ميلان يخوض لقاء الموسم في أبطال أوروبا: خيبة الماضي تلاحق "الروسونيري"

01 نوفمبر 2022
ميلان في مهمة صعبة ضد ريد بول (رولاند كريفيتش/Getty)
+ الخط -

تُعتبر المواجهة ضد ريد بول سالزبورغ النمساوي أهم مواجهة لفريق ميلان الإيطالي خلال النصف الأول من موسم 2022ـ2023، ذلك أن الفريق الإيطالي يواجه خطر توديع مسابقة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات للموسم الثاني توالياً بعد فشله في نسخة العام الماضي في تخطي هذا الدور.

ويدخل ميلان المباراة، غداً الأربعاء، وهو يتحكم في مصيره، ذلك أن انتصاره في المباراة السابقة على حساب دينامو زغرب الكرواتي بنتيجة 4ـ0 خارج ميدانه، وخسارة ريد بول ضد تشلسي الإنكليزي (2 - 1)، جعلت ميلان ينفرد بالمركز الثاني وبالتالي سيكون في حاجة إلى التعادل فقط ليضمن التأهل إلى الدور ثمن النهائي، وتفادي خسارة مالية كبيرة ونكسة رياضية ستشكل صدمة قوية لإدارة ميلان الرياضية بقيادة باولو مالديني.

ورغم أنّ ميلان ضمن رسمياً المشاركة في الدوري الأوروبي في حال خسر ضد ريد بول سالزبورغ، فإنّ ذلك لا يرضي جماهيره، ذلك أنّ بطل الدوري الإيطالي للموسم الماضي يرغب في أن يستعيد مجده الأوروبي بوصفه الفريق الإيطالي الأكثر تتويجاً بدوري الأبطال كما أنه يحتل المركز الثاني في ترتيب الأندية المتوجة باللقب الأوروبي الأغلى خلف ريال مدريد الإسباني برصيد 7 ألقاب ولكن هذا لا يبدو كافياً للجماهير التي لن تقبل صدمة ثانية.

وكان توديع المسابقة في النسخة الماضية منطقياً، لأنّ ميلان وجد نفسه في مجموعة صعبة بوجود ليفربول الإنكليزي وبورتو البرتغالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، ولكن هذا الموسم تعتبر المجموعة في متناول ميلان الذي يملك كل القدرات من أجل التأهل حيث كان تشلسي الإنكليزي المنافس القوي الوحيد الذي واجه ميلان في مجموعته.

ويدخل ميلان المواجهة الأوروبية الحاسمة بعدما تلقى صدمة قوية في الدوري الإيطالي في آخر لقاء، حيث خسر المواجهة ضد تورينو، ليبتعد عن نابولي في الترتيب، ذلك أنّ ميلان وبعد بدايته القوية وسلسلة المباريات دون خسارة التي انطلقت منذ الموسم الماضي، وتألقه في مباريات كبيرة ضد يوفنتوس وجاره إنتر، خسر نقاطاً ثمينة ضد نابولي على ميدانه ثم خسر مرّتين ضد تشلسي الإنكليزي، قبل أن تنتهي سلسلة نجاحات الفريق خارج ملعبه في الكالتشيو بسقوطه ضد تورينو بنتيجة 1ـ2 رغم أنه كان يبدو مرشحاً قوياً لحصد ثلاث نقاط.

وبات المدرب ستيفانو بيولي مطالباً بالتحرك، ولا سيما أنّ الخروج من دوري الأبطال للموسم الثاني توالياً سيضعف موقفه ويجعله في وضع لا يُحسد عليه، بعدما كسب دعماً كبيراً من قبل الجماهير التي ساندته كما أن إدارة ميلان دعمته بشكل قوي ولكن المباريات الأخيرة كشفت صعوبات عدة في اختيار التشكيل الأساسي.

واتضح من خلال مواجهة تورينو الأخيرة أن ميلان يعاني بسبب ضعف الخيارات البديلة، فالمدرب بيولي كان مجبراً على التفكير في مباريات دوري الأبطال وبالتالي أبقى نجمه الجزائري إسماعيل بن ناصر احتياطياً لكنه اضطرّ إلى الدفع به في نهاية المواجهة بعدما عجز الإيطالي ساندرو تونالي عن دعم الفريق وخسر المنافسة مع لاعبي تورينو.

ولم يستفد الفريق تقريباً من الصفقات التي قام بها في الميركاتو الصيفي، ما سيفرض عليه سرعة التحرك وتحديد الحاجيات من أجل القيام بصفقات قوية في الميركاتو الشتوي بهدف منافسة قطار نابولي الذي دهس كل منافسيه في الكالتشيو وكذلك التألق أوروبياً بما أن ميلان سيواصل المنافسة في دوري الأبطال أو في الدوري الأوروبي.

وقد فشلت صفقات ميلان في الميركاتو في تعويض الأسماء التي غادرت الفريق ولا سيما نجم الوسط العاجي فرانك كيسييه، الذي شكل رفقة بن ناصر ثنائياً قوياً للغاية طوال موسم حصد لقب الدوري الإيطالي بعد سنوات طويلة من الانتظار، في وقت لم يكن فيه رحيل المدافع الإيطالي أليسيو رومانيولي مؤثراً في أداء ميلان، كما عجز البلجيكي ديفوك أوريغي في تقديم الإضافة ولم يشارك إلا في المباريات التي لم تكن صعبة على ميلان أو إثر إصابة الفرنسي أولفييه جيرو.

ويُعتبر البلجيكي شارل دي كيتيلير، الذي كلف النادي قرابة 40 مليون يورو في الميركاتو، من النقاط الغامضة في الفريق، حيث فشل إلى حدّ الآن في تقديم المساعدة إلى الفريق ولم يكن موفقاً منذ بداية الموسم ما فرض على المدرب الاعتماد على الإسباني إبراهيم دياز الذي تألق في المباريات القوية ولكن الإصابات منعته من الظهور بشكل متواصل.

كما سيكون ميلان مطالباً بدعم دفاعه بشكل أساسي حيث واجه أزمات عدة بسبب كثرة إصابات لاعبيه، ولا سيما أن الدفاع يعتمد على لاعبين تقدموا في السن وبالتالي فإن إمكانية تعرضهم  للإصابات بشكل متواصل يبقى خطراً قائماً في النصف الثاني من الموسم، وقد لعب ميلان العديد من المباريات في غياب ديفيد كالابريا وأليساندرو فلورنسي وثيو هيرنانديز إضافة إلى أنتي ريبيتش وجيرو وزلاتان إبراهيموفيتش وأوريغي.

وسيحتاج ميلان إلى عديد الصفقات في الميركاتو الشتوي، لا سيما مع وعود المالك الجديد بدعم ميزانية النادي بعد تقليص الديون في الموسم الماضي، ذلك أن ميلان يملك رصيداً من اللاعبين أضعف من بقية الأندية التي تنافس على الدوري الإيطالي، كما أن المجموعة الحالية لا يمكنها أن تصمد ضد أندية قوية في دوري الأبطال مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان، وهي فرق قادرة على هزم ميلان دون صعوبات كبيرة.

وتعتبر النتيجة ضد ريد بول سالزبورغ مصيرية لميلان وهي الاختبار الأول بالنسبة لمالك النادي الجديد، وبناء على النتيجة ستحدد إدارة الفريق خططها المستقبلية من أجل تحديد حاجيات الفريق والأولويات في الميركاتو.

فرق