يشهد الدوري الإيطالي لكرة القدم منافسة قوية هذا الموسم، وتبرز اليوم مباريات عديدة، تبدأ مبكراً عند الظهيرة مع نادي إنتر ميلانو ثم مع نابولي المتصدر حالياً بفارق الأهداف عن ميلان، الذي يلعب الأحد ليلاً.
ننطلق مع ميلان، حيث إن مباراته ستكون قمة منتظرة أمام روما في الجولة الحادية عشرة، وفيها سيجتمع زلاتان إبراهيموفيتش وجوزيه مورينيو مرة أخرى، لكن هذه المرة سيكونان خصمين، بعكس ما كان الحال في الماضي.
من الانتصارات المشتركة والألقاب، تعود العلاقة بين زلاتان وخبير التكتيك البرتغالي إلى الواجهة مجدداً هذا الأحد، بعدما عاشا معاً أوقاتاً مميزة ومثيرة.
مباراة روما وميلان واحدة من أفضل أربع مواجهات في نهاية الأسبوع، إلى جانب تلك التي لعبت أمس السبت على غرار مانشستر يونايتد وتوتنهام مثلاً، ومن دون شك يتطلع نادي ميلان إلى الفوز لمتابعة الطريق نحو المنافسة على اللقب، بظل عدم خسارته في أي لقاء هذا الموسم بالكالتشيو.
إبراهيموفيتش لعب تحت قيادة مورينيو في إنتر، ومانشستر يونايتد في الماضي، ونجح الاثنان معاً، لكنهما مرّا أيضاً ببعض اللحظات المعقدة.
عندما وصل مورينيو إلى إنتر ميلانو في موسم 2008-2009، فاز الاثنان بلقب الدوري الإيطالي معاً، وتوج السويدي بلقب كابوكانونيري (جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في دوري الدرجة الأولى الإيطالي)، لكن في الصيف التالي، ذهب المهاجم البالغ من العمر 40 عاماً حالياً إلى برشلونة، وخلال فترة ما قبل انطلاق الموسم، أخبر مورينيو أنه قرر الانضمام إلى عملاق الدوري الإسباني.
قال إبراهيموفيتش حينها لمورينيو بما معناه: "أريد الفوز بدوري الأبطال"، لكن المدرب البرتغالي ردّ: "يمكنك المغادرة، لكن قد نفوز بها".
استُبدل زلاتان بصامويل إيتو، إذ انتقل الكاميروني من برشلونة إلى إنتر، واتضح أن توقيعه للنيرازوري كان في مكانه، وذلك بعدما حصل على الثلاثية التاريخية في موسم 2009-10، بتحقيقه لقب الدوري الإيطالي والكأس ودوري الأبطال، فيما فشل زلاتان في برشلونة بتحقيق لقب الأبطال.
لاحقاً لُمّ شمل الكبيرين مرة أخرى في مانشستر يونايتد، وعززا علاقتهما قبل أن يتعرض السويدي لإصابة في الركبة بقطع في الرباط الصليبي.
حين وصل زلاتان إلى الشياطين الحمر، قال لصحيفة ديلي ستار في عام 2016: "إنه العقل المدبر والحقيقي. يعرف ما يجب عليه فعله للفوز. لقد تعلّمت منه الكثير في إنتر. من منا لا يريد أن يكون مورينيو مدربه؟".
وزعمت صحيفة توتوسبورت الإيطالية، في وقتٍ سابق، أن مورينيو حاول سابقاً التعاقد مع زلاتان في ريال مدريد أيضاً، عندما كان السويدي يهمّ بمغادرة ميلان، لكن اللاعب قرر الانضمام إلى باريس سان جيرمان، الذي توج معه بالعديد من الألقاب لاحقاً في فرنسا.
من دون شك، إن الاحترام المتبادل وذكريات النجاح والمجد ستظل على الأرجح بينهما فقط، خلال الدقائق التسعين يوم الأحد، كلّ طرفٍ يريد حصد النقاط الثلاث، ولا شيء غيرها.
على الورق يبدو حال ميلان أفضل، رغم الغيابات التي ضربت صفوفه، في الآونة الأخيرة، إذ يغيب الكرواتي آنتي ريبيتش، اللاعب المؤثر والمهم في تشكيلة المدرب ستيفانو بيولي، بينما يحوم الشك حول الإسباني صامو كاستييخو وبالو توري.
ويقدم ميلان موسماً مميزاً في معظم المراكز في الدوري، وذلك باعتماده على الإنكليزي توموري والدنماركي سيمون كيير في قلب الدفاع، والتناوب مع الإيطالي أليساندرو رومانيولي، فيما شكّلت عودة الفرنسي ثيو هيرنانديز للروسونيري، بعد شفائه من فيروس كورونا ومشاركته في المباراة السابقة أمام تورينو فرحة للجماهير، تزامناً مع استعداد ابراهيم دياز للمشاركة أيضاً في الأولمبيكو بعدما كان قد تعرض للإصابة بكوفيد-19 أيضاً.
ويعلم ميلان أن الفوز سيعني استمراره في القمة، وهو يعتمد على البرتغالي رافائيل لياو لاختراق دفاعات روما التي لا تبدو بأحسن حال في هذه الفترة، خاصة أن شباك الذئاب اهتزت كثيراً. فعلى سبيل المثال، تعرّض الفريق لخسارة غير متوقعة قبل فترة بدوري المؤتمر الأوروبي أمام بودو غليمت بنتيجة 6-1، رغم عدم دخوله بتشكيلة أساسية بالكامل، لكنها تبقى هزيمة غير عادية.
ولم يفز روما البتة على ميلان منذ عام 2017 على أرضه أو خارجها حتى، إذ خسر في 5 مناسبات بينها هزيمتان في الأولمبيكو، وتعادل مرتين.
بعيداً عن ميلان، يواجه المتصدر نابولي نظيره ساليرنتينا، الذي يحتل المركز التاسع عشر في ترتيب الدوري الإيطالي برصيد 7 نقاط.
وتبدو مهمة رجال المدرب لوتشانو سباليتي يسيرة للعبور والاستمرار بالصدارة من دون هزيمة، وتعويض التعادل في الجولة ما قبل الماضية أمام روما، وانتظار خدمة من الأخير لعرقلة ميلان.
ويبرز في نابولي النيجيري فيكتور أوسومين الذي سجل خمسة أهداف، إضافة إلى النجم الإيطالي المتوج بلقب يورو 2020، لورنزو إنسينيي، الذي أحرز حتى اللحظة 4 أهداف وتمريرتين حاسمتين.
في المقابل، يصبو إنتر ميلانو، حامل لقب الدوري الإيطالي إلى مواصلة مطاردة ميلان ونابولي حين يستضيف على أرض ملعبه جوزيبي مياتزه، نظيره أودينيزي.
وفرّط إنتر في الجولات الخمس الأخيرة بسبع نقاط، بعدما تعادل مع يوفنتوس وأتالانتا وخسر أمام لاتسيو، وهو يريد الوصول إلى النقطة الـ 24، فيما يمتلك ميلان ونابولي قبل خوض مجريات هذه الجولة 28 نقطة.
ولن تكون مواجهة أودينيزي سهلة بطبيعة الحال، فالفريق الذي يحتل مركزاً في منتصف الترتيب، يريد بدوره العودة إلى سكة الانتصارات، بعدما تعادل في آخر 4 مباريات وخسر قبلها 3، إذ يعود آخر فوز له ليوم 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، حين هزم سبيزيا بهدفٍ دون مقابل.