بدأت الدوريات العربية تستهوي اللاعبين السودانيين، الذين باتوا يفضلون خوض تجارب كروية جديدة خارج بلادهم، بعدما وجهت الأندية العربية أنظارها نحو نجوم كتيبة "صقور الجديان"، لأجل استقطابهم والاستفادة من خدماتهم.
ولعل السبب الأبرز لرحيل اللاعبين السودانيين وتفضيلهم التوجه نحو الملاعب العربية يعود إلى أسباب مادية، إذ يسعى اللاعبون للحصول على وضع أفضل والهروب من الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه السودان.
واجتهد اللاعبون في سبيل ذلك بالتعاقد مع وكلاء لاعبين لهم الخبرة في التسويق وتوفير فرص احتراف جيدة، وكان أول من سلك هذا الدرب النجم السوداني محمد عبد الرحمن "الغربال"، والذي انضم إلى فريق أهلي برج بوعريريج الجزائري، ليتألق في صفوفه بالرغم من عودته من فترة غياب طويلة بداعي الإصابة امتدت لنصف سنة، وقد بات قريباً من الانتقال إلى مولودية الجزائر.
وانتقل اللاعب شرف الدين شيبوب بعد فترة احتراف قصيرة الموسم السابق رفقة سيمبا التنزاني، إلى فريق النادي الرياضي القسنطيني الجزائري.
ويتجه أطهر الطاهر لخوض تحدٍ جديد مع سموحة المصري، بعدما ظهر بشكل مميز هذا الموسم في دوري أبطال أفريقيا وجذب إليه الأنظار، ليغادر مستغلاً نهاية عقده مع الهلال السوداني.
وطالب وليد الشعلة نجم الهلال السوداني، إدارة الفريق بإطلاق سراحه، بعد حصوله على عرض جديد من اتحاد العاصمة الجزائري، في الوقت الذي رفضت فيه إدارة النادي عرضاً لضمه من قبل نادي شباب بلوزداد بطل الدوري الجزائري.
وأكمل فريق اتحاد تطاوين التونسي اتفاقه مع لاعب فريق الشرطة السوداني شهاب صديق، في وقت ينتظر فيه فريق الأولمبي الباجي موافقة المريخ على عرضه لضم اللاعب سيف تيري، بينما تقدم الهلال الشابي التونسي هو الآخر بعرض رسمي لضم لاعب المنتخب السوداني ومهاجم الأهلي شندي وهداف الدوري السوداني ياسر مزمل.
وعلى مستوى الملاعب الخليجية، انضم اللاعب جيلاني عدلان إلى فريق الريان القطري، بينما ضم العين الإماراتي إلى صفوفه، اللاعب محمد عوض الله، فيما انتقل كل من لاعب الهلال السوداني السابق صهيب عز الدين وخالد عبد المنعم لاعب المريخ السابق، إلى ناديي المجزل والثقبة في دوري الدرجة الأولى السعودي.
واتجه اللاعب محمد المصطفى لاعب الخرطوم السابق وحيداً عكس التيار، وأبحر بعيداً عن ملاعب الوطن العربي، بعدما انتقل إلى فريق فيتا كلوب الكونغولي، ليكون بذلك أول لاعب سوداني في تاريخ دوري الكونغو الديمقراطية.
وسيعود احتراف اللاعبين السودانيين في الملاعب العربية بالفائدة على منتخب بلادهم، الأمر الذي سيسهم في تطوير مستويات اللاعبين، عطفاً على أنه سوف يمهد الطريق لاحتراف المزيد من اللاعبين في حال ظهر المحترفون بمستويات مميزة، الأمر الذي سيلفت أنظار الأندية العربية نحو المواهب الكروية في السودان.