تألم المدرب الإسباني، بيب جوارديولا، ليلة الأربعاء، بعدما "جَلَدَ" النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، فريقه بقسوة وبثلاثة أهداف حملت نكهته اللاتينية؛ إذ سجل ليو هدفين وصنع الثالث، فكان العقاب قاسياً على بايرن ميونخ الألماني، بل بات البافاري مهددا بالخروج من مسابقة دوري الأبطال الأوروبي.
ليست الهزيمة المشكلة بالنسبة لبيب جوارديولا، على الرغم من وقعها القاسي ومدى تأثيرها على حظوظ الفريق قبل موقعة الرد في "اليانز ارينا"، لكنها كانت ممن "عَلّمَهُ جوارديولا الرماية "، ليونيل ميسي، الذي أخذ على عاتقه فك شيفرة الحارس الألماني، مانويل نوير، في غضون دقائق قليلة، وبالتالي التمهيد لنصر مؤزر في "الكامب نو"، والثأر من البافاري، الذي لقن البرسا درساً في وقت مضى.
قالها جوارديولا قبل المباراة، وهو يعلم ويعي جيدا أن ميسي لا يمكن إيقافه فعلا، والمتتبع لملامح المدرب الإسباني الشاب جوارديولا، خلال الموقعة المثيرة، يجد أنه كان يترقب اللحظة المؤلمة التي يخرج فيها بطله السابق الذي أضحكه كثيرا وقد يبكيه بمرارة، ليحدث ما كان متوقعا.
عاجلَ ميسي مدربه السابق جوارديولا بهدفين، سببا له ألما كبيرا مع وقع الهزيمة أمام محبيه السابقين ومسرحه الذي لطالما استعرض فيه "بيب" بمعية ميسي، خاصة تلك اللحظة التي ربما خطرت على باله بعد الهدفين، حينما سجل ميسي هدفا في آخر مباراة للمدرب مع "البلاوجرانا" وتوجه لجوارديولا كي يعانقه مودعاً.
تتشابه تلك اللحظات المؤثرة بالفيلم العالمي المعروف " The Incredible Hulk" (هولك الخارق)، تلك القصة التي يتحول فيها أحد الجنود إلى وحش عملاق أخضر، في حال تعرض للغضب أو الخوف أو الشعور بالظلم، تزيد قوته كلما زاد غضبه ليدمر كل ما يقف أمامه.
بادئ ذي بدء، استفزه الحارس نوير بتصريح مثير، ثم كان جوارديولا يخرج ليقول ميسي لا يمكن إيقافه، ربما لغاية في نفسه من أجل أن يزيد الضغط على اللاعب، لتشهد المجريات غضباً عارماً من ميسي.
وفي القصة السينمائية الشهيرة يعاني بروس بانر أو الرجل الأخضر (الممثل إدوارد نورتن) من تجارب الجيش الأميركي، الذي يسعى إلى خلق الجندي الخارق عن طريق أشعة "جاما" وكان النقيب آهاد (وليام هيرت) مشرفا على تدريبه وتجاربه على بروس، وظل النقيب العسكري يحاول ويجرب على جسد بروس العالم والطبيب.
وفي تلك القصة الخيالية، يتواجد جوارديولا الذي يمثل بعضاً من شخصية النقيب آهاد، فيما يقف ميسي لأن يكون جندياً تحت إمرة جوارديولا وتجاربه و "التيكي تاكا" وأساليبه الفنية، ثم يخطف الألقاب واحداً تلو الآخر ويكون سبباً في "مجد" المدرب الإسباني، تماماً كما حدث مع بروس بانر.
لقد تحول ميسي مع مرور الزمن إلى لاعب متعطش للقوة التهديفية وخطف الأنظار، ولم يكن يدور في خلد المدرب، بيب جوارديولا، أنه سيكون ضحية لجبروته وهذا ما حدث.
وينطبق البيت الشعري الشهير أيضاً على جوارديولا وميسي :"أعلّمه الرماية كلّ يومٍ فلمّا اشتدّ ساعده رماني..".