استمع إلى الملخص
- نشأ موسليتش في ظروف صعبة بعد فراره من الحرب في البوسنة، مما صقل شخصيته القوية والطموحة، حيث كافح مع عائلته لتحقيق حياة أفضل، مما جعله صبوراً ومتفائلاً.
- بدأ موسليتش مسيرته التدريبية في النمسا وحقق إنجازات مع سيركل بروج البلجيكي، قبل أن يتولى تدريب بليموث أرغايل، حيث أظهر قدراته بقيادة الفريق للتأهل للدور الـ16 من كأس إنكلترا.
نجح المدير الفني البوسني ميرون موسليتش (42 عاماً) في تحقيق مفاجأة مدوية عندما قاد ناديه بليموث أرغايل إلى التغلب على ليفربول في بطولة كأس إنكلترا، بعدما أسقط خطط المدرب الهولندي أرني سلوت (46 عاماً)، وتفوق عليه تكتيكياً، ليضيف "الريدز" إلى قائمة الأندية الإنكليزية الكبرى المقصاة من الدور الـ32، ومنها تشلسي وأرسنال. ووثق موسليتش بقدرة لاعبيه على صناعة المفاجأة أمام متصدر الدوري الإنكليزي الممتاز، رغم أن فريقه صاحب المرتبة الأخيرة في دوري الدرجة الأولى "تشامبيونشيب"، وذلك بفضل شخصيته القوية التي بناها على ضوء الظروف التي نشأ فيها، ففي عام 1992، كانت سن المدرب تسع سنوات، عندما اضطر للفرار من مدينة بيهاك في البوسنة خشية الحرب الصربية.
وأكد موقع شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير سابق، أن ميرون موسليتش وعائلته فرّوا من المدينة قبل شهرين من غزو الجيش الصربي لها الذي بقي فيها طيلة ثلاث سنوات، ومارس أنواع القتل والتعذيب على السكان المحليين الذين قرروا البقاء، وهو ما أقرّ به البوسني قائلاً: "اضطررنا للفرار من بيهاك بسرعة لم نكن نتوقعها، أخذنا معنا أهم المقتنيات الممكن حملها في الأيدي، حينها بدأت حياتنا الجديدة ورحلتنا نحو المجهول". وصادف موسليتش أول مشكلة عندما كان رفقة والديه وشقيقته، وهي خاصة باللغة، وذلك بعد أن سافرت العائلة مسافة 650 كيلومتراً بحثاً عن السلام والأمان، مضيفاً: "لقد كافحنا طيلة حياتنا، وهذا جزء من حياتي ومشواري، دفعني الواقع لأن أكون دائماً صبوراً وطموحاً ومتفائلاً، عشت ظروفاً صعبة، أصعب بكثير من الضغط الذي أعيشه مدرباً للفرق، فالحياة قتال يحمل مفاجآت سيئة وأخرى جيدة".
ونشأ المدرب البوسني بفضل مساعدات والديه ودعمهما، إذ عمل الأب نادلاً والأم خادمة في البيوت، ومع ذلك، كان الطموح لتحسين أوضاع العائلة أكبر من أي عائق، فأصبحت كرة القدم متنفساً بالنسبة إلى ميرون موسليتش، وخاض مشواراً تكوّن فيه مع نادي واكير إنسبروك النمساوي، ولعب لعدة أندية في البلاد التي لجأ إليها، قبل أن يدخل عالم التدريب ويحقق بعض الإنجازات. وباشر موسليتش مشواره الاحترافي مدرباً للحراس في نادي ريد النمساوي عام 2018، ثم تولى مهمة تدريب مواطنه فريق فلوريدسدورف، وشغل منصب المدرب الأول، ليكمل على هذا النحو في تجربة متجددة مع نادي ريد النمساوي أيضاً، قبل أن يرحل هذه المرة ليدرب سيركل بروج البلجيكي، وقاده إلى التأهل لخوض بطولة الدوري الأوروبي، في وقت كان يحتل فريقه مرتبة متأخرة جداً في الدوري مع بداية الموسم. وراهن نادي بليموث أرغايل على المدرب عام 2025 عبر عقد يمتد ثلاث سنوات ونصف سنة، وهذا من أجل إخراجه من الوضع الصعب الذي يعيشه، ولكي يُنقذه من الهبوط، ولم يتأخر موسليتش كثيراً قبل إبهار المتتبعين عبر التأهل للدور الـ16 من كأس إنكلترا، وعلى حساب أفضل نادٍ إنكليزي في الوقت الحالي.