موسم سقوط استثنائي للكبار

موسم سقوط استثنائي للكبار

15 مايو 2021
ليفربول تعرض لنكسة كبيرة هذا الموسم (Getty)
+ الخط -

تراجع نتائج فريق ليفربول حامل لقب الدوري المحلي في إنكلترا، وإنهاء إنتر ميلان لسيطرة يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي التي دامت لـ9 سنوات، وكذلك يوجه باريس سان جيرمان نحو تضييع تاجه المحلي لصالح فريق ليل، وتراجع أداء ونتائج برشلونة وريال مدريد في إسبانيا لصالح فريق أتليتيكو مدريد الذي يقترب من التتويج.

جميعها معطيات تشكل علامات فارقة في نهاية هذا الموسم على مستوى الدوريات الكبرى التي تقترب من نهايتها بشكل دراماتيكي لم يكن متوقعا قبل أشهر من الآن، ما ينذر بتحولات عميقة في عالم الكرة الأوروبية  بسبب تداعيات تفشي فيروس "كورونا" التي خلفت أزمة مالية مست أكبر الأندية الأوروبية، أدت إلى تراجع مداخيلها ومردودها الفني في غياب جماهيرها عن مدرجات الملاعب.

ودفعت بكبار الأندية إلى إطلاق مشروع السوبرليغ الأوروبي الذي ولد ميتا، ما قد يخلف تداعيات سلبية على أصحابه بعدما قرر الاتحاد الأوروبي فتح تحقيق مع ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس المهددة بعقوبة الحرمان من المشاركة في المسابقات الأوروبية.  

في إنكلترا شكّل تراجع حامل اللقب ليفربول حدثاً كبيراً قد يصل إلى درجة حرمان الفريق من المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم إذا فشل في احتلال واحد من المراكز الأربعة الأولى، مما ينعكس سلباً على موارد النادي المالية التي تأثرت أصلاً بغياب جماهيره عن مدرجات ملعب "أنفيلد" الذي لم يعد مرعباً هذا الموسم، لدرجة صار الفريق يخسر أمام الصغار والكبار على ملعبه ولا يقوى على المنافسة المحلية والأوروبية.

في المقابل، عاد مانشستر سيتي ليصنع الفارق مع مدرب كان مغضوباً عليه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عندما كان في المركز التاسع عند بداية الموسم بعد خسارته أمام ليستر بالخمسة على ميدانه، ليعود بقوة بعد ذلك ويدهس في طريقه كل الأندية ويتوج بكأس الرابطة ولقب الدوري ويتأهل إلى نهائي مسابقة دوري الأبطال لأول مرة في مشوار النادي.

نفس سيناريو ليفربول حدث لفريق يوفنتوس في إيطاليا بعدما ضيع لقب السكوديتو الذي توج به تسع سنوات متتالية، قبل أن يجد نفسه بدوره مهدداً بالغياب عن مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل قبل آخر جولة مقررة الأسبوع القادم في ظل منافسة قوية يجدها أمام أتالانتا، ونابولي والميلان العائد إلى الواجهة، والذي يقترب من تحقيق أمنية جماهيره بالعودة إلى مسابقة دوري الأبطال التي توج بها سبع مرات.

وغاب عنها منذ سنة 2014 بسبب تراجع موارده ومردوده، وتألق يوفنتوس وإنتر ونابولي وروما وحتى لازيو خلال الفترة الماضية، ليعود أكثر الأندية جماهيرية في إيطاليا إلى الواجهة هذا الموسم من دون حضور عشاقه في ملعب "السان سيرو" بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا، لكن في حضور الأسطورة زلاتان إبراهيموفيتش الذي صنع الحدث بتسجيله 17 هدفاً وقد تجاوز سن الأربعين.   

وفي إسبانيا، يتوجه حامل البطولة إلى الخروج دون أي لقب في واحد من أصعب المواسم، لكنه لم يكن الأسوأ بالنظر للظروف التي مر بها زيدان الذي وجد نفسه في أغلب فترات الموسم محروماً من عديد من اللاعبين المتميزين لأسابيع طويلة بسبب الإصابات المتكررة التي تعرض لها دفاعه كله.

وحرمت الإصابات البلجيكي إيدن هازارد من الحضور ضمن التشكيلة بعدما قضى موسمه  بين كرسي الاحتياط وعيادات العلاج، وهو نفس الأمر الذي تعرض له لاعبو فريق برشلونة الذين خسروا مرتين على ميدانهم في "الليغا" و تعادلوا في 6 مباريات أخرى، وخرجوا على يد البياسجي في ثمن نهائي دوري الأبطال في واحد من أسوأ المواسم خلال العقد الأخير، شهد اضطرابات كبيرة زاد من تعقيدها ليونيل ميسي عندما أعلن عن رغبته في الرحيل نهاية هذا الموسم.

 

ولم تتوقف مصائب الأندية الكبيرة عند أندية ليفربول ويوفنتوس وريال مدريد وبرشلونة، بل طاولت نادي باريس سان جرمان المسيطر على الدوري الفرنسي طيلة العقد الأخير، والذي يتوجه نحو تضييع تاجه بعد منافسة قوية وجدها أمام ليل وليون وموناكو.

وبعدما خرج في نصف نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي في انتظار إنقاذ موسمه بالفوز بكأس فرنسا في النهائي الذي سيجمعه بفريق موناكو نهاية الأسبوع، يبدو أن المصائب إذا عمت خفت على الأندية، إلا إذا وصلت إلى درجة غياب الكبار عن مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل فإن تداعياتها السلبية ستكون أكبر على تلك الأندية وعلى المسابقة في حد ذاتها لأنه لا يمكن تصور دوري الكبار من دون ليفربول ويوفنتوس مثلاً.

أما حضور ثلاثة أندية إنكليزية في نهائيي دوري الأبطال والدوري الأوروبي لهذا الموسم فكان تحصيل حاصل، وذلك نتاج الدوري الأقوى والأجمل والأفضل، مع وجود أندية غنية مادياً وثرية بشرياً وفنياً ما دامت تستقطب أكبر المدربين وأفضل اللاعبين في العالم.