في وقت لا يزال فريق باريس سان جرمان منشغلاً بملف تجديد عقد ليونيل ميسي الذي ينتهي الصيف المقبل، تتحدث تسريبات محيط النجم الأرجنتيني عن رغبته في مواصلة اللعب مع المنتخب الأرجنتيني الى غاية مونديال 2026، عندما يقترب من سن الـ40، أملاً في تحطيم رقم المشاركات في النهائيات، وربما الحفاظ على اللقب الذي حققه في قطر قبل أسابيع.
في المقابل، أشارت تقارير أخرى إلى رغبة سعودية في التعاقد معه بعد إتمام صفقة رونالدو في نادي النصر والاقتراب من استقدام راموس، ما يجعل مهمة "الباريسي" صعبة في الاحتفاظ بنجمه المتألق في موسمه الثاني مع الفريق، وإرضاء زميله كيليان مبابي في نفس الوقت، بعد الذي حدث بينهما في مونديال قطر، ودفع ببعض المحللين للاعتقاد بوجود مشاكل بين النجمين تقتضي رحيل أحدهما عن الفريق.
عشية نهائي مونديال قطر، صرح ميسي أنه "سعيد بإنهاء مشواره مع الأرجنتين إثر نهائي كأس العالم"، لكن مباشرة بعد التتويج عبّر عن حبه للكرة ورغبته في الاستمرار مع المنتخب الأرجنتيني وهو حامل للقب العالمي، خصوصاً أن كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والرغبة التي يبديها ميسي في مواصلة اللعب دولياً، ربما تكونان أيضاً محفزتين للأميركيين حتى يجذبوا ميسي الذي يبقى أحد اهتمامات مسؤولي الدوري الأميركي، ما يُعقد مهمة إدارة النادي "الباريسي" التي لا تريد التفريط في نجم ومنجم ذهب يدرُ مداخيل كبيرة على النادي، خاصة إذا استمر في اللعب مع المنتخب الأرجنتيني وحافظ على لياقته ومستواه الفني، مثل ما أعلن المدرب ليونيل سكالوني الذي رحب برغبة ميسي في الاستمرار ما دام سعيداً باللعب.
ويريد باريس سان جيرمان الاستثمار في رغبة ميسي بمواصلة اللعب لمنتخب بلاده لتجديد عقده، حتى لو اقتضى الأمر إنهاء عقد نيمار، رغم تجديده حتى عام 2026، خصوصاً أن الجمع بين الثلاثي في نفس الفريق بات أمراً صعباً بسبب الحساسيات التي ظهرت بوضوح منذ الموسم الماضي، وارتفاع أسهم مبابي الذي أمسى النجم الأول في الفريق وصاحب كلمة مهمة في الخيارات الفنية للإدارة.
ثم يأتي بعده ميسي من حيث الأولوية، بينما يبقى رحيل نيمار الصيف القادم وارداً، مرتبطاً برغبة النوادي في انتدابه بسبب كلفة انتقاله وراتبه السنوي المرتفع، إضافة إلى تراجع مردوده مقارنة بمبابي وميسي، وهي كلها عوامل مؤثرة على مصير النجوم الثلاثة، ومستقبل النادي "الباريسي" الذي أقدم منذ أيام على إحداث تغييرات هيكلية في منظومته الإدارية والمالية والإعلامية لمواجهة تحديات المرحلة القادمة.
استمرار ميسي مع "الباريسي" أو رحيله إلى الدوري الأميركي أو حتى السعودي عبر فريق الهلال، الذي أبدى استعداده لعرض 280 مليون يورو سنوياً، لا يبدو أنه سيؤثر على رغبته في الاستمرار دولياً مع المنتخب الأرجنتيني إلى غاية مونديال 2026، وذلك بعد أن تحرر من عباءة برشلونة وأمسى قادراً على تغيير الأجواء واللعب في أي دوري، منتشياً بفوزه بلقب كأس العالم الذي حرره من عقدة لازمته طويلاً عند مقارنته بالأسطورة البرازيلي الراحل بيليه، ومارادونا، وزيدان الذين توجوا قبله باللقب العالمي.
كما أن صعوبة إيجاد خليفة له في الأرجنتين حالياً، يدفع بالمدرب إلى الاعتماد عليه لسنوات أخرى إلى أن يبلغ سن الـ40، علماً أن تقديرات الخبراء ترشحه لكي يواصل اللعب لما بعد الأربعين بسبب خصوصية بنيته وتركيبته ومهاراته وكل الظروف الصحية التي ميزت مشواره من الطفولة.
ميسي في مونديال 2026، يجعل منه الأكثر مشاركة، ويسمح له بتعزيز رصيده من الأهداف في النهائيات، ولما لا تحطيم أرقام أخرى والحفاظ على تاجه ما دام يملك القدرة والرغبة والحب للكرة التي أنقذت حياته ومنحته المجد والألقاب، ومنحت عشاقه المتعة والفرجة التي لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها حتى مع تألق المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، المطالب بانتظار اعتزال ميسي حتى ينفرد ربما بالنجومية.