من الباسك إلى غزة.. أول مباراة لمنتخب فلسطين في أوروبا عنوانها "السلام"
استمع إلى الملخص
- يرى مراقبون أن إقامة المباراة في مدينة غرنيكا، التي عانت من القصف عام 1937، تضفي طابعاً أخلاقياً على الحدث، حيث يربط الاتحاد الباسكي بين مأساة غرنيكا ومعاناة غزة.
- تسعى فلسطين لرفع علمها في ملعب أوروبي لأول مرة، وتذهب مداخيل المباراة إلى منظمات إنسانية في غزة، مما يضفي بُعداً عملياً للتضامن.
تخطو فلسطين خطوة رمزية جديدة على الساحة الرياضية الأوروبية، إذ تستعد لخوض أول مباراة في تاريخها بالقارة العجوز أمام المنتخب الباسكي، يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على ملعب سان ماميس في بلباو، في لقاء اختار له منظموه عنواناً لا لبس فيه: "السلام".
وتحمل هذه المواجهة، وفقاً لما نشرته مجلة ليكيب الفرنسية، يوم الأحد، أبعاداً تتجاوز المستطيل الأخضر، إذ ترسّخ حضور فلسطين في الفضاء الرياضي الدولي، رغم كل القيود والمعاناة، وتبعث برسالة تضامن إنساني من قلب إقليم الباسك إلى غزة، التي تعيش تحت وطأة الحصار والدمار. ويرى مراقبون أن إقامة المباراة في مدينة رمزية، مثل غرنيكا، التي عانت ويلات القصف عام 1937، يضفي على الحدث طابعاً أخلاقياً يعانق الذاكرة والكرامة الإنسانية.
وأكد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، أن اللقاء يتجاوز حدود الرياضة، قائلاً: "المباراة تذكير للمجتمع الدولي بأن قضية فلسطين سياسية بالأساس، وأن الكرة يمكن أن تكون لغة للحرية والعدالة". كما أشاد الرجوب بموقف الشعب الباسكي، الذي عبّر مراراً عن تضامنه مع الفلسطينيين، سواء في الميادين أو عبر مبادرات إنسانية، خاصة أن رسالته ستصل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأضاف: "نريد أن نذكّر المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، بأنّ هذه قضية سياسية. فهل سيفهمون الرسالة ويتّخذون القرار الصحيح في الوقت المناسب؟ آمل ذلك".
ويشارك الاتحاد الباسكي الرؤية ذاتها، إذ يربط بين مأساة غرنيكا ومعاناة غزة، وأضاف أن الذاكرة لا تنسى، وأن الشعوب المقهورة قادرة على تحويل الألم إلى نداء سلام. وصرّح رئيس الاتحاد، إيكر غوني: "غرنيكا كانت رمزاً ضد العنف قبل 90 عاماً، واليوم، من خلال فلسطين، يظل هذا الرمز حياً".
وتستعد الجماهير الإسبانية لاستقبال المنتخب الفلسطيني بحفاوة، في حين تتطلّع فلسطين إلى رفع علمها في ملعب أوروبي للمرة الأولى، بينما تذهب مداخيل المباراة كاملة إلى منظمات إنسانية تنشط في قطاع غزة، ما يمنح الحدث بُعداً عملياً للتضامن، لا يقتصر على الشعارات، بل يمتد إلى الفعل الإنساني المباشر. وتتحول المباراة بذلك إلى جسر بين شعبين يعرفان معنى الذاكرة والكرامة، وتثبت أن كرة القدم، مهما كانت بسيطة، قادرة على حمل رسالة أعمق من أي خطاب سياسي، عنوانها السلام من الباسك إلى غزة.