إلى النهائي الحلم في ميونخ يوم 31 مايو/ أيار الحالي من نهايته، وشهدت النسخة رقم 70 في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا التي انطلقت منذ عام 1955، ورقم 33 تحت المُسمى الحالي "دوري أبطال أوروبا"، نظاماً جديداً في 2024-2025، إذ خاض كل فريق ثماني مباريات، وتأهل أصحاب المراكز الثمانية الأولى بشكل مباشر إلى دور الـ16، مع خوض الأندية التي تحتل المراكز (9 إلى 24)، الملحق المؤهل إلى دور الـ16، بعد زيادة عدد الأندية المشاركة إلى 36 في البطولة الأوروبية.

وستشهد قمتا الإياب في الدور نصف النهائي إثارة ومتعة لتحديد هوية المتأهلين إلى ميونخ لخوض المباراة النهائية في دوري الأبطال، والبداية من مواجهة إنتر ميلانو الإيطالي وبرشلونة الإسباني، غداً الثلاثاء، بعد لقاء ذهاب ممتع انتهى بالتعادل (3-3)، في ملعب مونتجويك، ما يؤكد أن قمة الإياب لن تقل شأناً وستكون الإثارة فيها على أعلى مستوى. 

ويصل إنتر إلى مواجهة برشلونة بالفوز محلياً على هيلاس فيرونا بهدف نظيف، بعد خمس مباريات من دون فوز في كافة المسابقات، سجل فيها تعادلاً على صعيد دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ الألماني (2-2)، وبرشلونة (3-3)، وخسائر متتالية بهدف نظيف أمام بولونيا وروما في الدوري، وكذلك خسارةً وخروجاً من الدور نصف النهائي في بطولة كأس إيطاليا أمام ميلان بثلاثية نظيفة بعد التعادل في الذهاب (1-1)، وهو ما زال يُصارع على لقب الدوري باحتلاله المركز الثاني برصيد 74 نقطة بفارق خمس نقاط عن المتصدر نابولي (79 نقطة).

وستُحاول كتيبة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، استغلال عامل الأرض والجمهور، واللعب بحماس وشجاعة، مع عاملي القوة البدنية والالتحامات، والتنظيم الدفاعي القوي بتشكيلة (3-5-2)، بمشاركة لاعبين مثل الإيطاليين فرانشيسكو أتشيربي وأليساندرو باستوني والصربي ألكسندر بيزيتش في الدفاع وعلى الأطراف الهولندي دينزل دومبفريس والإيطالي فيديريكو ديماركو، وفي وسط الملعب، الإيطالي نيكولو باريلا، التركي هاكان تشالهان أوغلو، والأرمني هنريخ مخيتاريان، من أجل الاحتفاظ بالكرة، وفي خط الهجوم عبر المرتدات والكرات الطولية للفرنسي ماركوس تورام والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، ومن أهم النقاط الفنية المطلوبة إيقاف القوة الهجومية لفريق برشلونة عبر الرقابة اللصيقة والصرامة الدفاعية لمواجهة الإسباني لامين يامال والبرازيلي رافينيا. ويسعى نادي إنتر ميلانو الإيطالي لتكرار تفوقه في الدور نصف النهائي (3-1) وبهدف نظيف في موسم 2009-2010 على نادي برشلونة في رحلة الوصول إلى النهائي السابع في تاريخه والتتويج باللقب للمرة الثالثة منذ تأسيسه.

في المقابل، يسعى نادي برشلونة لتحقيق إنجاز جديد في الموسم الأول للمدرب الألماني، هانسي فليك، بعد التتويج بلقب السوبر الإسباني (5-2)، على ريال مدريد، وحصد لقب كأس ملك إسبانيا (3-2)، على حساب النادي الملكي أيضاً يوم 26 إبريل/ نيسان الماضي، في وقت يتصدر بطولة الدوري الإسباني برصيد 79 نقطة واقترب من اللقب رقم 28 في هذه المنافسة، قبل أربع جولات من الختام، بينما يحتل ريال مدريد المركز الثاني برصيد 75 نقطة، والجميع ينتظر مواجهة يوم 11 مايو/ أيار في الكلاسيكو من أجل معرفة مصير المنافسة على لقب الليغا هذا الموسم.

ووصل فريق برشلونة إلى مواجهة إنتر بعد فوز صعب (2-1)، على نادي بلد الوليد الهابط إلى الدرجة الثانية في الدوري. وفي وقت وصل النادي الكتالوني إلى 15 مباراة من دون خسارة في الليغا، تبرز إلى الواجهة معاناته من الأخطاء الدفاعية واستقبال الأهداف، وعليه يجب تحسين التنظيم والتمركز الدفاعي للاعبين، من أجل الحد من خطورة نادي إنتر الذي يعرف كيف يُهاجم ويُسجل الأهداف.

ويملك نادي برشلونة قوة كبيرة في خط الوسط بحضور كل من الإسباني بيدري والهولندي فرينكي دي يونغ، ما يجعله يسيطر ويستحوذ على الكرة أمام المنافس، في حين أن القوة الهجومية هي ما تجعله يظهر بقوة في المباريات، إذ سجل الفريق 160 هدفاً في الموسم حتى الآن بعد 55 مباراة. وستكون الأنظار على لامين يامال، النجم العالمي الذي يُقدم مستوى كبيراً جداً، والذي يواصل إبداعه في الملاعب وهو موهبة كروية من الصعب إيقافها، يملك المهارة ويلعب بطريقة غير متوقعة ويصنع ويُسجل الأهداف.

ثم يأتي النجم البرازيلي المُتوهج هذا الموسم، رافينيا، الذي سجل 16 هدفاً في بطولة الدوري و12 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، ويسعى فريق برشلونة للوصول إلى ميونخ ولعب نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة في تاريخه، بحثاً عن تحقيق اللقب السادس الغائب منذ عام 2015.

أما المواجهة الثانية في الدور نصف النهائي، فستجمع باريس سان جيرمان الفرنسي وأرسنال الإنكليزي على ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية، بعد نهاية مواجهة الذهاب في ملعب الإمارات بتقدم باريس بهدف نظيف سجله الفرنسي عثمان ديمبيلي. ويسعى النادي الباريسي لتحقيق ثلاثية تاريخية بعد حسم لقب الدوري الفرنسي باكراً وهو اللقب الـ13، بانتظار خوض نهائي الكأس يوم 24 مايو/ أيار. وخسر نادي العاصمة الفرنسية في الدوري للمرة الثانية على التوالي (1-3) أمام نيس ثم (1-2) أمام ستراسبورغ، مع عدم الاعتماد على الأساسيين وإجراء عشرة تعديلات على التشكيلة التي واجهت أرسنال في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال.

ويسعى مدرب نادي باريس سان جيرمان، الإسباني لويس إنريكي، لتكرار إنجاز تحقيقه لقب دوري الأبطال في عام 2015، بالوصول إلى نهائي ميونخ أولاً وثم الظفر باللقب الأوروبي. وقدّم باريس سان جيرمان نموذجاً كبيراً في البطولة بعد أداء مثالي، مع التحفظ على البدايات في مرحلة الدوري المُنتظم التي كانت صعبة جداً، والتأهل من المركز الـ15 برصيد 13 نقطة. وهو الذي خسر أمام أرسنال بهدفين نظيفين وكذلك أتلتيكو مدريد الإسباني (1-2)، وبهدف نظيف أمام بايرن ميونخ الألماني، واحتاج للملحق المؤهل أمام بريست الفرنسي من أجل التأهل إلى دور الـ16 (3-صفر في الذهاب و7-صفر في الإياب)، ثم تفوق على ليفربول الإنكليزي في دور الـ16 بعد الخسارة ذهاباً بهدف نظيف والفوز إياباً بهدف نظيف والاحتكام إلى ركلات الترجيح، وفي الدور ربع النهائي تفوق باريس أمام نادي أستون فيلا الإنكليزي (فوز 3-1 ذهاباً)، و(خسارة 2-3 في الإياب).

وفشل النادي الباريسي في تحقيق لقب دوري الأبطال خلال موسم 2019-2020، عندما خسر أمام بايرن ميونخ الألماني بهدف نظيف، وتطور أداء الفريق في الأدوار الإقصائية وخصوصاً على الصعيد الجماعي، بتناغم بين الخطوط وتحركات مُميزة وتغطية لكل المساحات في أرجاء الملعب، وكذلك الضغط العالي من الخط الأمامي والقوة والصلابة في خط الوسط، بالإضافة للسيطرة والتحكم بنسق اللعب بالكرة ومن دونها.

وبرزت ركائز أساسية لعبت دوراً كبيراً في وصول باريس إلى هذه المرحلة من المنافسات، بقيادة الحارس الإيطالي، جيانلويجي دوناروما، والجناحين الطائرين المغربي أشرف حكيمي والبرتغالي نونو غوميز، ومثلث خط الوسط الإسباني فابيان رويز، والبرتغاليين فيتينيا، وجواو نيفيز، اللذين يتبادلان المراكز بشكل رائع على أرض الملعب، بالإضافة إلى دور رئيسي للمهاجم عثمان ديمبيلي الذي سجل الأهداف الحاسمة أمام ليفربول وأمام أرسنال، وهو الذي يملك سرعة التحولات الهجومية ويُساعده النجمان الفرنسيان ديزيه دوي وبرادلي باركولا.

أما مُنافس باريس في الإياب، أرسنال الإنكليزي، وبعد فقدان لقب الدوري الإنكليزي، فقد تعرّض لخسارة جديدة أمام فريق بورنموث في الدوري (1-2)، قبل أيام من مواجهة النادي الباريسي المُنتظرة، إلا أن فريق "المدفعجية" مع المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، تلميذ الفرنسي أرسين فينغر ومساعد بيب غوارديولا في مانشستر سيتي الإنكليزي بين سنتي 2015 و2019، قادر على تعويض خسارة الذهاب رغم الغيابات المؤثرة، خصوصاً في الخط الأمامي بغياب الألماني كاي هافيرتز والبرازيلي غابرييل جيسوس.

ونجح أرتيتا في ابتكار حلول وأفكار بأداء جماعي ودفاع منظم بوجود الفرنسي ويليام صليبا والبرازيلي غابرييل دوس سانتوس، فضلاً عن الشابين الهولندي جوراين تيمبير والإنكليزي مايلز لويس سكيلي، وفي خط الوسط بقيادة الإنكليزي ديكلان رايس والقاطرة البشرية الغاني توماس بارتي وصانع الألعاب النرويجي مارتن أوديغارد، والسرعة في الهجوم بقيادة الإنكليزي بوكايو ساكا، البرازيلي غابرييل مارتينلي، والمفاجأة بالتوظيف المميز للإسباني ميكيل ميرينو في مركز رأس الحربة الوهمي، والذي أصبح عنصراً مُميزاً في الهجوم وقادراً على صناعة الخطورة على المنافسين خلال المباريات.

وقدّم أرسنال صاحب المركز الثالث في البريمييرليغ، مستوى مُميزاً في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إذ تعرض لخسارة واحدة قبل الدور نصف النهائي وكانت أمام إنتر ميلانو بهدف نظيف، في وقت تخطى أيندهوفن الهولندي في دور الـ16 (7-1 في الذهاب و2-2 في الإياب)، وفي الدور ربع النهائي أقصى حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي ريال مدريد (فوز 3-صفر في الذهاب وتفوق 2-1 في الإياب).

وبرهن أرسنال على قدرته على صناعة النجاح هذا الموسم، خصوصاً على الصعيد الدفاعي، فهو ثاني أقوى دفاع في دوري أبطال أوروبا. وحقق أرسنال (وصيف برشلونة في دوري أبطال أوروبا موسم 2005-2006، بعد الخسارة في النهائي 1-2)، إنجازاً كبيراً بالوصول إلى الدور نصف النهائي لأول مرة منذ الإقصاء في موسم 2008-2009، أمام مواطنه مانشستر يونايتد.

من الصعب التوقع من سيتأهل إلى المباراة النهائية في ميونخ يوم 31 من هذا الشهر على ملعب أليانز أرينا، وهو الملعب الذي استضاف المباراة النهائية في موسم 2011-2012، بين تشلسي الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني، كما وسبق لألمانيا أن استضافت نهائي دوري الأبطال على الملعب الأولمبي ثلاث مرات في عام 1979، وفي عام 1993 وفي عام 1997، فمن سيُتوج باللقب ويحمل الكأس الغالية ذات الأذنين في النهائي المرتقب والمنتظر لأغلى البطولات الأوروبية؟

المساهمون