"ميركاتو" الدوري السعودي يهدد أندية أوروبا

05 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 11:21 (توقيت القدس)
صفقات منتظرة في الدوري السعودي قبل نهاية الميركاتو (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستمر نافذة الانتقالات الصيفية في السعودية حتى 11 سبتمبر، مما يمنح أندية الدوري السعودي للمحترفين قوة مالية تهدد استقرار الأندية الأوروبية، حيث شهد الصيف انتقال العديد من النجوم البارزين إلى السعودية.
- تسعى الأندية السعودية لضم لاعبين بارزين من أوروبا مثل رودريغو مورا وبريس مينديز، مما قد يقلب موازين القوى في أوروبا بسبب الإغراءات المالية الكبيرة.
- يمنح استمرار نافذة الانتقالات السعودية ميزة زمنية ومالية لأنديتها، مما يتيح لها التأثير في السوق العالمية للاعبين وتعزيز صفوفها.

بينما أغلقت أكبر الدوريات الأوروبية أبواب سوق الانتقالات الصيفية في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، لا تزال السعودية تفتح نافذتها حتى اليوم الحادي عشر من الشهر نفسه، لتضع أندية "القارة العجوز" أمام كابوس حقيقي، إذ باتت القوة المالية لأندية الدوري السعودي للمحترفين سلاحاً هائلاً، يهدد استقرار المشاريع الرياضية لفرق النخبة في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، ويمنح "الميركاتو" السعودي ثقلاً غير مسبوق في خريطة كرة القدم العالمية.

وشهد الصيف الحالي موجة من الصفقات البارزة، كان من بينها انتقال الأوروغوياني داروين نونيز (26 عاماً)، والبرتغالي جواو فيليكس (25 عاماً)، والإسباني إينيغو مارتينيز (34 عاماً)، والإيطالي ماتيو ريتيغي (26 عاماً)، إضافة إلى الفرنسيين ثيو هيرنانديز (27 عاماً)، وكينغسلي كومان (29 عاماً)، بعدما قرر هؤلاء النجوم مغادرة الدوريات الأوروبية، وشدّوا الرحال إلى السعودية مقابل أرقام فلكية، ومع ذلك لم يتوقف الطموح السعودي عند هذا الحد، إذ تسعى الأندية خلال الأيام المتبقية من نافذة الانتقالات إلى توجيه ضربات جديدة قد تقلب موازين القوى في أوروبا.

وكشف تقرير لصحيفة سبورت الإسبانية، الخميس، عن الصفقات المحتملة، إذ يواجه نادي بورتو البرتغالي تهديداً حقيقياً من الدوري السعودي بخسارة جوهرته الهجومية، رودريغو مورا (18 عاماً)، بعدما عرض اتحاد جدة 63 مليون يورو، إضافة إلى 10% من حقوق اللاعب، فيما لا يزال النادي متمسكاً بشرط جزائي يبلغ 70 مليونا، وقد تتحول الصفقة إلى واقع، إذا قرر النادي السعودي إضافة بضعة ملايين لإرضاء "الدراغاو"، خاصة أن الفريق يقوده الفرنسي كريم بنزيمة (37 عاماً)، الذي يدفع باتجاه تعزيز صفوفه. أما في إسبانيا، فقد اعترف المدير الرياضي لريال سوسيداد، إريك بريتوس، بأن لاعبه الإسباني، بريس مينديز (28 عاماً)، تلقى عرضاً رسمياً ضخماً من السعودية كان كفيلاً بتغيير مسار حياته، قبل أن يقرر البقاء في "الليغا".

وبدوره، يقف نادي تشلسي الإنكليزي عند مفترق طرق، إذ تبدو بعض عروض أندية الدوري السعودي أقرب إلى خدمة للفريق، مثل الاهتمام بمدافعه الفرنسي، أكسل ديساسي، والجناح الإنكليزي رحيم ستيرلينغ، كونهما لا يدخلان ضمن حسابات مدرب "البلوز"، الإيطالي إنزو ماريسكا (45 عاماً)، إلا أن الخطر الحقيقي يتمثل في إمكانية خسارة البرازيلي أندري سانتوس، المطلوب من نادي القادسية السعودي مقابل 50 مليون يورو، ورغم أن اللاعب يطمح للاستمرار في أوروبا لضمان مكانة مع منتخب بلاده في مونديال 2026، فإن الإغراءات المالية قد تدفعه لإعادة التفكير.

ويبقى الملف الأكثر إثارة، المرتبط بالإنكليزي مايسون غرينوود (23 عاماً)، الذي يسعى نادي النصر، وبطلب مباشر من نجمه البرتغالي، كريستيانو رونالدو (40 عاماً)، إلى ضمه حتى آخر يوم من سوق الانتقالات. وكان قد رفض الانتقال في صيف 2024 مفضلاً إثبات نفسه في أوروبا، لكن الإصرار السعودي المستمر، إضافة إلى التعاقدات الثقيلة لنادي النصر مع فيليكس وكومان ومارتينيز، يعبر عن ارتفاع طموح رغبة النادي في تحقيق لقب الدوري المحلي وفرض هيمنة إقليمية ودولية، ما يسمح للاعب أولمبيك مرسيليا بالبروز.

وتُعدّ الأيام الإضافية، التي يحظى بها الدوري السعودي، عاملاً حاسماً يمنح أنديته قدرة مالية وزمنية على تلبية طلبات اللاعبين والأندية معاً، في وقت يجد منافسوهم في أوروبا أنفسهم مقيدين بعد إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية. فغياب إمكانية التعويض أو إيجاد بدائل لأي نجم يرحل قبل يناير/ كانون الثاني المقبل يضع الفرق الأوروبية في مأزق حقيقي، إذ لا يبقى أمامها سوى خيار اللجوء إلى سوق اللاعبين الأحرار، الذين انتهت عقودهم ولم يوقعوا بعد مع أي نادٍ. هذا الواقع يفتح الباب أمام تحركات جديدة، حتى مع غلق السوق، ويمنح الأندية السعودية فرصة أكبر للتأثير في موازين السوق العالمية للاعبين، من خلال استغلال هذه الثغرة الزمنية.

المساهمون